*العلم: عبدالإلاه شهبون*
رغم الإصلاحات التي قامت بها الحكومة من أجل استقرار أسعار اللحوم الحمراء بالمغرب، حتى تصبح في متناول المستهلك من خلال دعم المستوردين وفتح باب الاستيراد، فإن هذه الإجراءات لم تنجح في خفض الأسعار، بدليل أن أثمان اللحوم الحمراء مازالت مرتفعة لدرجة أنها أصبحت عصية على المغاربة خصوصا أصحاب الدخل المحدود والطبقات الهشة، التي تعاني في صمت بسبب تواصل غلاء جميع المواد الأساسية.
وفي هذا السياق، أكد عبد الحق البوتشيشي، نائب رئيس الفيدرالية المغربية لمقاولات تحسين النسل الحيواني، أنه رغم الإصلاحات التي قامت بها الحكومة من أجل استقرار أسعار اللحوم الحمراء من خلال دعم المستوردين فإن الثمن مازال مرتفعا، نظرا لقلة العرض خصوصا بالنسبة للأبقار، مضيفا في تصريح ل"العلم"، أن الاحصائيات التي أجريت ما بين 26 يونيو و11 غشت 2025، سجلت تراجع قطيع الأبقار بشكل خطير جدا، مع انتعاشة خفيفة بالنسبة لقطيع الأغنام.
وقال المتحدث ذاته، "وفق الإحصائيات ذاتها، فإن عدد الأغنام يصل إلى 23 مليونا و158 ألف رأس ضمنها 16 مليونا و348 ألف رأس من الإناث، وكذلك بالنسبة للماعز لدينا 7 ملايين ونصف منها 5 ملايين من الإناث، وبالنسبة للأبقار يتوفر المغرب على مليوني رأس فيها مليون و500 ألف إناث، وبالنسبة للإبل لدينا تقريبا 106,000 ألف رأس فيها 91 ألف من الإناث".
وأشار البوتشيشي، إلى أن الأثمنة تفوق القدرة الشرائية للمواطنين، ولكن يجب أيضا التفكير في الكساب لأن تكلفة إنتاج كيلو واحد من اللحم أصبح مضاعفا مقارنة بالسنوات الماضية.
وتابع "نحن نعلم أن هناك ندرة في الموارد المائية والأعلاف مرتفعة، فطبيعي أن تكون تكلفة الإنتاج مرتفعة مقارنة بالفترة التي كان فيها الشعير لا يتعدى درهما ونصف، حيث تجاوز هذا الأخير اليوم 3 دراهم ونصف، وارتفع ثمن الشمندر والتبن وغيرهما من المواد العلفية المستوردة".
وعزا أيضا غلاء اللحوم الحمراء إلى إيقاف المغرب استيراد هذه اللحوم من أوروبا من أجل حماية القطيع الوطني بسبب الأمراض التي أصابت القطيع هناك، وترك الباب فقط مفتوحا في وجه اللحوم القادمة من أمريكا اللاتينية سيما من البرازيل والتي تصل تكلفتها إلى 80 درهما عند الجزار الذي يضيف هامش ربحه، لافتا إلى أنه لا يتوقع انخفاض لحم البقر في ظل ندرة التساقطات المطرية، وكذلك الشأن بالنسبة للأغنام، وحتى الأمطار الأخيرة تشجع الكساب على الاحتفاظ بماشيته.
وأوضح أنه كلما خرجت الحكومة ببرامج دعم الكسابة، وفتح باب استيراد اللحوم الحمراء من أجل الحفاظ على القطيع الوطني، فإن هناك عوامل تقف أمام مجهودات الحكومة أبرزها جشع الجزارين، وكذا ارتفاع أسعار المواد العلفية المستوردة.