2024 أبريل 18 - تم تعديله في [التاريخ]

أما‭ ‬حان‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬ينهي‭ ‬هذا‭ ‬الـمسلسل‭ ‬؟


العلم الإلكترونية - الرباط 

قدم‭ ‬ستافان‭ ‬دي‭ ‬ميستورا‭ ‬المبعوث‭ ‬الشخصي‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬مساء‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬إحاطة‭ ‬أطلع‭ ‬فيها‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس،‭ ‬على‭ ‬آخر‭ ‬المستجدات‭ ‬بشأن‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬نتائج‭ ‬مشاوراته‭ ‬مع‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية،‭ ‬ومع‭ ‬من‭ ‬يسميهم‭ ‬الفاعلين‭ ‬الدوليين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النزاع‭ ‬الإقليمي‭ ‬الذي‭ ‬سيدخل‭ ‬في‭ ‬السنتين‭ ‬القادمتين‭ ‬عقده‭ ‬الخامس‭.‬
 
وكان‭ ‬ستافان‭ ‬دي‭ ‬ميستورا‭ ‬قد‭ ‬مهد‭ ‬لتقديم‭ ‬إحاطته‭ ‬أمام‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬بعقد‭ ‬اجتماعات‭ ‬مكثفة‭ ‬بمقر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬منها‭ ‬اجتماعه‭ ‬مع‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريس‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تتسرب‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬أية‭ ‬معلومات‭ ‬عنه‭.‬
 
وقد‭ ‬رشح‭ ‬عن‭ ‬الجولة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬المبعوث‭ ‬الشخصي‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬أنه‭ ‬قدم‭ ‬دعوات‭ ‬رسمية‭ ‬إلى‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية،‭ ‬لإطلاق‭ ‬مسلسل‭ ‬الموائد‭ ‬المستديرة‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬يسميها‭ ‬هو‭ ‬بالمفاوضات،‭ ‬المتوقف‭ ‬منذ‭ ‬محادثات‭ ‬جنيف‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬سنة‭ ‬2019،‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬سلفه‭ ‬المبعوث‭ ‬السابق‭ ‬الألماني‭ ‬هورست‭ ‬كولر‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تعقد‭ ‬هذه‭ ‬المحادثات‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬القادم‭.‬
 
وكما‭ ‬جرى‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الطويلة‭ ‬الماضية،‭ ‬فإن‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬أخذ‭ ‬علماً‭ ‬بالتطورات‭ ‬السياسية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بهذا‭ ‬الملف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إحاطة‭ ‬المبعوث‭ ‬الشخصي‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬كما‭ ‬اطلع‭ ‬المجلس،‭ ‬وفي‭ ‬جلسة‭ ‬مغلقة‭ ‬أيضاً،‭ ‬على‭ ‬مستجدات‭ ‬الوضع‭ ‬الميداني،‭ ‬من‭ ‬الإحاطة‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬ألكسندر‭ ‬إيفانكو‭ ‬الممثل‭ ‬الخاص‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬رئيس‭ ‬بعثة‭ ‬المينورسو‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬أول‭ ‬بعثة‭ ‬أممية‭ ‬تقضي‭ ‬أطول‭ ‬فترة‭ ‬في‭ ‬مهمتها‭ ‬،‭ ‬تناهز‭ ‬ثلاثاً‭ ‬وثلاثين‭ ‬سنة‭.‬
 
وهكذا‭ ‬يكون‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬قد‭ ‬استوفى‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬المأموريتين‭ ‬اللتين‭ ‬يقوم‭ ‬بهما‭ ‬المسؤولان‭ ‬الأمميان،‭ ‬ووقف‭ ‬على‭ ‬تضاريس‭ ‬الخريطة‭ ‬السياسية‭ ‬والعملياتية‭ ‬الميدانية،‭ ‬واستوعب‭ ‬بدقةٍ،‭ ‬الحقائقَ‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬فاكتملت‭ ‬لديه‭ ‬الصورة‭ ‬الواضحة‭ ‬للمرحلة‭ ‬التي‭ ‬وصل‭ ‬إليها‭ ‬النزاع‭ ‬المصطنع‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يتفاقم‭ ‬باطراد،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عجز‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬عن‭ ‬إيجاد‭ ‬تسوية‭ ‬سلمية‭ ‬تضع‭ ‬حداً‭ ‬لهذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الإقليمية،‭ ‬التي‭ ‬يخشى‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬أزمة‭ ‬دولية‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدولين‭.‬
 
والواقع‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬بين‭ ‬يده‭ ‬المقترح‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬إليه‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2007‭ ‬،‭ ‬بشأن‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭. ‬وهو‭ ‬المقترح‭ ‬الذي‭ ‬يتزايد‭ ‬عدد‭ ‬الدول‭ ‬المؤيدة‭ ‬له‭ ‬بشكل‭ ‬مطرد،‭ ‬والمساندة‭ ‬للموقف‭ ‬المغربي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬قوية،‭ ‬والداعمة‭ ‬للسياسة‭ ‬الرصينة‭ ‬والمسؤولة‭ ‬التي‭ ‬تنهجها‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭. ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يبقى‭ ‬مجال‭ ‬لإطالة‭ ‬الوقت‭ ‬وإهدار‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬تنفقها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ولا‭ ‬موجب‭ ‬سليم‭ ‬لتأخير‭ ‬البت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الذي‭ ‬استعصى‭ ‬لحد‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬معالجته‭ ‬باتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬الأممي‭ ‬الحاسم‭ ‬بشأنه‭.‬
 
وإذا‭ ‬ما‭ ‬أخذنا‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬يعاكس‭ ‬سياسة‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬حين‭ ‬يرفض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬طرفاً‭ ‬معنياً‭ ‬بهذا‭ ‬النزاع‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬اصطنعه،‭ ‬وأن‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬أخلت‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬مسؤولية‭ ‬الالتزام‭ ‬باتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬المبرم‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬المباشرين‭ ‬سنة‭ ‬1991،‭ ‬فسيكون‭ ‬أمامنا‭ ‬طرفان‭ ‬يعدان‭ ‬نفسيهما‭ ‬خارج‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬2703‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الذي‭ ‬يعزز‭ ‬الرؤية‭ ‬والخيار‭ ‬الاستراتيجيين‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬والذي‭ ‬يفتح‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬هذا‭ ‬المسلسل‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭.‬
 
والخلاصة‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬حفظ‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬تقتضي‭ ‬المسؤولية‭ ‬التي‭ ‬يتحملها،‭ ‬أن‭ ‬يتحرك‭ ‬جدياً‭ ‬لطي‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬وأن‭ ‬يبادر‭ ‬لإنهاء‭ ‬هذا‭ ‬المسلسل،‭ ‬الذي‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يبت‭ ‬فيه‭ ‬سريعاً‭ ‬ازداد‭ ‬خطورة‭ ‬وتهديداً‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬المتوترة‭.‬



في نفس الركن