2024 مارس 11 - تم تعديله في [التاريخ]

التزام‭ ‬المغرب‭ ‬بدعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ثابت‭ ‬وملموس‭ ‬ولا‭ ‬يخضع‭ ‬للمزايدات‭ ‬و‭ ‬الشعارات


العلم الإلكترونية - الرباط 

صدع‭ ‬المغرب‭ ‬بالحقيقة‭ ‬الساطعة‭ ‬في‭ ‬الدورة161‭ ‬لمجلس‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوزراء،‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬و‭ ‬التعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬والمغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬ناصر‭ ‬بوريطة،‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬التزام‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬القدس‭ ‬،‭ ‬بدعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ثابت‭ ‬وملموس‭ ‬ولا‭ ‬يخضع‭ ‬للمزايدات‭ ‬والشعارات‭. ‬وأكدت‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬أخرى‭ ‬يغفل‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬الأوضاع‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬بلا‭ ‬علم‭ ‬ولا‭ ‬وعي‭ ‬ولا‭ ‬فهم‭ ‬لماجَرَيات‭ ‬الأحداث‭ ‬وتطورات‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬،‭ ‬حين‭ ‬شدد‭ ‬الوزير‭ ‬بوريطة‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬الجامعة‭ ‬الوافية‭ ‬أمام‭ ‬المجلس‭ ‬الوزاري‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬مخطئ‭ ‬من‭ ‬يظن‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬و‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬سيتحقق‭ ‬عبر‭ ‬الحلول‭ ‬العسكرية‭ ‬أو‭ ‬مخططات‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬لن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬تكريس‭ ‬نزعة‭ ‬الاستعداء‭ ‬والانتقام‭ ‬والزج‭ ‬بالمنطقة‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬لامتناهية‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬والعنف‭ . ‬وهما‭ ‬حقيقتان‭ ‬توضحان‭ ‬البعد‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للموقف‭ ‬المغربي،‭ ‬و‭ ‬تؤكدان‭ ‬الرؤية‭ ‬المتبصرة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬نصره‭ ‬الله،‭ ‬وتزيلان‭ ‬الغموض‭ ‬الذي‭ ‬يلف‭ ‬قضايا‭ ‬الساعة‭ ‬والذي‭ ‬يجعل‭ ‬الأمور‭ ‬تختلط‭ ‬والمفاهيم‭ ‬تتناقض‭ ‬والأحكام‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬عسكرية‭ ‬تتباين‭. ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يربك‭ ‬ويضاعف‭ ‬من‭ ‬تعقيد‭ ‬المشاكل‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬تفاقم‭ ‬الأزمات‭ ‬ويجعل‭ ‬الحلول‭ ‬مستعصيةً‭ ‬وتدخل‭ ‬دائرة‭ ‬الاستحالة‭ .‬
 
والحق‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬خذل‭ ‬العرب‭ ‬وأضاع‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬عبر‭ ‬ثمانية‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬إلا‭ ‬المزايدات‭ ‬السياسية‭ ‬الفاشلة‭ ‬التي‭ ‬يتعامل‭ ‬بها‭ ‬العرب،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬أصحاب‭ ‬الحق‭ ‬من‭ ‬الزعامات‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والشعارات‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬الفارغة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬معنى‭ ‬واضح‭ ‬أو‭ ‬مضمون‭ ‬واقعي‭ ‬ملموس‭. ‬وهي‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬تناسلت‭ ‬وتناسخت‭ ‬وسايرت‭ ‬جميع‭ ‬المراحل‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬المركزية،‭ ‬من‭ ‬عشرينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬بحيث‭ ‬تختلف‭ ‬المظاهر‭ ‬الخارجية‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وتظل‭ ‬المواقف‭ ‬ثابتة‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬المختل‭ ‬و‭ ‬المعوج‭ ‬والغارق‭ ‬في‭ ‬الأوهام‭ .‬
 
وليس‭ ‬يخفى‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬متاهاتها‭ ‬،‭ ‬إنما‭ ‬منشؤها‭ ‬الظنُ‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحققا‭ ‬عبر‭ ‬الحلول‭ ‬العسكرية،‭ ‬و‭ ‬الوهمُ‭ ‬أن‭ ‬الحلول‭ ‬السياسية‭ ‬مضى‭ ‬عهدها‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لن‭ ‬يحل‭ ‬إلا‭ ‬بتفجير‭ ‬الوضع‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬الطرف‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ .‬
 
ولأن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الحقيقة‭ ‬،‭ ‬وغيرها‭ ‬مجرد‭ ‬أوهام‭ ‬و‭ ‬أضغاث‭ ‬أحلام،‭ ‬وبحكم‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬قد‭ ‬دخلت‭ ‬النفق‭ ‬المظلم‭ ‬وصارت‭ ‬أقرب‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬إلى‭ ‬العقدة‭ ‬التي‭ ‬تستعصي‭ ‬على‭ ‬الحل‭ ‬،‭ ‬ونظراً‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأصوات‭ ‬التي‭ ‬يتبنى‭ ‬أصحابها‭ ‬نهج‭ ‬المزايدات‭ ‬و‭ ‬تلاطم‭ ‬الشعارات‭ ‬التي‭ ‬يرفعها‭ ‬الجاهلون‭ ‬بحقائق‭ ‬الأمور‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الفئات‭ ‬،‭ ‬فقد‭ ‬حرص‭ ‬المغرب‭ ‬،‭ ‬وبتعليمات‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يجدد‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التزامه‭ ‬بدعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ثابت‭ ‬وملموس‭ ‬ولا‭ ‬يخضع‭ ‬للمزايدات‭ ‬ولا‭ ‬الشعارات‭ ‬،‭ ‬ويقرن‭ ‬هذا‭ ‬الالتزام‭ ‬باقتناعه‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لن‭ ‬يتحققا‭ ‬عبر‭ ‬الحلول‭ ‬العسكرية‭ ‬أو‭ ‬مخططات‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬يجهر‭ ‬بالحقيقة‭ ‬الأولى‭ ‬ويصدع‭ ‬بالثانية‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬خلال‭ ‬اجتماع‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬مع‭ ‬التوضيح‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬وبتعليمات‭ ‬ملكية‭ ‬سامية،‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬لوقف‭ ‬عاجل‭ ‬وشامل‭ ‬ودائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬وضمان‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬بدون‭ ‬عوائق‭ ‬أو‭ ‬تقييدات‭ ‬،‭ ‬ورفض‭ ‬محاولات‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬للمدنيين‭ ‬،‭ ‬واحترام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ .‬
 
وذلك‭ ‬هو‭ ‬الموقف‭ ‬المغربي‭ ‬الثابت‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتراجع‭ ‬ولا‭ ‬يتغير‭ ‬ولا‭ ‬يخضع‭ ‬لمزايدات‭ ‬الذين‭ ‬يسيئون‭ ‬إلى‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬يزعمون‭ ‬أنهم‭ ‬ينتصرون‭ ‬لها،‭ ‬ولا‭ ‬للشعارات‭ ‬التي‭ ‬يرفعها‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يفهم‭ ‬الأبعاد‭ ‬الحقيقية‭ ‬لهذه‭ ‬القضية‭ ‬،‭ ‬وهم‭ ‬الذين‭ ‬يهرفون‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ .‬



في نفس الركن