Quantcast
2024 نونبر 16 - تم تعديله في [التاريخ]

المرتجي: التراث اللامادي بين المغرب وهولندا أفق جديد للتعاون الثقافي


المرتجي: التراث اللامادي بين المغرب وهولندا أفق جديد للتعاون الثقافي
العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي 

حفلت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط بجلسة علمية مميزة، نظّمها مسلك ماستر "المغرب والعالم عبر التاريخ" بشراكة مع المعهد الهولندي "نيمار"، تناولت مواضيع حبلى بالتراث اللامادي الذي يثري رصيد المملكة المغربية، ودوره في صناعة السياسات الثقافية تحت عنوان المبادلات بين المغرب والأراضي المنخفضة، باعتبار التراث "جسر ثقافي" بين الأمم.  
 
وتميزت الجلسة التي افتتحها مدير المعهد الهولندي، بمداخلة ألقاها الدكتور محمد سعيد المرتجي، أستاذ التاريخ والتراث بالكلية، حيث استعرض أهمية التراث اللامادي كدعامة أساسية للحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز التنمية المستدامة. واستهل المرتجي مداخلته بالإشادة بالتعاون المثمر والمستمر منذ عشر سنوات بين كلية الآداب وجامعة لايدن الهولندية، وهو تعاون أثمر تبادل الخبرات الأكاديمية وتعزيز التنقل الطلابي والبحثي بين المؤسستين. كما أشار إلى استفادة عدد من الطلبة المغاربة من منح تدريبية مكنتهم من العمل في متاحف ومؤسسات ثقافية هولندية، مقابل إتاحة الفرصة للطلبة والباحثين الهولنديين لاستكشاف التراث الثقافي المغربي عن كثب، سواء المادي منه أو اللامادي.  
 
وضمن مداخلته، تناول المرتجي مثالا بارزا يعكس غنى التراث المغربي، وهو موسيقى الجاجوكا الصوفية، موضوع إصداره الأخير، حيث وصفها بنموذج فريد للتراث الموسيقي اللامادي المتجذر في السياق المحلي، والذي يحظى بتقدير عالمي. وأكد أن هذا التراث يشكل تجسيداً للتحديات والفرص التي تواجه التراث اللامادي في عالم يتسم بالعولمة والتغيرات السريعة.  
 
وأشار المرتجي إلى التحديات التي تواجه التراث اللامادي في المغرب، منها التحديث والعولمة والتراجع التدريجي لبعض الحرف التقليدية مثل الفخار والنسيج، مما يجعل الحاجة إلى الحفاظ على هذا التراث ضرورة ملحة. ورغم إدراج العديد من عناصر التراث المغربي ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي لليونسكو، أكد المرتجي أن هذا الاعتراف وحده لا يكفي لضمان الحماية الفعلية، مشدداً على أهمية إدماج التراث اللامادي في السياسات العامة، ودعم المبادرات المحلية، وتوعية الأجيال الصاعدة بقيمته الثقافية والحضارية.  
 
وفي رسالة موجهة للطلبة الحاضرين، حثّ المرتجي على الانخراط في دراسة التراث والعمل على الحفاظ عليه، مشيرا إلى أن البحث في هذا المجال لا يسهم فقط في صون الهوية الثقافية، بل يفتح آفاقاً جديدة للتفكير في قضايا معاصرة مثل النقل الثقافي، والذاكرة الجماعية، والتنمية المستدامة.  
 
وفي ختام كلمته، شدد المرتجي على أهمية تبسيط المفاهيم المتعلقة بالتراث اللامادي ونشرها بين الجماهير والمؤسسات التعليمية، مشيرا إلى أن توعية المجتمع بأهمية هذا التراث قد تدفع صناع القرار إلى تبني سياسات شمولية لحمايته وتعزيزه.  

المرتجي: التراث اللامادي بين المغرب وهولندا أفق جديد للتعاون الثقافي

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار