2024 فبراير 14 - تم تعديله في [التاريخ]

الحكومة‭ ‬الجزائرية‭ ‬تهدد‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬ماكرون

دعم‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬سيمثل‭ ‬انتكاسة‭ ‬جديدة‭ ‬للعلاقات‭ ‬الجزائرية‭ ‬الفرنسية


 
العلم الإلكترونية - وكالات 

لم‭ ‬يصدر‭ ‬أي‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬رسمي‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الحكومة‭ ‬الجزائرية‭ ‬عقب‭ ‬التصريحات‭ ‬الصحافية‭ ‬التي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسي‭ ‬السيد‭ ‬ستيفان‭ ‬سيجورني‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الفرنسية‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬منذ‭ ‬سنين‭ ‬أزمة‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ . ‬و‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الجزائرية‭ ‬،‭ ‬اختارت‭ ‬أسلوب‭ ‬جس‭ ‬النبض‭ ‬بأن‭ ‬كلفت‭ ‬أحدى‭ ‬الأذرع‭ ‬‮ ‬الإعلامية‭ ‬للنظام‭ ‬الجزائري‭ ‬،‭ ( ‬جريدة‭ ‬الشروق‭ ) ‬بنشر‭ ‬تقرير‭ ‬صحافي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬خافيا‭ ‬أنه‭ ‬لسان‭ ‬حال‭ ‬الحكومة‭ ‬الجزائرية‭ ‬إزاء‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭.‬
 
فقد‭ ‬أدلى‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسي‭ ‬بتصريحات،‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارها‭ ‬صادمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للنظام‭ ‬الجزائري،‭ ‬و‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬موضوعها‭ ‬لا‭ ‬يهم‭ ‬الجزائر‭ ‬،‭ ‬بصفة‭ ‬مباشرة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشرة،‭ ‬كما‭ ‬تدعي‭ ‬الحكومة‭ ‬الجزائرية‭ ‬باستمرار‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬أعلن‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسي‭ ‬دعم‭ ‬بلاده‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬و‭ ‬صريح‭ ‬لمشروع‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ .‬
 
الذراع‭ ‬الإعلامي‭ ‬للنظام‭ ‬الجزائري‭ ‬اعتبر‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬نشره‭ ‬عقب‭ ‬تصريحات‭ ‬المسؤول‭ ‬الحكومي‭ ‬الفرنسي،‭ ‬أن‭ ‬“‭ ‬تصريحات‭ ‬سيجورني‭ ‬تهدد‭ ‬بإعادة‭ ‬العلاقات‭ ‬الجزائرية‭ ‬الفرنسية‭ ‬إلى‭ ‬مربع‭ ‬التوتر‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬لاحت‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬بوادر‭ ‬على‭ ‬طي‭ ‬صفحة‭ ‬الخلافات‭ ‬“‭ ‬و‭ ‬لوحت‭ ‬الصحيفة‭ ‬بما‭ ‬يشبه‭ ‬ممارسة‭ ‬الضغط‭ ‬و‭ ‬الابتزاز‭ ‬لتأجيل‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬تبون‭ ‬إلى‭ ‬‮ ‬فرنسا‭ . ‬و‭ ‬بدون‭ ‬أية‭ ‬مواراة‭ ‬أكدت‭ ‬الصحيفة‭ ‬“‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬اعتراف‭ ‬باريس‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬كان‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬توتير‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬خطوة‭ ‬خاطئة‭ ‬من‭ ‬باريس‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬‮ ‬أن‭ ‬تعيد‭ ‬الوضع‭ ‬إلى‭ ‬مربع‭ ‬البداية‭ ‬“‭ ‬و‭ ‬قالت‭ ‬“‭ ‬إن‭ ‬الوزير‭ ‬ستيفان‭ ‬سيجورني‭ ‬يعرض‭ ‬بتصريحاته‭ ‬‮ ‬الأخيرة‭ ‬العلاقات‭ ‬الجزائرية‭ ‬الفرنسية‭ ‬إلى‭ ‬‮ ‬مخاطر‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حصول‭ ‬انتكاسة‭ ‬جديدة‭ ‬،‭ ‬‮ ‬و‭ ‬هو‭ ‬الانزلاق‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬علاقات‭ ‬بلاده‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬المغربي‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬موقع‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭ ‬“‭ .‬
 
و‭ ‬واضح‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬تعمد‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬ردة‭ ‬فعله‭ ‬إزاء‭ ‬تصريحات‭ ‬رئيس‭ ‬الديبلوماسية‭ ‬الفرنسية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نشر‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬أنه‭ ‬تضمن‭ ‬مواقف‭ ‬و‭ ‬ليس‭ ‬تحليلا‭ ‬،‭ ‬ربما‭ ‬بهدف‭ ‬الضغط‭ ‬لإجبار‭ ‬باريس‭ ‬على‭ ‬غض‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬إعادة‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الفرنسية‭ ‬إلى‭ ‬وضعها‭ ‬الطبيعي‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬‮ ‬عدم‭ ‬إعلان‭ ‬موقف‭ ‬متقدم‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬سيمثل‭ ‬مسمارا‭ ‬آخر‭ ‬يدق‭ ‬في‭ ‬نعش‭ ‬ديبلوماسية‭ ‬القوة‭ ‬الضاربة‭ .‬
 
و‭ ‬هو‭ ‬نفس‭ ‬السيناريو‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسبانية،‭ ‬بعدما‭ ‬أعلن‭ ‬رئيسها‭ ‬سانشيز‭ ‬موقفا‭ ‬داعما‭ ‬لمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬إذ‭ ‬سارعت‭ ‬الحكومة‭ ‬الجزائرية‭ ‬إلى‭ ‬دعوة‭ ‬سفيرها‭ ‬في‭ ‬مدريد‭ ‬و‭ ‬إلغاء‭ ‬اتفاقية‭ ‬الصداقة‭ ‬الجزائرية‭ ‬الإسبانية،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتراجع‭ ‬الحكومة‭ ‬الجزائرية‭ ‬عن‭ ‬موقفها‭ ‬بعودة‭ ‬السفير‭ ‬الجزائري‭ ‬إلى‭ ‬مدريد‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تعدل‭ ‬مدريد‭ ‬من‭ ‬موقفها‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭.



في نفس الركن