2025 دجنبر 4 - تم تعديله في [التاريخ]

الابتكار‭ ‬للحلول‭ ‬والإبداع‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬والتكيف‭ ‬مع‭ ‬المتغيرات


 
جاء‭ ‬المؤتمر‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬للاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬للمياه‭ ‬الذي‭ ‬يواصل‭ ‬أشغاله‭ ‬في‭ ‬مراكش‭‬، ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬الدورة‭ ‬الثالثة‭ ‬والتسعين‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للمنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للشرطة‭ ‬الجنائية‭ ‬الأنتربول‭‬،‭‬ التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬مراكش‭ ‬أيضا‭ .‬وبذلك‭ ‬جمع‭ ‬المغرب‭ ‬بين‭ ‬الصدارة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الجنائي‭ ‬العالمي‭‬، ‭‬وبين‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬ترسيخ‭ ‬قواعد‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬ومواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬العالمية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالماء‭ .‬و‭‬الأمنان‭ ‬يتكاملان ‬و‭‬إن‭ ‬اختلفت‭ ‬مجالاتهما،‬ لأنهما‭ ‬في‭ ‬العمق‭ ‬والجوهر‭‬، ‭‬يستجيبان‭ ‬لحاجات‭ ‬الإنسان‭‬،‭‬ ويلبيان‭ ‬مطالبه‭ ‬الحياتية‭‬، ‬و‭‬يوفران‭ ‬له‭ ‬الطمأنينة‭ ‬و‭‬السلامة‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬مفاهيمه‭ ‬العميقة‭ ‬المتعددة‭‬،‭‬ ويضمنان‭ ‬السلام‮‬‭ ‬للمجتمعات‭ ‬البشرية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الكوكب‭ .‬


والدورة‭ ‬الحالية‭ ‬لمؤتمر‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬للمياه، ‭‬التي‭ ‬تعقد‭ ‬تحت‭ ‬الرعاية‭ ‬السامية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس، ‭‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وأيده‭‬،‮ ‬جاءت‭ ‬بعد‭ ‬34‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬دورة‭ ‬عام‭ ‬1991‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬الرباط‭ ‬بالرعاية‭ ‬السامية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني،‬ رحمه‭ ‬الله‮، ‭‬في‭ ‬تجسيد‭ ‬واضح‭ ‬للثقة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬التجربة‭ ‬المغربية‭ ‬بشأن‭ ‬تدبير‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ .‬


لقد‭ ‬عرف‭ ‬المغرب‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬السبع‭ ‬الماضية‭‬،‬ ولا‭ ‬يزال‭ ‬يعرف، ‭‬ضغطاً‭ ‬مائياً‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭‬،‭‬ بفعل‭ ‬الجفاف‭ ‬والتحولات‭ ‬المناخية‭‬، ‬واختارت‭ ‬بلادنا‭ ‬أن‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬بمنطق‭ ‬استباقي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬والحكامة‭ ‬الذكية‭.


و‭‬كما‭ ‬قال‭ ‬الدكتور ‬نزار‭ ‬بركة‭ ‬وزير‭ ‬التجهيز‭ ‬والماء‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬للماء‭‬، ‭‬إن‭ ‬المغرب‭‬، ‭‬وبفضل‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬المتبصرة،‭‬ تبنى‭ ‬نموذجاً‭ ‬وطنياً‭ ‬جديداً‭‬، ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬الماء‭ ‬والطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬و‭‬الغذاء‭‬،‬ في‭ ‬إطار‭ ‬رؤية‭ ‬شمولية‭‬، ‭‬تجعل‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬للتنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬المستدامة‭ ‬وللسيادة‭ ‬الوطنية‭‬،‭‬ و‬من‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬تدبير‭ ‬الندرة‭ ‬إلى‭ ‬إنتاج‭ ‬الماء‭‬، ‭‬خياراً‭ ‬استراتيجياً‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيه‭ .‬وهو‭ ‬الأمر ‬الذي‭ ‬لفت‭ ‬الأنظار‭ ‬إلى‭ ‬التجارب‭ ‬الرائدة‮ ‬‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الحيوي‭‬، ‭‬التي‭ ‬تفتح‭ ‬الآفاق‭ ‬الواسعة‭ ‬لاستكشاف‭ ‬حلول‭ ‬مبتكرة‭ ‬للتحديات‭ ‬المائية،‭ ‬والتي‭ ‬نقشت‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬140‭ ‬حلقة‭ ‬عمل‭ ‬تقنية‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬خبراء‭ ‬دوليون‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬مما‭ ‬سيغني‭ ‬التوصيات‭ ‬التي‭ ‬ستصدر‭ ‬عن‭ ‬المؤتمر‭ .‬


ومن‭ ‬مظاهر‭ ‬الفرادة‭ ‬والتميز‭ ‬للمؤتمر‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬للاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬للمياه‭‬، ‭‬أن‭ ‬الابتكار‭ ‬طال‭ ‬شعار‭ ‬المؤتمر‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬معبراً‭ ‬بدقة‭ ‬و‭‬بعمق‭‬،‭‬ عن‭ ‬الأهداف‭ ‬المنشودة‭‬، ‭‬وهو‭ ‬الماء‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يتغير‭ :‬الابتكار‭ ‬والتكيف‭.‬ ومن‭ ‬حسن‭ ‬المصادفات‭ ‬أن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للماء‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭‬، ‭‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬فلسفةً‭ ‬و‭‬منهجاً‭ ‬و‭‬معياراً‭ ‬وقاعدةً‭ ‬للعمل‭ ‬وآليةً‭ ‬للإنجاز‭‬،‬ وأن‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬المتغيرات‭ ‬عنصرٌ‭ ‬رئيسٌ‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الكبرى‭ .‬و‭‬هو‭ ‬ما‭ ‬أبرزه‭ ‬الدكتور ‬نزار‭ ‬بركة‭ ‬وزير‭ ‬التجهيز‭ ‬والماء‭‬،‬ في‭ ‬كلمته‭ ‬أمام‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭‬،‭‬ حين‭ ‬أكد‭ ‬إن‭ ‬المغرب‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬التحدي‭ ‬المناخي‭ ‬بمنطق‭ ‬استباقي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬والحكامة‭ ‬الذكية‭ .‬


وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬يكتسيها‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬ينعقد‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬دقيقة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬توالي‭ ‬سنوات‭ ‬الجفاف‭‬،‭‬ فإن‭ ‬المغرب‭ ‬سيظل‭ ‬دائماً‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬الدول‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إغناء‭ ‬التجارب‭ ‬الرائدة‭ ‬و‭‬تطوير‭ ‬الآليات‭ ‬و‭‬تحديث‭ ‬السياسات‭ ‬المائية،‬ على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭‬، ‬كما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني.
 
*العلم*



في نفس الركن