Quantcast
2025 نوفمبر 12 - تم تعديله في [التاريخ]

عمالة المضيق الفنيدق تطلق الرؤية التنموية الجديدة. و اجتماع مرتيل يجسد الإنتقال إلى "المقاربة المندمجة"


عمالة المضيق الفنيدق تطلق الرؤية التنموية الجديدة. و اجتماع مرتيل يجسد الإنتقال إلى "المقاربة المندمجة"
العلم الإلكترونية - عبد القادر خولاني 
 
في خطوة تؤكد بالفعل إلتزام عمالة المضيق الفنيدق بالرؤية الملكية الداعية إلى التأهيل الشامل للمجالات الترابية،ترأس باشا مدينة مرتيل،حسن عمراوي السعيدي،اجتماع بمقر جماعة مرتيل،خصص لتفعيل برنامج التنمية الترابية المندمجة (PDTI) في أفق 2035. 
 
الإجتماع الذي عرف حضور ممميز يضم قواد المقاطعات، وأعضاء المجلس الجماعي لمرتيل، ومدير المصالح الجماعية، و ممثلي مصالح جماعة مرتيل و باشوية مرتيل و ممثلي المصالح الخارجية والأمن الوطني والمجتمع المدني، يعكس بالفعل إرادة صريحة للتحول من "المقاربات التقليدية" إلى المقاربة المجالية المندمجة، كما نص عليها خطاب العرش ليوليوز 2025، حيث جاء في خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله أنه :
 
"... لقد حان الوقت لإحداث نقلة حقيقية، في التأهيل الشامل للمجالات الترابية، وتدارك الفوارق الاجتماعية والمجالية. لذلك ندعو إلى الانتقال من المقاربات التقليدية للتنمية الاجتماعية، إلى مقاربة للتنمية المجالية المندمجة. هدفنا أن تشمل ثمار التقدم والتنمية كل المواطنين، في جميع المناطق والجهات، دون تمييز أو إقصاء. ولهذه الغاية، وجهنا الحكومة لاعتماد جيل جديد من برامج التنمية الترابية، يرتكز على تثمين الخصوصيات المحلية، وتكريس الجهوية المتقدمة، ومبدأ التكامل والتضامن بين المجالات الترابية..." 


 
 
و يشكل برنامج التأهيل الترابي المتكامل العمود الفقري لتدارك الفوارق المجالية. فالبرنامج لا يقتصر على تجديد الطريق الوطنية رقم 16 (RN16) أو بناء طرق رئيسية كالطريق الرابطة بين مرتيل وأزلا، ولكنه يتعمق في أشغال إعادة تأهيل وتجديد حضري لأحياء "الديزة" و"الواد". هذا الدمج بين المشاريع الكبرى (الطرق المحورية ومواقف السيارات في المدن الثلاث) والمشاريع ذات الأثر المباشر على السكان يهدف إلى تحقيق العدالة المجالية. و يعزز هذا التأهيل بتعزيز شامل لقطاع الخدمات الأساسية، حيث تعمل العمالة على تعزيز الخدمات الاجتماعية الأساسية من خلال تطوير البنيات التحتية للصحة والحماية الاجتماعية، والتربية الوطنية والتكوين المهني، والتربية الرياضية والفنية، لضمان استفادة المواطنين في كل المناطق دون تمييز. 
 
من جهة أخرى،تولي استراتيجية التنمية المندمجة أهمية قصوى للبعد البيئي والاستدامة، خاصة في محور الإدارة الاستباقية والمستدامة للموارد المائية. تتكامل المشاريع في هذا الصدد لتشمل تجهيز الأحياء بشبكات الماء الصالح للشرب والتطهير السائل، وهو ما يرفع من جودة عيش الساكنة ويحمي البيئة. كما يظهر المخطط التزاما حقيقيا بالمستقبل من خلال توسيع استخدام المياه المعالجة (المعاد تدويرها) لسقي المساحات الخضراء، بهدف ترشيد الموارد. وتترافق هذه الجهود مع مشاريع وقائية حيوية مثل أشغال الحماية من الفيضانات وتعزيز شبكات البنية التحتية الأساسية في أحياء "الديزة" و"الواد"، بالإضافة إلى تهيئة الفضاء الإيكولوجي للديزة بمرتيل والغابات الحضرية كـلاميدا، مما يخلق رئة خضراء للمنطقة. 
 
كما يرتكز محور النهوض بالتشغيل على إحداث دينامية اقتصادية متكاملة في القطاع السياحي، يتم الربط بين إنشاء مسار سياحي عبر إعادة تأهيل المعالم التاريخية كـ "برج مرتيل" و تهيئة كورنيش المدينة والكورنيش الجنوبي، مع تطوير أنماط سياحية جديدة مثل "الصيدالسياحي" (Pescatourism)، ما يوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. وفي قطاع التجارة والصناعة، تهدف العمالة إلى تنظيم السوق الحضري من خلال تهيئة وإعادة تأهيل أسواق القرب في المضيق ومرتيل. الأهم من ذلك، يتم التركيز على دعم ريادة الأعمال من خلال إنشاء فضاء "أنـا مقاول" للمواكبة وإحداث منطقة للأنشطة الاقتصادية ومجمع المقاولات والتكنولوجيا في مرتيل. هذا التوجه يضمن الانتقال من فرص العمل الهشة إلى اقتصاد مستدام ومنتج، مدعوم أيضا بتطبيق مفهوم المدينة الذكية عبر إحداث كاميرات ذكية (VisionSafe City) لضمان بيئة آمنة وجاذبة للاستثمار.
 
فهذا الاجتماع، بحضوره المتعدد ومحاوره المتكاملة، يؤكد بالفعل أن عمالةالمضيق الفنيدق قد انطلقت في تفعيل و تجسيد الرؤية التنموية الجديدة، معتمدة على جيل جديد من برامج التنمية الترابية ترتكز على تثمين الخصوصيات المحلية وتحقيق مبدأ التكامل والتضامن بين مجالاتها الحضرية والقروية.

              

















MyMeteo




Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار