إغراق الـمخيمات بأشخاص ليسوا صحراويين واستخدام ورقة النزاع لابتزاز موريتانيا
وفي هذا الصدد رفعت الخارجية الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية السرية عن وثيقة تتضمن معطيات بقيت طي الكتمان، والتي كشفت عن معلومات تتعلق بالمناورات والدسائس الخطيرة التي يقوم بها النظام العسكري الجزائري في تعقيد وتأزيم الخلافات في شأن النزاع المفتعل في الصحراء المغربية. وهكذا، وبحسب الوثيقة التي رفعت الخارجية الأمريكية عنها السرية، فإن الجزائر تستغل جبهة البوليساريو الانفصالية لترهيب ومعاقبة موريتانيا، وبهدف التشويش على المسار الديموقراطي والتنموي في المغرب.
وفي هذا السياق أكدت الوثيقة أن النظام العسكري الجزائري نقل عددا كبيرا من الأشخاص من أصل أفريقي جنوب الصحراء إلى مخيمات اللاجئين في تيندوف بالجزائر، موضحة أن هؤلاء الأفراد، الذين ليسوا بالضرورة صحراويين، يستغلون ويستخدمون لتعزيز ميليشيات البوليساريو في صراعها مع المغرب.
وكشفت الوثيقة أنه خلال حرب الصحراء التي بدأت في 16 دجنبر1977، أعدت الحكومة الأمريكية تقريرا سريا بعنوان “جبهة البوليساريو :الطرف الرابع في معادلة الصحراء” .وهو التقرير الذي سلط الضوء على وجود ثلاثة أطراف رئيسية في الصراع، وهم المغرب والجزائر وموريتانيا.
وبحسب المصدر ذاته، فإن التقرير المفصل يشير إلى أن جبهة البوليساريو تسعى إلى زيادة عدد سكان مخيمات تندوف من خلال استقطاب أفراد من الجزائر وموريتانيا. كما أبرز أهمية قبيلة الركيبات داخل قيادة البوليساريو الانفصالية، مؤكدا أن هذه القبيلة تضم العديد من أفرادها من موريتانيا والجزائر وحتى من المغرب.
علاوة عن ذلك، كشف التقرير أن قادة البوليساريو، بمن فيهم المنشقون اليساريون من دول مجاورة، باعتبارهم حلفاء ايديولوجيين للجزائر حسب هذه الوثيقة ، يمكن أن تشمل أهدافهم حتى الإطاحة بالنظام الموريتاني آنذاك.
وتسلط هذه الوثيقة، الضوء على اللعبة السياسية العسكرية المعقدة والبئيسة التي تقودها الجزائر في منطقة الصحراء. وباستخدام جبهة البوليساريو كأداة، تسعى الجزائر من خلالها إلى ممارسة نفوذها على الدول المجاورة، وخاصة موريتانيا، في الوقت الذي تشوش فيه على الاستقرار الذي ينعم به المغرب.
هكذا إذن تؤكد الوثيقة الأمريكية الجديدة أن النظام الجزائري متورط بصفة رئيسية في النزاع المفتعل وأنه يتعامل مع ملف هذه القضية بحسابات ضيقة غير محسوبة لا تقتصر أضرارها على المغرب بل تشمل ايضا دولا أخرى من المنطقة.
العلم: الرباط