بقلم محمد أمين الربي
رغم استمرار التوتر السياسي بين الرباط و الجزائر يواصل المغرب اعتماد نهج ثابت يقوم على احترام الجوار وحسن المعاملة سواء على المستوى السياسي أو الرياضي و قد تجسد هذا التوجه بوضوح خلال فعاليات كأس إفريقيا حين يتم عرض العلم الجزائري على الشاشة الخارجية لملعب مولاي عبد الله بالرباط في خطوة رمزية تعكس حرص المملكة على احترام رموز الدول الشقيقة وفصل الرياضة عن الخلافات السياسية انسجاما مع القيم التي يؤمن بها المغرب في تعامله الإقليمي.
و يأتي هذا السلوك الحضاري، في سياق سياسة مغربية واضحة المعالم التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و التي ترتكز أساسا على مد جسور التواصل و تغليب منطق الحكمة والعقل فقد ما فتئ جلالته في عدد من خطاباته السامية يؤكد على عمق الروابط التاريخية و الإنسانية التي تجمع الشعبين المغربي والجزائري معبرا عن استعداد المملكة الدائم لفتح الحدود وإطلاق صفحة جديدة من العلاقات الثنائية خدمة لمصلحة الشعبين الشقيقين و منطقة المغرب العربي ككل.
و في مقابل هذا النهج المنفتح، تسجل مواقف معاكسة من الجانب الجزائري حيث يلاحظ رفض رفع العلم المغربي في عدد من المناسبات ما يبرز تباينا واضحا في أسلوب التعامل بين البلدين و مع ذلك يظل المغرب متمسكا بخيار الاحترام و المسؤولية مؤمنا بأن حسن النية و التعامل الراقي يشكلان الأساس الحقيقي لبناء علاقات سليمة و أن المستقبل لا يمكن أن يبنى إلا على الحوار و التعاون بدل منطق القطيعة والتصعيد الذي لا يخدم مصالح الشعبين.