سبق لناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، أن قال في مقابلة مع القناة الثانية ، بثت يوم 2 نوفمبر الجاري ، إن التأني الاستراتيجي لجلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله و أيده ، مكن المغرب من كسب معركة الصحراء المغربية في الوقت المناسب . ويصح أن نقول اليوم إن التأني الملكي الحكيم والمتبصر ، يمكن من كسب المعركة الأخيرة ، بالطي النهائي لملف الصحراء المغربية ، و بإيجاد الحل السياسي العادل والدائم والمقبول للطرفين ، استناداً إلى القرار الأممي رقم 2797 الذي يؤكد على ( ضرورة التوصل إلى حل لهذا النزاع على وجه السرعة ) .
وفي ضوء الرؤية السديدة لجلالة الملك ، نصره الله ، الموسومة بالحكمة والتبصر و بُعد النظر والانفتاح والحزم ، التي أشادت بها اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال في بلاغ لها غداة اجتماعين متتاليين ، عقدا بالمركز العام للحزب ، قدم الأخ الدكتور نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال ، تصورَ الحزب بخصوص تحيين وتفصيل مقترح الحكم الذاتي ، الذي تمت صياغته بناء على خلاصات عمل لجنة الوحدة الترابية للحزب ، واعتماداً على الاقتراحات التي ساهم بها منتخبو الحزب بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية وثلة من أطره وخبرائه . و هو التصور الذي قدمه الحزب يوم الجمعة 21 نوفمبر الجاري، إلى الديوان الملكي ، في صيغة مذكرة مفصلة حول رؤية حزب الاستقلال وتصوراته المتعلقة بتحيين مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية وتفصيله على النحو الذي يفي بالقصد .
لقد قام المغرب بقيادة جلالة الملك ، وفقه الله ، بالمهمة المنوطة به باعتباره صاحب مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه إلى الأمم المتحدة في يوم 11 أبريل سنة 2007 ، وبحكم أن مشروع الحكم الذاتي سيتم تنفيذه تحت السيادة المغربية . وبذلك تكون بلادنا قد أوفت بالتزامها أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، وتجاه المجتمع الدولي الذي يتابع مسلسل هذا النزاع المفتعل على مدى خمسة عقود . و يشكل الموقف المغربي ، في الجملة ، النموذج الأرقى للدولة التي تؤمن بالسلام كخيار استراتيجي ، و تسعى إلى المشاركة الفاعلة في العملية السياسية التي تقودها حصرياً الأمم المتحدة ، الرامية إلى إنهاء النزاع الإقليمي ، وضمان الأمن والسلم في هذه المنطقة من القارة الأفريقية .
فمن خلال سياسة النفس الطويل ، و في ضوء الرؤية الملكية السديدة والمتبصرة والحكيمة ، وانطلاقاً من المضامين العملية للتأني الاستراتيجي ، يواصل المغرب الاضطلاع بمسؤوليته باعتباره طرفاً أصيلاً ، في التمهيد للبدء بتنفيذ مقترح الحكم الذاتي ، وفي تيسير مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، طبقاً لقرار مجلس الأمن ليوم 31 أكتوبر سنة 2025 ، الذي كرس مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية ، الذي يشكل الحل الأكثر جدوى للنزاع الإقليمي .
هذا التأني الاستراتيجي لجلالة الملك ، نصره الله ، يعكس الرؤية الحكيمة التي تمهد الطريق نحو كسب المرحلة الأخيرة التي بدأت يوم 31 أكتوبر 2025 ، وهي اليوم في أشواطها النهائية. فهذا هو التأني الرصين والرشيد والحكيم ، الذي يلتزم بالشرعية الدولية ، ويحتكم إلى القرار الأممي رقم 2797 الذي صار أحد مصادر القانون الدولي . ولهذه الاعتبارات يكون التأني الملكي استراتيجياً بالمفهوم القانوني وبالمنطق العملياتي وبالمدلول الواقعي .