2022 ماي 26 - تم تعديله في [التاريخ]

إطلاق مرحلة جديدة من الحوار الثقافي والحضاري العربي الإسباني

المنتدى الإسباني العربي الأول للخدمات السمعية البصرية العمومية يتدارس مجالات التعاون والتدريب والإنتاج المشترك والتراث


المشاركون المغاربة: لطيفة أخربياش، أمين عزيمان، ياسين الإدريسي، محمد عبدالوهاب العلالي
العلم الإلكترونية -عبد الناصر الكواي

في حدث إعلامي كبير، احتضنت العاصمة الإسبانية مدريد، المنتدى الإسباني العربي الأول للخدمات السمعية البصرية العمومية، بمبادرة من هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية، وبرعاية جامعة الدول العربية.

وتميز اللقاء الذي تم تنظيمه أيام 16 و17 و18 ماي الجاري بحضور الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، ورئيس هيأة الإذاعة والتلفزيون الإسباني، خوسي مانويل بيريس تورنيرو، وعدد من مساعديه، وإيريني لوثانو مديرة البيت العربي، ورئيسة الهيأة العليا للسمعي االبصري بالمغرب، لطيفة أخرباش، ومدريري وممثلي هيئات تلفزيونية عمومية عربية من المغرب وتونس وموريتانيا وفلسطين، وممثلي اتحاد الإذاعات الأوربية، ومنظمة المؤتمر الدائم للوسائل السمعية البصرية المتوسطية الكوبيام، وأكاديميين وخبراء عرب وأوروبيين، إلى جانب نادية كالفينو سانتاماريا وزيرة الاقتصاد والرقمنة.

وشارك من المغرب في أشغال هذا الملتقى كل من لطيفة أخرباش، رئيسة الهاكا، وأمين عزيمان مدير التعاون الدولي بالهيأة والسيد ياسين الإدريسي مدير الأخبار بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون والدكتور محمد عبد الوهاب العلالي الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط.

وقد تم خلال اليومين تدارس سبل تعزيز الشراكات الاسبانية العربية وتدارس دور التلفزيونات العمومية في الحوار الثقافي العربي والحضاري بين اسبانيا والدول العربية. "مجالات التعاون والتدريب والإنتاج المشترك والتراث". أفكار للتعاون.

تونيرو: حان الوقت لتقوية الصناعات السمعية والبصرية وجعلها طرفا في إيجاد الحلول وليس إحداث صراعات

افتتح رئيس رئيس هيأة الإذاعة والتلفزيون خوسيه مانويل بيريز تورنيرو، في قصر زوربانو في مدريد، المنتدى الإسباني العربي الأول للخدمة العامة السمعية والبصرية، بحضور مديرة البيت العربي، إيرين لوزانو. وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
 
وأوضح بيريز تورنيرو في كلمة الإفتتاح أن هذا المنتدى الأول بالإضافة إلى أنه يسعى إلى توحيد الناس، له هدف يكمن في محاولة توحيد الضمائر من خلال وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لتقوية الصناعات السمعية والبصرية وجعلها طرفا في إيجاد الحلول وليس إحداث صراعات، من أجل مستقبل تعليم وثقافة الشباب بما يتجاوز الترفيه..

وقال مدير هيأة الإذاعة والتلفزيون الإسباني، أن هذا المنتدى يسعى إلى تعزيز العلاقات بين الشركات والدول الممثلة هنا والتطلع إلى التعاون في المستقبل.

من جانبها، شددت إيرين لوزانو ، مديرة البيت العربي الذي أسس سنة 2006، على أن "دور الإعلام في مجتمعاتنا مهم دائمًا، لكنه أساسي في أوقات الاضطرابات. وتحدث عن مخاطر مهنة الإعلام و"تضاعفت المخاطر والسياقات التي يخاطر فيها الصحفيون بحياتهم.

كما نحدثت في اليوم الأول نائبة رئيس الحكومة ووزيرة الشؤون الاقتصادية والتحول الرقمي ، ناديا كالفينو، في زيارة لها للمؤتمر عن. عن التحديات التي يواجهها المنتدى من خلال القضايا التي يتعرض لها وكذا االتطلعات التي ينظر إليها الطرفان.

وشمل برنامج اليومين تدارس حالة الفن والخلفية التاريخية والجغرافية والثقافية للمؤسسات السمعية البصرية في العالم العربي وإسبانيا، و كذا مجالات التعاون والتدريب والإنتاج المشترك والتراث.

