2025 دجنبر 2 - تم تعديله في [التاريخ]

الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكرس‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمملكة‭ ‬تماشياً‭ ‬مع‭ ‬مضامين‭ ‬الدستور


الافـتتاحية


تميز‭ ‬العرض‭ ‬السياسي‭ ‬والتنظيمي‭ ‬للدكتور‭ ‬نزار‭ ‬بركة‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لحزب‭ ‬الاستقلال،‭ ‬أمام‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬دورته‭ ‬العادية‭ ‬الثالثة‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬سلا‭‬، ‬بإثارته‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المحورية‭ ‬المهمة‭‬، ‬في‭ ‬طليعتها‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬بيان‭ ‬الخصائص‭ ‬المميزة‭ ‬لمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي، ‬منها‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يكرس‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمملكة‭  ‬المغربية‭‬، ‭‬تماشياً‭ ‬مع‭ ‬مضامين‭ ‬الدستور،‭ ‬دون‭ ‬تفريط‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مقوم‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية، ‬مؤكداً‭  ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬يمثل،‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬وفي‭ ‬جوهره‭ ‬ومفهومه‭ ‬القطعي،‭ ‬درجةً‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الجهوية‭ ‬المتقدمة، ‬مما‭ ‬يستدعي‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إنجاح‭ ‬الجهوية‭ ‬المتقدمة‭ ‬واللاتمركز‭ ‬الإداري‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬المغرب،‭ ‬إعمالاً‭ ‬للفصل‭ ‬الأول‭ ‬الفقرة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬الدستور،‭ ‬وتفعيلاً لمضامينها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ .‬


وفي‭ ‬سياق‭ ‬عالي‭ ‬المستوى‭ ‬الفكري‭‬،‭‬ انتقل‭ ‬الأخ‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للحزب،‭ ‬من‭ ‬تنزيل‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬وفق‭ ‬المقتضيات‭ ‬الدستورية،‭ ‬ودون‭ ‬مساس‭ ‬بأي‭ ‬مقتضى‭ ‬منها،‬ إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬المجالية،‭ ‬وتقليص‭ ‬الفوارق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬جهات‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬كما‭ ‬باقي‭ ‬جهات‭ ‬المملكة،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬مبدأ‭ ‬الإدماج‭ ‬والمشاركة‭ .‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬تطبيق‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬يعزز،‭ ‬قطعاً‭‬، ‭‬مبدأ‭ ‬الإدماج‭ ‬والمشاركة‭ ‬هذا،‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬تمتين‭ ‬أواصر‭ ‬المواطنة‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬والجنوب،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬هي‭ ‬القاعدة‭ ‬الراسخة‭ ‬للوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وأن‭ ‬المغرب‭ ‬الموحد‭ ‬هو‭ ‬الوطن‭ ‬الجامع‭ ‬للأمة‭ ‬المغربية‭.‬


لقد‭ ‬عرف‭ ‬المسار‭ ‬التنموي‭ ‬للمغرب‭ ‬تقدماً‭ ‬ملحوظاً‭ ‬وتحولاً‭ ‬ملموساً‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تقليص‭ ‬الفقر‭ .‬ولكن‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المقبول،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الأخ‭ ‬بركة،‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬نسب‭ ‬الفقر‭ ‬مرتفعة‭ ‬نسبياً‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬القروية‭ ‬مقارنة‭ ‬بالمناطق‭ ‬الحضرية،‭ ‬وأضاف‭ ‬قائلاً‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المقبول‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬ثلاث‭ ‬جهات‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬الناتج‭ ‬الداخلي‭ ‬الخام،‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المقبول‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬مليون‭ ‬ونصف‭ ‬المليون‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬خارج‭ ‬منظومة‭ ‬الشغل‭ ‬والتكوين‭. ‬


وخلص‭ ‬الأخ‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬لبناء‭ ‬مغرب‭ ‬بسرعة‭ ‬واحدة‭‬، ‬وتحقيق‭ ‬تأهيل‭ ‬ترابي‭ ‬مندمج‭ ‬بإسراع‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬تنزيل‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭.‬


وهكذا‭ ‬مزج‭  ‬العرض‭ ‬السياسي‭ ‬والتنظيمي‭ ‬للأخ‭ ‬الأمين‭ ‬العام،‭ ‬بين‭  ‬التأهيل‭ ‬الدستوري‭ ‬للحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬يكرس‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬طبقاً‭ ‬لمضامين‭ ‬الدستور،‭ ‬وبين‭ ‬التأهيل‭ ‬التطبيقي‭ ‬للتوجه‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وأيده،‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خطاب‭ ‬ملكي‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناسبات‭.‬ وهذان‭ ‬التأهيلان‭ ‬يعكسان‭ ‬الإصرار‭ ‬الواعي‭ ‬والمسؤول،‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬المجالية‭ ‬و‭‬تقليص‭ ‬الفوارق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬أحد‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬بلادنا‭.‬


بهذه‭ ‬الرؤية‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬العمق‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬الظرفية‭ ‬الدقيقة‭ ‬التي‭ ‬تجتازها‭ ‬المملكة،‭ ‬وبين‭ ‬البعد‭ ‬في‭ ‬استشراف‭ ‬آفاق‭ ‬المستقبل،‭ ‬خاطب‭ ‬الأخ‭ ‬نزار‭ ‬بركة‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لحزب‭ ‬الاستقلال،‭ ‬المناضلات‭ ‬والمناضلين‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للحزب،‭ ‬بلغة‭ ‬واثقة‭ ‬وصادقة‭ ‬وصريحة،‭ ‬تقتضيها‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة،‭ ‬التي‭ ‬صارت‭ ‬تستدعي‭ ‬الحد‭ ‬الأعلى‭ ‬من‭ ‬الحذر‭ ‬والتعبئة‭ ‬والإحساس‭ ‬العميق‭ ‬بأهمية‭ ‬تجذير‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬باعتبارها‭ ‬الحامية‭ ‬للوحدة‭ ‬الترابية،‭ ‬تحت‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬والسياسة‭ ‬الرشيدة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬نصره‭ ‬الله‭ ‬ووفقه‭ .‬



في نفس الركن