السكتيوي: ارتكبها هفوات تقنية ولدي ثقة في اللاعبين في العودة في باقي المباريات مكارثي: لعبنا مباراة العمر وطبقت الخطط التكتيكية التي تعلمتها من مدربي السابق جوزيه مورينيو

بوشعيب بنقرايو
تعرض المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم للمحليين، اول أمس الأحد، لخسارة غير متوقعة أمام البلد المنظم المنتخب الكيني، بحصة هدف دون رد، خلال المباراة التي جمعت بينهما على أرضية ملعب "كاساراني" في العاصمة الكينية نيروبي، لحساب الجولة الثالثة من دور المجموعات لبطولة كأس أمم أفريقيا للمحليين التي تحتضنها ثلاثة دول كينيا وأوغندا وتنزانيا، خلال الفترة الممتدة من 02 إلى 23 غشت 2025، في سابقة تاريخية تعد الأولى من نوعها في المسابقة القارية الإفريقية.
ومنذ إطلاق صافرة المباراة التي قادها الحكم الدولي من بوركينافاصو كابور فاسيون، سعت عناصر المنتخب الوطنية المغربي، إلى فرض سيطرتها على مجريات اللعب من خلال اعتماد تمريرات قصيرة تسمح لها بالتقدم نحو منطقة جزاء المنتخب الكيني، مع التركيز على الحفاظ على الاستحواذ على الكرة بشكل كبير في منتصف الملعب، لكن هذه السيطرة لم تترجم إلى فرص حقيقية على المرمى، حيث عانى اللاعبون من صعوبة في اختراق الدفاع الكيني المنظم، خاصة بعدما اضطر الناخب الوطني طارق السكتيوي إلى إجراء تغيير مبكر، والدفع بيوسف الكعبي بديلا لأيوب مولوعة، الذي غادر الملعب متأثرا بإصابة بليغة على مستوى الساعد.
وضد مجرى اللعب وبالضبط في الدقيقة 42، تمكن اللاعب الكيني ريان أوغام من تسجيل هدف مفاجئ من هجمة مرتدة، مستغلا خطأ دفاعيا في التغطية، ليسدد كرة قوية لم يستطع الحارس المغربي مهدي الحرار التصدي لها، بعدها بقليل طرد حكم المباراة بعد العودة إلى غرفة "الفار"، اللاعب كيني كريس إيرامبو بعد تدخل عنيف في حق اللاعب المغربي أنس المهراوي، ليكمل فريقه المباراة بعشرة لاعبين.
وخلال الشوط الثاني وأمام النقص العددي الفريق الخصم، عمد الناخب الوطني السكتيوي لإخراج أيت أروخان ومهراوي مقابل الزج ببوكرين وميهري، ليحصل الأخير على فرصة لم يتعامل معها بذكاء بعد تمريرة محكمة من باش، وكذا المنتخب الكيني أن يضاعف الغلة، بعد أن أعلن حكم المباراة عن ضربة جزاء لصالح أصحاب الأرض، قبل أن يعود للفار لإلغائها،
واستمر المنتخب المغربي في ضغطه على معترك المنتخب الكيني، خاصة بعد الدفع بكل الأوراق الهجومية لأسود الأطلس، الين وجدوا صعوبة في فك شفرة الدفاع وهز الشباك المنتخب الكيني، الذي فضل لاعبوه التراجع الكلي للخلف من أجل الحد من إنفاع عناصر المنتخب المغربي، التي ظلت تضغط على دفاع منافسها دون جدوى، إذ رغم امتلاكها للكرة إلا أنها لم تهدد مرمى المنتخب الكيني، الذي إستمرت متراجعا للخلف، مما جعل مأمورية المنتخب المغربي صعبة للغاية من أجل العودة في نتيجة المباراة، على الرغم النقص العددي الذي عانى منه أصحاب الأرض لأكثر من 50 دقيقة.
لتنتهي المباراة بخسارة مريرة لأسود الأطلس الذين دخلوا البطولة باعتبارهم حاملين للقب القاري لمرتين متتاليتين، وبهذه النتيجة، تجمد رصيد المنتخب المغربي عند ثلاث نقاط من مباراتين، بينما ارتفع رصيد كينيا إلى سبع نقاط من ثلاث مباريات، لتتصدر المجموعة، ليصبح أبناء المدرب طارق السكتيوي مطالبين بالفوز في الجولتين المتبقيتين أمام كل من المنتخب الزامبي يوم الخميس المقبل 14 غشت 2025 بملعب كاساني بالعاصمة الكينية نيروبي و أمام منتخب الكونغو الديمقراطية بملعب نيايو بالعاصمة نيروبي يوم الأحد المقبل 17 غشت 2025، انتظار نتائج باقي المباريات لحسم التأهل إلى دور الربع النهائي.
أوضح الناخب الوطني طارق السكتيوي أن لاعبي المنتخب ارتكبوا "هفوات تقنية" وأن الأمور سارت بشكل معاكس لما خطط له الجهاز الفني، مشيرا إلى أن الفعالية الهجومية لم تكن بالمستوى المطلوب، خاصة في مربع العمليات، وأن هذا هو الدرس الذي يجب على اللاعبين تعلمه من هذه المواجهة.
وأكد السكتيوي أن النقص العددي الفريق الخصم، لم يكن بالضرورة في صالح فريقه، مشيرا أن لاعبي المنتخب الكيني تراجعوا للدفاع بشكل شرس وقللوا من المساحات، مما جعل مهمة الاختراق أكثر صعوبة.
وعبر الناخب الوطني، عن ثقته الكبيرة في لاعبيه وقدرتهم على العودة بقوة، مشيرا إلى أن هذه الخسارة لن تقلل من قيمة مجهوداتهم، مشددا على ضرورة طي صفحة هذه المباراة والتركيز على المواجهات القادمة.
أضاف السكتيوي بأن المنتخب المغربي أصبح مجبرا على تحقيق الفوز في المباريات المتبقية ضد زامبيا والكونغو الديمقراطية لضمان التأهل إلى ربع النهائي، مشددا على أنه سيعمل رفقة طاقمه التقني، على تصحيح الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون ضد المنتخب الكيني، والاستعداد الجيد للمواجهة القادمة بروح قتالية أكبر.
من جانبه أرجع بيني مكارثي، مدرب المنتخب الكيني، الفوز على المنتخب المغربي بنتيجة 1-0 في بطولة أمم أفريقيا للمحليين، إلى الخطط التكتيكية التي تعلمها من مدربه السابق جوزيه مورينيو.
وأشاد مكارثي، الذي تدرب تحت إشراف مورينيو في بورتو، بلاعبيه على روحهم القتالية وتفانيهم، مشيرا أنه ممتن جدا لوجود فريق يقدم كل ما لديه ويلعب بالروح القتالية الكينية وأضاف" أحيانا نعمل ونتقدم دون بلوغ الكمال، لقد ارتقينا إلى مستوى المنتخب المغربي.
وأكد مدرب منتخب كينيا، أن الانضباط التكتيكي لفريقه كان مفتاح تحييد خطورة المنتخب المغربي، خاصة وأن فريقه كان منظما للغاية لدرجة أن المغاربة لم يعرفوا كيف يتعاملون مع الكرة".
واختتم حديثه بالتأكيد على أن فريقه كان يستحق الفوز، قائلا: "سيطرنا لأننا أتيحت لنا أفضل الفرص، أراد فريقنا إثبات جدارته، لقد لعنا مباراة العمر".