العلم الإلكترونية - فكري ولد علي
أعلنت، مؤخرا، جمعية "ميرو" للغوص والبيئة والرياضات المائية عن اكتشاف أول سمكة بالون غازية بسواحل الحسيمة، في واقعة غير مسبوقة بالبحر الأبيض المتوسط. ويتعلق الأمر بنوع «Canthigaster Capistrata»، الذي يستوطن عادة مياه مناطق الكاريبي والمحيط الأطلسي الشرقي، ولم يسبق أن جرى رصده من قبل في هذه المنطقة.
وأكد تقرير الجمعية أن السمكة جرى توثيقها خلال عمليتي غوص متتاليتين في 16 و19 غشت الماضيين، حيث تمت معاينة عينات حية والتأكد من هويتها. وأوضح المصدر ذاته أن جامعيين وباحثين متخصصين في التنوع البيولوجي البحري قاموا بالتحقق من المعطيات، معتبرين الاكتشاف خطوة مهمة في تتبع الكائنات الغازية التي بدأت في غزو مياه المتوسط.
وتتميز سمكة البالون بامتلاكها مادة «تترودوتوكسين» شديدة السمية، المخزنة في جلدها وأحشائها الداخلية، وهي مادة يمكن لجرعات صغيرة جداً منها أن تكون قاتلة للإنسان. ويشير الخبراء إلى أن السموم مصدرها بكتيريا تكافلية داخل جسم السمكة، وهي خاصية توجد كذلك في كائنات بحرية وبرمائية أخرى مثل الأخطبوط ذي الحلقات الزرقاء وبعض الضفادع والرخويات.
ويأتي هذا الاكتشاف في سياق الجهود الرامية إلى مراقبة القاع البحري بالمنطقة، ومتابعة الجمعية لأنواع غازية أخرى مثل السلطعون الأزرق والطحالب الغازية Rugulopetrix Okamura. كما تواصل الجمعية مراقبة الأصناف المهددة بالانقراض، وفي مقدمتها الهامور البني المصنف ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.
وشدد التقرير على أن مواجهة هذا النوع من التحديات البيئية تستوجب مضاعفة التعاون بين مختلف المؤسسات والفاعلين، محلياً ودولياً، لتفادي المخاطر التي قد تهدد التوازن البيئي والأنشطة البحرية. وأبرز أن نجاح عملية الرصد لم يكن ليتحقق لولا انخراط عدد من الشركاء، بما يعكس أهمية المقاربة التشاركية في صون التنوع البيولوجي البحري.