2025 أبريل 8 - تم تعديله في [التاريخ]

الجزائر والعداء مع الدول المجاورة.. إلى أين؟


العلم الإلكترونية - بقلم سعيد جلدي 
 
في زمن تتغير فيه الموازين، وتشتد فيه الحاجة إلى وحدة الجوار، لا تزال الجزائر تسير عكس التيار، مصرة على نهج سياسة عدائية تضعف المنطقة وتفتح أبواب التفرقة على مصراعيها. فمن المغرب إلى مالي، ومن النيجر إلى فرنسا وإسبانيا، تواصل الجزائر بناء جدران من الشك والصراع بدل مد جسور التعاون والحوار.
 
منذ عقود، والعلاقات المغربية الجزائرية تعيش توترا عميقا، تحكمه نظرة قاصرة إلى قضايا المنطقة، وعلى رأسها ملف الصحراء المغربية. عوض أن تنخرط الجزائر في حل عادل وسلمي يصب في مصلحة الشعوب المغاربية، اختارت دعم الانفصال وتمويل ميليشيات لا تخدم سوى مصالح خارجية.
 
مع فرنسا، العلاقة تتأرجح بين شد وجذب، خطاب متقلب لا يراعي ثقل التاريخ ولا حاجيات المستقبل. أما مع إسبانيا، فتوتر حاد بعد الموقف الإسباني الداعم لمغربية الصحراء، ما كشف عن هشاشة الدبلوماسية الجزائرية التي تربط مصالحها بمواقف الآخرين بدل بناء رؤية مستقلة ومتزنة.
 
كان من المنتظر أن تلعب الجزائر دورا رياديا في حل أزمات الساحل، لكنها للأسف تورطت، حسب تقارير دولية، في دعم مجموعات مسلحة عبر الحدود، ما أجج الوضع الأمني في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، ودفع هذه الدول إلى قطع العلاقات أو الحد منها بشكل غير مسبوق.
 
أما في ليبيا، فقد ظلت الجزائر تراقب الأوضاع عن بعد، ثم تدخلت حينما كان الوقت قد فات، دون خطة واضحة أو دعم صادق للحوار الليبي-الليبي، مما قلل من ثقة الفرقاء الليبيين في نواياها.
 
"فرق كبير بين الحق والباطل"... كلمات نطق بها الراحل الحسن الثاني رحمه الله ، وتزداد معناها عمقا اليوم. فالحق واضح، وهو السعي إلى الاستقرار والوحدة والتكامل، أما الباطل فهو التحريض والتفرقة والعداء الذي لا ينتج سوى الانعزال.
 
الجزائر اليوم تقف على مفترق طرق. إما أن تعيد النظر في سياساتها وتنهض بدورها الطبيعي كدولة جارة مسؤولة، أو أن تستمر في العداء الذي لا يجر إلا الخراب. وقد آن الأوان أن تدرك أن زمن الاستعانة بالخارج لإضعاف الداخل قد ولّدى، وأن الشعوب تتطلع إلى بناء مستقبل مشترك، لا إلى استنزاف الطاقات في معارك وهمية.



في نفس الركن