***عبد الله البقالي // يكتب: حديث اليوم***
تحاشى جميع الوزراء الحديث عن حملة مقاطعة بعض المنتوجات الاستهلاكية، وتلعثم بعضهم، بيد أن آخرين أصيبوا بالخرس، رغم إلحاح كثير من الصحافيين في سؤالهم في هذا الصدد، في حين انتهز أحدهم الفرصة لتبرئة الذمة مما فهم من تصريح سابق، له وبدا واضحا إنه سعى إلى طمأنة جهة ما. وكان مثيرا حقا أن يتجتنب وزير الأسعار الحديث في هذا الشأن.
الأمر يتعلق بسلوك غريب جدا من وزراء أعضاء في الحكومة المسؤولة الأولى والمباشرة والرئيسية عن سياسة الأسعار في بلادنا. لا ندري ما إذا كان الأمر يتعلق بعجز في تدبير التواصل في قضية مهمة تتعلق بأحد أهم الشؤون العامة في بلادنا، أم يتعلق الأمر بتخوف من الحديث في شأن يعتقد الوزراء أن له تداعيات سياسية على حكومة تنخرها الحسابات السياسوية الضيقة، أم أن الأمر يتعلق بتوجس الحكومة من الحديث في الشؤون العامة، حيث يبذل جميع الوزراء ما استطاعوا من جهد لتجنب الحديث في كل ما له علاقة بالسياسة.
حملة مقاطعة بعض المنتوجات الاستهلاكية متواصلة في شبكات التواصل الاجتماعي وفي الواقع المعيش، والصمت الحكومي يزيدها مشروعية، والأضرار الاقتصادية مؤكدة لحد الآن، بل وهناك قلق سائد لدى الرأي العام ولدى الفاعلين الاقتصاديين بصفة خاصة، ومن واجب الحكومة التدخل لتوضيح الأمر والسعي إلى إعادة الأمور إلى نصابها، أما وأنها اختارت بلع ألسنتها لحد الآن فإنها بهذا السلوك تزيد الوضع تعقيدا.
*** بقلم // عبد الله البقالي ***
للتواصل مع الكاتب:
bakkali_alam@hotmail.com
