2025 نونبر 26 - تم تعديله في [التاريخ]

احترار‭ ‬ستـراتوسفيري‭ ‬مفاجئ‭ ‬يهدد‭ ‬بنزول‭ ‬موجات‭ ‬برد‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬وخبراء‭ ‬يحذرون‭ ‬من‭ ‬تفاقم‭ ‬اختلالات‭ ‬المناخ

زين‭ ‬العابدين‭ ‬الحسيني‭ : ‬استمرار‭ ‬الاحترار‭ ‬العالمي‭ ‬يهدد‭ ‬بموجات‭ ‬برد‭ ‬قارس‭ ‬تعمق‭ ‬وظواهر‭ ‬جوية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة


العلم‭: ‬شيماء‭ ‬اغنيوة‭ ‬

من‭ ‬المرتقب‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬المقبلة‭ ‬ظاهرة‭ ‬مناخية‭ ‬نادرة‭ ‬تعرف‭ ‬بالاحترار‭ ‬الستراتوسفيري‭ ‬المفاجئ،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أبرز‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬موجات‭ ‬برد‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الشمالي‭ ‬من‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية،‭ ‬مع‭ ‬إمكانية‭ ‬امتداد‭ ‬تأثيراتها‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬مناطق‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭.‬
 
ورغم‭ ‬دلالة‭ ‬الاسم‭ ‬التي‭ ‬توحي‭ ‬بارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬يؤكد‭ ‬خبراء‭ ‬الأرصاد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تحدث‭ ‬اضطرابات‭ ‬عكسية‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض،‭ ‬أبرزها‭ ‬زيادة‭ ‬موجات‭ ‬البرد‭ ‬القارس‭ ‬واحتمال‭ ‬تساقط‭ ‬الثلوج‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬الأسابيع‭ ‬المقبلة‭ ‬مرشحة‭ ‬لظروف‭ ‬مناخية‭ ‬غير‭ ‬معتادة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭.‬
 
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أكد‭ ‬زين‭ ‬العابدين‭ ‬الحسيني‭ ‬خبير‭ ‬في‭ ‬التشريع‭ ‬البيئي‭ ‬و‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»العلم‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬النتائج‭ ‬المخيبة‭ ‬للآمال‭ ‬التي‭ ‬انتهى‭ ‬إليها‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬بالبرازيل،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬مخصصا‭ ‬أساسا‭ ‬لتفعيل‭ ‬مخرجات‭ ‬المؤتمرات‭ ‬السابقة،‭ ‬خصوصا‭ ‬مؤتمر‭ ‬كوب‭ ‬21‭ ‬بباريس‭ ‬وما‭ ‬يرتبط‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬التزامات‭ ‬مالية،‭ ‬تحمل‭ ‬دلالة‭ ‬واحدة‭: ‬استمرار‭ ‬احترار‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭. ‬هذا‭ ‬التعثر‭ ‬في‭ ‬الوفاء‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الضرورية،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬حدها‭ ‬الأدنى،‭ ‬يجعل‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬تتفاقم‭ ‬بوتيرة‭ ‬متسارعة،‭ ‬بما‭ ‬يؤثر‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬البشر‭ ‬وعلى‭ ‬منظومات‭ ‬الأرض‭ ‬كافة‭.‬
 
وأردف‭ ‬قائلا‭ : ‬‮«‬مؤخرا،‭ ‬تحدثت‭ ‬مراكز‭ ‬دولية‭ ‬للرصد‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬عن‭ ‬احتمال‭ ‬حدوث‭ ‬ظاهرة‭ ‬’’الاحترار‭ ‬الستراتوسفيري‘‘،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تمس‭ ‬الطبقة‭ ‬الستراتوسفيرية‭ ‬من‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي،‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يرافقها‭ ‬من‭ ‬انعكاسات‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭. ‬فبدل‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاحترار،‭ ‬يُرجَّح‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬بعض‭ ‬مناطق‭ ‬العالم،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬نصفه‭ ‬الشمالي،‭ ‬موجات‭ ‬من‭ ‬البرد‭ ‬القارس‭ ‬والصقيع‭ ‬القطبي‮»‬‭.‬
 
وأضاف‭:‬‮»‬وللتذكير،‭ ‬يتكون‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬طبقات‭: ‬الستراتوسفير،‭ ‬والميزوسفير،‭ ‬والتروبوسفير،‭ ‬وهذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬هي‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬وتشهد‭ ‬معظم‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬اليومية‭. ‬وتقوم‭ ‬الظاهرة‭ ‬المرتقبة‭ ‬أساسا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬ستكون‭ ‬أقوى‭ ‬تأثيرًا‭ ‬في‭ ‬الطبقة‭ ‬الستراتوسفيرية،‭ ‬ما‭ ‬سيرفع‭ ‬حرارتها‭ ‬ويمكنها‭ ‬من‭ ‬امتصاص‭ ‬قدر‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الإشعاع‭ ‬الشمسي‭. ‬هذا‭ ‬الاختلال‭ ‬يعني،‭ ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬انخفاضا‭ ‬في‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬في‭ ‬الطبقة‭ ‬الأقرب‭ ‬للأرض،‭ ‬وبالتالي‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الشمالية‭ ‬من‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬السيناريوهات‭ ‬المرتقبة‭ ‬غير‭ ‬محسومة‭ ‬إذ‭ ‬قد‭ ‬تحدث‭ ‬الظاهرة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬متوقع،‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تقع‭ ‬أصلا،‭ ‬أو‭ ‬تحدث‭ ‬بدرجات‭ ‬أقل‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تظل‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬سلسلة‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭ ‬بفعل‭ ‬السلوك‭ ‬البشري‭ ‬وتراكمات‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الإضرار‭ ‬بالبيئة‮»‬‭.‬
 



في نفس الركن