العلم الإلكترونية - الرباط
اختتم الاتحاد الإفريقي للشباب الديمقراطي (YDUA) أشغال مؤتمره القاري المنعقد بمدينة الرباط، المملكة المغربية، خلال الفترة الممتدة من 22 إلى 27 يونيو 2025، تحت شعار: "دمقرطة إفريقيا في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي – أجندة الشباب من التيار الوسطي اليميني". وقد شكل المؤتمر محطة تنظيمية محورية جمعت وفودًا شبابية من مختلف أنحاء القارة، ومكّنت من تجديد القيادة وتوسيع دائرة النقاش حول قضايا الشباب الإفريقي، في ظل التحولات الرقمية والسياسية التي تشهدها القارة.
تميزت هذه الدورة بتنظيم جلسات وورشات عمل متعددة اللغات، تناولت مواضيع الذكاء الاصطناعي، الحكامة، الانتخابات، العدالة المناخية والاجتماعية، إضافة إلى أنشطة ثقافية وزيارات ميدانية كرّست روح الوحدة والالتزام المشترك بقضايا القارة، ورسّخت موقع الشباب كفاعل مركزي في بناء الديمقراطيات الإفريقية الصاعدة.
وقد أُعلن خلال الجلسة الرسمية المنعقدة يوم الخميس 26 يونيو 2025، وتحت إشراف لجنة الانتخابات والمراقبة، عن نتائج انتخاب المكتب التنفيذي الجديد للاتحاد، وذلك وفقًا لمقتضيات النظام الأساسي. وأسفرت النتائج عن انتخاب مروى الأنصاري من المغرب رئيسة للاتحاد، وكپومگبي كريستيان أولام أمنييو من الطوغو نائبًا للرئيس، وبياتريس نجيري ماتشاريا من كينيا كاتبة عامة، وأديپو فرانسيس من أوغندا نائبًا لها، ونونكابالولو باتريك سيڭيو من كوت ديفوار رئيسًا للجنة الإعلام والتواصل، وكيبي فودي محمد من سيراليون رئيسًا للجنة الانتخابات والمراقبة، وموانغو أتيـمو لوسي من كينيا رئيسة للجنة حقوق الإنسان والنوع، ومولاتو جوناس من أنغولا رئيسًا للجنة العلاقات الدولية، وميلفين سيفاس تي من ليبيريا رئيسًا للجنة الشؤون القانونية والدستورية.
هنأ الاتحاد الفائزين الجدد وتمنى لهم التوفيق في مهامهم القيادية للفترة 2025–2027، معربًا عن شكره العميق للشبيبة الاستقلالية التي احتضنت المؤتمر وساهمت في نجاحه من خلال التنظيم المحكم وحسن الضيافة، كما جدد ثقته في الشراكة النوعية التي تربطه بمؤسسة كونراد أديناور، والتي لعبت دورًا محوريًا في دعم هذه التظاهرة الشبابية القارية تأكيدًا لإيمانها بقدرات الشباب الإفريقي.
وأشاد الاتحاد بعمل المكتب التنفيذي السابق وما قدمه من مبادرات نوعية ساهمت في تعزيز البنية المؤسسية للاتحاد، وتوسيع حضوره في الساحة القارية، وإرساء مرجعية وحدوية ديمقراطية تبني عليها القيادة الجديدة توجهاتها المستقبلية بثقة ومسؤولية.
وعلى المستوى السياسي، عبّر الاتحاد عن مواقف حازمة تجاه عدد من القضايا الحقوقية والديمقراطية، من أبرزها إدانة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الطوغو والدعوة إلى فتح حوار وطني شامل، والتضامن مع القوى الديمقراطية في تنزانيا، والتنديد بالقتل خارج القانون والاختفاءات القسرية في كينيا، والقلق من تدهور الوضع الديمقراطي في أوغندا، والدعوة إلى نزع فتيل التوتر العسكري بين الكونغو الديمقراطية ورواندا. كما عبر الاتحاد عن قلقه العميق من الأزمة الإنسانية في السودان، مطالبًا بوقف فوري لإطلاق النار وإطلاق حوار وطني شامل، ودعم جهود بناء الدولة في الصومال وفق مقاربات تشاركية شاملة، والمطالبة بفتح المجال السياسي وترسيخ حرية التعبير في بوروندي، والتضامن مع ضحايا العنف شمال الموزمبيق والدعوة إلى حلول تنموية مستدامة. كما عبّر الاتحاد عن دعمه الكامل للمغرب، مدينًا الهجمات التي استهدفت المدنيين في مدينة السمارة من قبل ميليشيات متسللة من المنطقة العازلة، واعتبر ذلك خرقًا سافرًا لاتفاق وقف إطلاق النار، مجددًا دعمه لمبادرة الحكم الذاتي تحت إشراف الأمم المتحدة كحل جدي وواقعي للنزاع.
وأكد الاتحاد في ختام مؤتمره التزامه بمواصلة الدفاع عن الديمقراطية والحريات، وتعزيز تمكين الشباب سياسيًا واقتصاديًا، والترافع من أجل العدالة المناخية والتحول الرقمي، وتقوية أواصر التضامن والتكامل الإفريقي، مشددًا على أن مستقبل إفريقيا يبنيه شبابها، موحدين، منظمين، ومؤمنين بمسار الحرية والكرامة والعدالة.