
العلم الالكترونية
عاد الحديث حول احتمال ترشيح المغرب لاحتضان مقر القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “AFRICOM” بعد نقله من شتوتغارت بألمانيا ضمن مسعى أمريكي استراتيجي لإنشاء قيادة عسكرية مستقلة للعمليات في أفريقيا، عقب موافقة مجلس الشيوخ على قائد جديد للقيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) و هي الخطوة التي تستبق قرارا محتملا لاعلان الانفصال الرسمي لأفريكوم عن الجيش الأمريكي في أوروبا وأفريقيا، مما يُشير إلى تحول استراتيجي في نهج واشنطن تجاه المشاركة العسكرية في القارة الأفريقية قد يرجح ضمن هذه الرؤية الاستراتيجية للبيت الأبيض المغرب كموقع محتمل لمقر القيادة الجديد.
عاد الحديث حول احتمال ترشيح المغرب لاحتضان مقر القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “AFRICOM” بعد نقله من شتوتغارت بألمانيا ضمن مسعى أمريكي استراتيجي لإنشاء قيادة عسكرية مستقلة للعمليات في أفريقيا، عقب موافقة مجلس الشيوخ على قائد جديد للقيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) و هي الخطوة التي تستبق قرارا محتملا لاعلان الانفصال الرسمي لأفريكوم عن الجيش الأمريكي في أوروبا وأفريقيا، مما يُشير إلى تحول استراتيجي في نهج واشنطن تجاه المشاركة العسكرية في القارة الأفريقية قد يرجح ضمن هذه الرؤية الاستراتيجية للبيت الأبيض المغرب كموقع محتمل لمقر القيادة الجديد.
و كانت مصادر متخصصة من ضمنها موقع “ديفنس 24” قد أفادت أن الولايات المتحدة تدرس نقل مقر قيادة “أفريكوم” من ألمانيا إلى المغرب لتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية في إفريقيا مبرزة أن هذا التوجّه يأتي في أعقاب تعيين أول قائد من سلاح الجو على رأس القيادة في خطوة تشير إلى تركيز متزايد على العمليات الجوية.
و تأتي رؤية إعادة التنظيم و « الانتشار» الاستراتيجي للقوات الأمريكية حسب ذات المصادر في ظل تزايد المنافسة الجيوسياسية في أفريقيا، وخاصة من الصين وروسيا , حيث أكدت قيادة أفريكوم المُعينة حديثًا في شخص الجنرال ديفيد أندرسون خلال جلسات استماع في مجلس الشيوخ أن كلا البلدين يُوسّعان وجودهما ونفوذهما في جميع أنحاء القارة ولذلك يهدف إنشاء هيكل قيادة مُخصص إلى تعزيز استجابة الولايات المتحدة، وتحسين التعاون مع الشركاء الأفارقة، وتأمين المصالح الأمريكية في المنطقة .
وتعمل منذ تأسيسها قبل18 سنة القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) ضمن هيكل مشترك مع القيادة الأوروبية، مما حدّ من استقلاليتها في التعامل مع التهديدات سريعة التطور في أفريقيا.
وسيسمح التغيير المُخطط له بصنع قرارات أكثر مباشرة وتخطيط استراتيجي مُصمم خصيصًا للساحة الأفريقية. كما يعكس إدراكًا متزايدًا لأهمية أفريقيا في الديناميكيات العسكرية والاقتصادية العالمية. سيوفر وجود القيادة في المغرب موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا في شمال أفريقيا، مما يُسهّل الخدمات اللوجستية والتنسيق مع الحلفاء وقدرات الانتشار السريع
و رغم أن القائد الحالي لـأفريكوم الجنرال مايكل لانغلي، كان قد استبعد قبل شهرين بمبرر ارتفاع التكاليف، نقل مقر القيادة من شتوتغارت بألمانيا إلى المغرب , فإن الأخير و حسب تقديرات عدد من الخبراء و القيادات السياسية و العسكرية الأمريكية يعدّ شريكًا أمنيًا رئيسيا للولايات المتحدة منذ فترة طويلة، ويستضيف تدريبات عسكرية مشتركة منتظمة، بما في ذلك مناورات الأسد الأفريقي واسعة النطاق و بالتالي فإن قرار إنشاء قيادة دائمة لأفريكوم في البلاد من شأنه أن يُعمّق العلاقات الدفاعية الثنائية ويُعزز الوجود العسكري الأمريكي في القارة.
وكانت تقارير صحفية قد تحدثت عن إمكانية احتضان المغرب لمقر قيادة “أفريكوم”، حيث قالت صحيفة “لاراثون” الإسبانية أن القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) شرعت في دراسة لنقل مقرها الحالي في شتوتغارت بألمانيا إلى القاعدة العسكرية بمدينة القنيطرة.
الصحيفة الإسبانية أشارت في تقرير لها، أن هذه الخطوة تأتي في سياق تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن والرباط، حيث كان هذا الإجراء ضمن خطط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في ولايته السابقة.
وحسب التقرير الذي نشرته صحيفة “لاراثون” الإسبانية، فإن مصادر أمريكية مطلعة، أكدت أن قيادات عسكرية أمريكية قامت بدراسة هذا الخيار ميدانيا، في الوقت الذي كان يدرس سابقا نقل مقر القيادة إلى إسبانيا، وبالضبط في قاعدة “روتا”، إلا أن هذا الخيار فقد أهميته مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وفق “لاراثون”، ليعود خيار المغرب إلى الواجهة، بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ويرى خبراء في الأمن القومي أن نقل “أفريكوم” إلى المغرب سيكون تتويجًا طبيعيًا لتحالف استراتيجي طويل الأمد، وسيساهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي وقدرة واشنطن على مواجهة التحديات الأمنية في إفريقيا.
وفي ماي الماضي، كشف «معهد شيلبي كولوم ديفيس للأمن القومي والسياسة الخارجية» الأمريكي، أن هناك إمكانية لنقل جزء من تجهيزات وآليات «أفريكوم» إلى المغرب، في سياق توطيد العلاقات العسكرية مع المملكة والاستفادة من موقعها الجيوسياسي الحيوي غرب إفريقيا.
وسلط التقرير الضوء على مناورات «الأسد الإفريقي» السنوية التي تُنظم في المغرب بمشاركة الولايات المتحدة وعدد من الدول، واصفا إياها بأنها «شهادة على الشراكة الأمنية العميقة بين الرباط وواشنطن»، ومعبّرا عن إمكانية تعزيز هذه الشراكة من خلال استضافة المغرب لأصول قيادة «أفريكوم».
و ينظر إلى المغرب-حسب التقارير- باعتباره المرشح الأوفر حظًا، بفضل موقعه الجيوسياسي عند ملتقى إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، إضافة إلى بنيته التحتية العسكرية المتطورة , لكن خبراء يطرحون أيضا موريتانيا كوجهة محتملة لمقر قيادة الأفريكوم بالنظر الى موقعها القريب من منطقة الساحل .
في الخلاصة يبدو القرار المحتمل حول مصير قيادة الافربكوم بألمانيا مرتبطا بطبيعة القراءة الاستراتيجية الظرفية للبيت الأبيض بحيث لن يكون القرار المرتقب مجرد مسطرة ادارية روتينية، بل خطوة استراتيجية ستحدد شكل الحضور العسكري الأمريكي في إفريقيا لعقود قادمة، وستمنح الدولة المضيفة دورًا محوريًا في تأمين المصالح الأمريكية في ظل تنافس جيوسياسي متصاعد .