أمطار تطوان تعطل افتتاح المستشفى الجهوي من جديد

علمت جريدة "العلم" من مصدر مطلع أن موعد افتتاح المستشفى الجهوي للتخصصات بمدينة تطوان تم تأجيله مرة أخرى، وذلك على خلفية التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها المدينة ومحيطها خلال الأيام الأخيرة، وما رافقها من مخاوف بشأن السلامة التقنية للبناية.

 

وبحسب المعطيات المتداولة، فإن الأمطار القوية أثارت حديثا عن احتمال تسجيل تسربات مائية طالت بعض مرافق المستشفى، وتسببت في أضرار بالبنية التحتية وخسائر مادية همت تجهيزات طبية حساسة، وهو ما استدعى، وفق المصادر ذاتها، التريث قبل تحديد موعد رسمي للافتتاح، إلى حين التأكد من سلامة المنشأة واستكمال عمليات الفحص التقني.

 

ويأتي هذا التأجيل ليضاف إلى سلسلة من التأجيلات التي عرفها هذا المشروع الصحي الكبير، إذ كان من المرتقب افتتاحه منذ سنة 2018، قبل أن تتوالى التأجيلات لأسباب مختلفة، ليتم تداول تاريخ 20 نونبر المنصرم، وبعده 15 دجنبر الجاري كموعدين الافتتاح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دون تحقق ذلك على أرض الواقع، وكان وزير الصحة والحماية الاجتماعية قد أعلن، في وقت سابق، أن الافتتاح الرسمي للمستشفى سيكون في يناير 2026، مرجعا ذلك إلى تحديات مرتبطة أساسا بتوفير الموارد البشرية الطبية والتمريضية الكافية.

 

في المقابل، نفى مسؤول بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بولاية تطوان، في تصريح لجريدة العلم، وجود موعد رسمي ومكتوب لافتتاح المستشفى، مؤكدا أن عملية الافتتاح تقتضي التسريع وفق المساطر المعمول بها، في إشارة منه إلى أن إنجاز المشروع تم في ظرف زمني قياسي.

 

وأوضح المسؤول ذاته أن المستشفى يتوفر على مرافق طبية وعلاجية متطورة، وتجهيزات حديثة تستجيب لتطلعات المرضى والمرتفقين، وستساهم في تعزيز العرض الصحي بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، كما نفى علمه بوجود أي تسربات مائية ناتجة عن التساقطات المطرية الأخيرة، مبرزا أن الوزارة لم تتسلم بعد المنشأة بشكل رسمي من الوكالة المكلفة بإنجاز المشروع، وبالتالي فإن أي اختلالات محتملة لا تدخل، في هذه المرحلة، ضمن اختصاصاتها.

 

وأكد المصدر ذاته على أن افتتاح المستشفى سيتم فور التسلم النهائي للمؤسسة الصحية، التي يرتقب أن تلعب دورا فعالا في تقديم خدمات طبية متخصصة لفائدة المرضى في مختلف التخصصات، للتخفيف عنهم عناء التنقل إلى مدن أخرى للعلاج وتقريب الخدمة الصحية من المواطن.
 

ويعد المستشفى الجهوي للتخصصات بتطوان من أبرز المشاريع الصحية على مستوى الجهة، حيث شيّد على مساحة إجمالية تناهز 3 هكتارات و27 آرًا، فيما تبلغ المساحة المبنية حوالي 323 ألف متر مربع، بطاقة استيعابية تصل إلى 380 سريرا، وقد ناهزت الكلفة الإجمالية لإنجاز هذا الورش الصحي الضخم 420 مليون درهم، على مدى حوالي 40 شهرا من الأشغال.

 

ويعقد سكان تطوان وعمالة المضيق-الفنيدق بالخصوص، ومعهم ساكنة جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، آمالا كبيرة على هذا المرفق الحيوي، من أجل تخفيف الضغط عن المستشفيات الحالية، وتحسين جودة الخدمات الصحية، شريطة تعزيز المؤسسة بالموارد البشرية المؤهلة وتجهيزها بأحدث الوسائل والمعدات الطبية، انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تقوية المنظومة الصحية الوطنية.