الأمين العام للجامعة العربية مع مشاركين في المنتدى الإسباني العربي لتلفزيون الخدمة العمومية
أبو الغيط: جامعة الدول العربية تنظر لإسبانيا كجسر للتواصل بين العالم العربي وأروبا وبين ضفتي المتوسط،

تميز اليوم الأول بكلمة أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، بمناسبة في الجلسة الإفتتاحية الذي نوه بمبادرة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسباني للدعوة إلى هذا المنتدى والرغبة في التعاون مع البلدان العربية، مؤكداً أن جامعة الدول العربية تنظر لإسبانيا كجسر للتواصل بين العالم العربي وأوروبا وبين ضفتي المتوسط، وكطرف مؤثر في تحقيق مزيد من الانفتاح على العالم الناطق باللغة الإسبانية من خلال إسبانيا التي تربطنا بها علاقات تاريخية قديمة تمتد لآلاف السنوات تجمعهم، فكرة واحدة فكرة حضارة إنسانية متوسطة مشتركة.
 

الأستاذ العلالي يصافح العاهل الإسباني فيليبي السادس
كما أشاد الأمين العام للجامعة العربية بالدور الإسباني الفاعل داخل الاتحاد الأوربي لصالح القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية بدءا بالمساهمة المؤثرة في إطلاق عملية السلام الشرق الأوسط في مدريد في تسعينات القرن الماضي التي لم تترجم على أرض الواقع.

وفي السياق نفسه، أعرب أبو الغيط أن التحدي الحقيقي أمام الأسرة الإنسانية يتمثل في إيجاد الطرق والوسائل التي تعزز من فرص الاستفادة من الإعلام الرقمي، كفضاء لا تضبطه قوانين دولية ولا اتفاقيات شاملة وملزمة للجميع، وينطوي على مخاطر تجعله يهدد جهود الحوار وتبادل للخبرات وأفضل الممارسات لكافة العاملين في الإعلام، ليكون هذا المجال جسرا بين ثقافتين طالما جمعتمها روابط حضارية ضمن نظرة استراتيجية تحافظ على طبيعة منفتحة تتبني منهج التسامح والرؤية الإنسانية الشاملة.

أخرباش: التحدي الحقيقي هو النجاح في بناء الثقة وتعزيز المعرفة المتبادلة وتقوية الوعي بالمصلحة العامة المشتركة

في مداخلاتها عبرت رئيسة الهيأة العليا للسمعي البصري، لطيفة أخرباش، عن وجود تحديات من أجل تحسين التامثلات الإعلامية للآخر في سياق دولي، وأولى تلك التحديات تتمثل في تفادي أن تعمل وسائل الإعلام كعامل لإذكاء تخاطب الرأي العام خصوصا حول القضايا ذات الأهمية الجيواستراتيجية المشتركة، مؤكدة أنه لا يمكن أن تختزل في مزايا ترسيخ القوة الناعمة لجهة ما وتقوية تأثيرها لدى الرأي العام والأوساط الإقتصادية للبلدان والفضاءات الأخرى...

واعتبرت أخرباش، أن التحدي الحقيقي هو النجاح في بناء الثقة وتعزيز المعرفة المتبادلة، وتقوية الوعي بالمصلحة العامة المشتركة لضمان دعم الرأي العام ومختلف الجهات الفاعلة، وهو دعم يعتمد على عمل وسائل الإعلام لضمان التزام المواطنين ومساندتهم لجهود وديناميكيات بناء المساحات المشتركة والازدهار المشترك والعمل المتضافر والتعبئة المستمرة.

وأضافت رئيسة الهيأة العليا للسمعي البصري، أن توضيح العلاقة بين الثقة والمعرفة والمشاركة الفعالة يمكن التعبير عنه من خلال عدة أمثلة للتحديات المشتركة التي يجب مشاركتها، ولا سيما مكافحة الإرهاب، وإدارة الهجرة والاستجابة للتغير. تغير المناخ وضمان الاستدامة للموارد الطبيعية، إلخ.

وذكّرت أخرباش بالاحتياجات المتجددة فيما يتعلق بتعزيز المعرفة المتبادلة من خلال الشروع في ديناميكية جديدة للتبادلات بين وسائل الإعلام ووسائط شاملة حقًا. وأعلنت أنه من الملح أكثر من أي وقت مضى أن نواجه معًا وبتضامن مشكلة تمثلات الآخر لا سيما عندما يكون هذا الآخر جارا نتقاسم معه الذاكرة، والفضاء الجيوإستراتيجي والوعي بتداخل وترابط المصائر.

