2025 ماي 13 - تم تعديله في [التاريخ]

أسعار‭ ‬الأسماك‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬متواصل‭ ‬وسمك‭ ‬الفقراء‭ ‬بات‭ ‬نادرا‭ ‬في‭ ‬الأسواق


حماة‭ ‬المستهلك‭ ‬ يعزون‭ ‬الأسباب‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬فترة‭ ‬الراحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬والتصدير‭ ‬للخارج


*العلم: ‬ عبد الإلاه‭ ‬شهبون*

‬رغم‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬شريط‭ ‬ساحلي‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬3500‭ ‬كيلومتر،‭ ‬فإن‭ ‬المغاربة‭ ‬مازالوا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الأسماك،‭ ‬بل‭ ‬حتى "‬السردين" الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬غذاء‭ ‬الطبقات‭ ‬الفقيرة‭ ‬والهشة‭ ‬بات‭ ‬نادرا‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭.‬

وعزا‭ ‬مهنيون،‭ ‬غلاء‭ ‬الأسماك‭ ‬إلى‭ ‬الاحتكار‭ ‬وجشع‭ ‬المضاربين‭ ‬والوسطاء،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬المراقبة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الجهات‭ ‬الوصية‭ ‬على‭ ‬القطاع،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عملية‭ ‬التصدير‭ ‬نحو‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬قال‭ ‬بوعزة‭ ‬الخراطي،‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬المغربية‭ ‬لحماية‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلك،‭ ‬رغم‭ ‬امتلاك‭ ‬المغرب‭ ‬لواجهتين‭ ‬بحريتين‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬3500‭ ‬كيلومتر‭ ‬فإن‭ ‬المستهلك‭ ‬بات‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬اقتناء‭ ‬السمك‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعاره‭ ‬وندرته‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلية،‭ ‬وذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬فترة‭ ‬الراحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬ومنع‭ ‬صيده‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭.‬

وتابع‭ ‬المتحدث‭ ‬ذاته،‭ ‬أن‭ ‬بلادنا‭ ‬رغم‭ ‬لجوئها‭ ‬إلى‭ ‬استيراد‭ ‬السمك‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬موريتانيا‭ ‬فإن‭ ‬الأسعار‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬المستهلك،‭ ‬مطالبا‭ ‬الحكومة‭ ‬بوقف‭ ‬عملية‭ ‬التصدير‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭. ‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬بيع‭ ‬السمك‭ ‬المجمد‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬أعطت‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية،‭ ‬بدليل‭ ‬أن‭ ‬الأسعار‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬المستهلك‭ ‬المغربي،‭ ‬لكن‭ ‬نقص‭ ‬المخزون‭ ‬من‭ ‬السمك‭ ‬وعدم‭ ‬احترام‭ ‬فترة‭ ‬الراحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬جعل‭ ‬الأسعار‭ ‬تواصل‭ ‬الارتفاع‭.‬

بالمقابل،‭ ‬اكتفت‭ ‬زكية‭ ‬الدريوش،‭ ‬كاتبة‭ ‬الدولة‭ ‬المكلفة‭ ‬بالصيد‭ ‬البحري،‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬أسعار‭ ‬المنتجات‭ ‬السمكية‭ ‬تخضع‭ ‬لمنطق‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭ ‬مثلها‭ ‬مثل‭ ‬باقي‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭.‬

وأضافت‭ ‬الدريوش،‭ ‬خلال‭ ‬جلسة‭ ‬الأسئلة‭ ‬الشفوية‭ ‬الأسبوعية‭ ‬بمجلس‭ ‬المستشارين،‭ ‬يومه الثلاثاء،‭ ‬أن‭ ‬العرض‭ ‬من‭ ‬الأسماك‭ ‬يتأثر‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬حالة‭ ‬البحر‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬وفرة‭ ‬المنتجات‭ ‬البحرية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭.‬

وأشارت‭ ‬كاتبة‭ ‬الدولة‭ ‬المكلفة‭ ‬بالصيد‭ ‬البحري،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬إعطاء‭ ‬ديناميكية‭ ‬جديدة‭ ‬للسوق‭ ‬المحلية،‭ ‬حيث‭ ‬عملت‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2010‭ ‬على‭ ‬تنزيل‭ ‬التدابير‭ ‬والإجراءات‭ ‬الكفيلة‭ ‬بتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬إذ‭ ‬أصبح‭ ‬المغرب‭ ‬يتوفر‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬70‭ ‬سوق‭ ‬للجملة‭ ‬لبيع‭ ‬الأسماك‭ ‬داخل‭ ‬الموانئ‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬نقط‭ ‬التفريغ‭ ‬وقرى‭ ‬الصيادين،‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬14‭ ‬سوقا‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬سوقا‭ ‬للجملة‭ ‬لبيع‭ ‬المنتجات‭ ‬السمكية‭ ‬خارج‭ ‬الموانئ‭.‬

وسجلت‭ ‬أن‭ ‬صادرات‭ ‬الصيد‭ ‬البحري‭ ‬شهدت‭ ‬انتعاشة،‭ ‬بعدما‭ ‬وصلت‭ ‬سنة‭ ‬2024‭ ‬إلى‭ ‬29‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬مقابل‭ ‬13‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬سنة‭ ‬2010‭ ‬أي‭ ‬بمعدل‭ ‬نمو‭ ‬سنوي‭ ‬قدره‭ ‬5‭.‬7‭ ‬في‭ ‬المائة‭. ‬




في نفس الركن