العلم الإلكترونية - بقلم هشام الدرايدي
لم تمض سوى ثلاثة أيام على انطلاق كأس العرب فيفا قطر 2025، حتى بدأت ملامح “الأحصنة السوداء” تطفو على سطح المنافسة، مثيرة قلق المنتخبات المرشحة للتتويج، وفي مقدمتها المنتخب المغربي بقيادة طارق السكتيوي، الذي دخل البطولة بطموح واضح للظفر باللقب، حيث ويستمد “الأسود” هذا الطموح من سلسلة إنجازات بارزة، أبرزها برونزية أولمبياد باريس، ولقب كأس إفريقيا للمحليين، وتتويج منتخب الشباب بمونديال الشيلي، إضافة إلى الزخم الكبير الذي اكتسبته الكرة المغربية بعد إنجاز مونديال قطر 2022 رفقة الركراكي.
هذا الواقع يفرض علينا التوقف أمام القوى الصاعدة التي قلبت حسابات البطولة منذ الجولة الأولى والتمعن فيها مليا قبل الإقدام على أي خطوة تكتيكية، ففي العادة، يظهر حصان أسود واحد أو اثنان في البطولات الكبرى، غير أن هذه النسخة العربية كسرت القاعدة، بعدما كشّرت منتخبات غير محسوبة عن أنيابها، وفي مقدمتها فلسطين وسوريا، المتصدران لمجموعتهما على حساب قطر وتونس، المرشحَين سلفا للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، والمفارقة أن المنتخبين الفلسطيني والسوري كانا قد انتزعا بطاقتي التأهل من ملحق إفريقي آسيوي أمام ليبيا وجنوب السودان، في إنجاز اعتبره البعض ضربة حظ لمنتخبين يفتقدان لدوريات وطنية مستقرة… لكن الواقع اليوم يكذب تلك الفرضية وكل التوقعات.
المفاجآت لم تتوقف عند حدود الشاميين واافدائي، فقد قدّمت الكويت والسودان بدورهما أوراق اعتماد قوية، عقب أداء ملحمي ضد مصر والجزائر، ما جعلهما ينضمان إلى قائمة الأحصنة السوداء التي قد تعيد رسم خريطة البطولة، فقد أنهى المنتخبان الجولة الأولى بتعادل أربك الحسابات، رغم أن الكفة كانت على الورق تميل لصالح الخصمين الإفريقيين، المتأهلين مسبقا إلى مونديال أمريكا وكندا والمكسيك 2026.
هذه البداية المربكة وجهت رسالة واضحة لمدربي المنتخبات الكبرى، ولا مجال للترهل أو الحسابات النظرية في هذه البطولة، فبعد الكبوتين التونسية والقطرية، يجد المنتخب المغربي نفسه بدوره أمام اختبار حقيقي في مباراته القادمة ضد منتخب عمان، الذي قدم أداء قتاليا أمام السعودية، وكاد يخطف التعادل لولا يقظة “الأخضر” في اللحظات الأخيرة.
والأكيد أن منتخب عمان سيدخل مواجهته أمام “الأسود” بثقة أكبر، بعدما حملته نتائج المجموعة الأولى في الجولة الثانية من البطولة إلى الاعتقاد بأن زمن الأسماء والألقاب انتهى، وأن ما يحسم المباراة هو ما يحدث داخل المستطيل الأخضر فقط.
رئيسية 








الرئيسية 





