العلم الإلكترونية - لحسن الياسميني
مازالت الخسائر التي تكبدتها إسبانيا في حرب الريف تلقي بظلالها على الذاكرة التاريخية المعاصرة للإسبان، إلى اليوم ، فقد شكلت هذه الحرب منذ انتهائها في عشرينيات القرن الماضي إلى اليوم أزمة ضمير لدى الشعب الإسباني، ليس بسبب ما اقترف في هذه الحرب من جرائم ، خاصة استعمال الأسلحة المحضورة ضد المدنيين العزل ، ولكن بسبب الخسارات البشرية الهائلة التي تكبدها الجيش الإسباني ، والتي عدت بالآلاف مدة قصيرة.
مازالت الخسائر التي تكبدتها إسبانيا في حرب الريف تلقي بظلالها على الذاكرة التاريخية المعاصرة للإسبان، إلى اليوم ، فقد شكلت هذه الحرب منذ انتهائها في عشرينيات القرن الماضي إلى اليوم أزمة ضمير لدى الشعب الإسباني، ليس بسبب ما اقترف في هذه الحرب من جرائم ، خاصة استعمال الأسلحة المحضورة ضد المدنيين العزل ، ولكن بسبب الخسارات البشرية الهائلة التي تكبدها الجيش الإسباني ، والتي عدت بالآلاف مدة قصيرة.
ففي معركة أنوال وحدها ما بين 22يوليوز و9 غشت 1921، لقي ما لا يقل عن 13 ألف جندي إسباني حتفهم في هذه المعركة التي لم يعرف الجيش الإسباني في تاريخه الحديث خسارة بشرية بحجمها.
كما أن هذه المعركة كانت أكثر شراسة، إذ أنها أبادت فيالق بكاملها من اصغر رتبة جندي إلى الجنيرال .
إلا أن كافة المعلومات حول هؤلاء الجنود الذين قضوا في تلك الحرب ظلت حبيسة الرفوف إلى أن قررت السلطات الإسبانية ، حسب ما ذكرت صحيفة الفارو الصادرة في مدينة سبتة المحتلة الإفراج غدا الأربعاء فاتح يونيو عن قاعدة البيانات التي تضم وثائق وصورا لأكثر من 15 ألفا من الإسبان الذين قتلوا في حرب الريف ما بين سنتي 1893 و1927.
وستقدم قاعدات البيانات هذه، في مركز “فيسنتي أليكساندر” الثقافي في منطقة “الهورين دي لا توري” بمدينة مالقة التي يتحدر منها 374 ممن تضم القاعدة بيانات خاصة بهم، إلى جانب 8500 ممن صنفوا في عداد المفقودين.
وتضم قاعدة البيانات كذلك وثائق وصورا ومستندات وسجلات شخصية للقادة والجنود الإسبان، بينها 450 صورة أصلية، و5800 شهادة وفاة من السجل المدني لمليلية المحتلة وسجل دفن القتلى في مقبرة “بوريسيما كونسبسيون” في مليلية، و7900 سجل للإعانات المالية ومعاشات لأقاربهم نشرت في الصحف الرسمية.
وقد تم تجميع هذه البيانات خلال بحث دام أكثر من 14 عاما من طرف الباحثين: إدواردو سار كوينتاس، وفرانسيسكو خوسيه مورينو لارا، وبيدرو مانويل مورينو لارا، الذين يهدفون إلى إتاحة هذا الجزء من التاريخ الإسباني لصالح المراكز الثقافية والمهتمين.