العلالي: المنتدى فرصة للتأكيد على دور التلفزيونات العمومية العربية والإسبانية واسعة الانتشار والتأثير في الحوار الثقافي الحضاري العربي الإسباني

من جهته، أكد الدكتور محمد عبد الوهاب العلالي، إن هذا المنتدى مهم جدا لأنه يمكن أن يكون جسرا لتوسيع الحوار مع باقي الدول، وأيضا لمعرفة الدور الحقيقي للتلفزيون وأنه أيضا فرصة للتأكيد على دور التلفزيونات العمومية العربية والاسبانية واسعة الإنتشار والتأثير في الحوار الثقافي الحضاري العربي الإسباني، وفي مواجهة التحديات الراهن لانتشار الأخبار الكاذبة والأخبار المشوهة والصور النمطية والعنف الرمزي والتطرف و مظاهر من التجاهل المتبادل، والشح في تقاسم المعرفة المشتركة بين أبناء الضفتين.

وذكر خبير الإعلام والاتصال المغربي، أن هذا المنتدى يشكل مرحلة جديدة للحوار الثقافي الحضاري، مبرزا أن واقع التبادل الإخباري الثقافي والفني لمنتجات القنوات العمومية العربية والإسبانية، رغم الجهود القائمة، يبقى شحيحاً رغم أن العلاقات المغربية الإسبانية تمتد لآلاف السنين، موضحا أن الإنتاج التلفزيوني في إسبانيا والعالم العربي لم يستثمر على نحو كافي التاريخ المشترك.

ياسين الإدريسي مدير الأخبار بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة إلى جانب المشاركين المغاربة
وقد ابرز السيد ياسين الإدريسي أن الشركة تنخرط ومنذ التحولات التي عرفتها القناة في بداية الألفية تسير في مسار تعزيز دور الشركة كقناة للخدمة العمومية في تعزيز تلفزيون الجودة .

كما أكد الإدريسي، أن صناعة الأخبار في العصر الرقمي تطورت بتطور تكنولوجيا الإعلام وسط تحولات هيكلية للمؤسسات التلفزيونية من شأن التعاون بينها، أن يكون عاملا إيجابيا مساعدا لمواجهة التحديات القائمة وعلى رأسها أنية تقديم الأخبار والتعليق عليها في نطاق إحترام القيم الصحفية وتجسير العلاقات الإيجابية بين المجتمعات.

وتوقف المشاركون في أشغال هذا اللقاء كثيرا على اهمية ودور التلفزيون العمومي اليوم في مواجهة الأخبار الكاذبة والصور النمطية والإرهاب والعنف.

وتوجت أشغال اللقاء بجعل المنتدى العربي الإسباني حول التلفزيون العمومي منتدى دوريا سنويا، كما أسفر اللقاء عن بلورة تفكير عميق حول ضرورة تعزيز الروابط بين هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسباني وهيئات التلفزيون العمومي العربية، وتبال الخبرات ومبادرات مختلفة في مجال الإنتاج وتبادل المعارف وبحث الفرص الرقمية، إضافة إلى القيام بمبادرات للإنتاج المشترك والتدريب وخاصة تدريب المهنيين والصحفيين العرب والإسبان على المعرفة المتبادلة المعمقة للفضائين العربي والإسباني.

كما أكد اللقاء، على دور وأهمية التكنولوجيا الجديدة، وتأهيل الصحافيين من مختلف البلدان حول التطورات والفرص الرقمية المتاحة للتعاون والتكوين في هذا المجال من أجل تجاوز المسافات وإيجاد آليات جديدة للتعاون. وعلنت الهيئات المشاركة في المنتدى، عن رغبتها في تعزير العلاقات من خلال دعم الحوار وتنسيق التعاون المشترك والاستفادة من الفرص من أجل التعاون والتنسيق.

لقاء مفتوح للمشاركين في المنتدى مع العاهل الإسباني فيليب السادس
وكرس استقبال العاهل الإسباني فيليب السادس لرؤساء الوفود والخبراء المشاركين في اللقاء، بالقصر الملكي في زارزويلا، الذي دام ساعة كاملة، الأهمية القصوى التي يوليها الطرف الإسباني لهذا المنتدى. حيث نوه العاهل الإسباني بمبادرة المنتدى الإسباني العربي الأول لقنوات الخدمة العمومية، وما يمكن أن تضيفه هذه الجهود المبذولة لحل الأزمات المستعصية في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط وشمال افريقيا، كما استمع الملك فيليب السادس إلى تلاوة إعلان مدريد للمنتدى الإسباني العربي للتلفزيونات الخدمة العمومية، الذي تقدم به نيابة عن الوفود العربية المشاركة ياسين الإدريسي مدير الإخبار بالشركة الوطنية للإذاة والتلفزة.



في نفس الركن