
حققت الدبلوماسية المغربية نجاحات باهرة خلال الأسبوع رفيع المستوى ، وعلى هامش اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة ، حيث عززت المشاركة المغربية في هذه الدورة ، الدينامية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله وأيده ، والداعمة لمخطط الحكم الذاتي ولسيادة المغرب على صحرائه .
و قد أبدع دبلوماسياً ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، حين وصف الموقف الأمريكي الذي يشجع الاستثمارات في جميع أنحاء التراب الوطني ، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية ، بالاعتراف الاقتصادي بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية . وهذه إشارة ذات حمولة سياسية ثقيلة قرأها المغرب وأدرك مراميها . ويتعلق الأمر ، وكما قال الوزير بوريطة ، بإشارة جديدة ، بعد تلك التي بعثت بها المملكة المتحدة و فرنسا وبلدان أخرى ، التي باتت تعد أن الأقاليم الجنوبية للمغرب ، تمثل فرصة التنمية وبوابة ولوج نحو القارة الأفريقية ، ومن أجل تطوير الشراكة مع المملكة المغربية وتعزيزها .
وهذا الزخم القوي والمطرد في ارتفاع مستوى الدينامية الدافعة للدبلوماسية المغربية ، تعزز أكثر من خلال اللقاءات الثنائية التي أجراها الوفد المغربي إلى الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة ، مع ممثلي القوى الكبرى والبلدان المؤثرة الداعمة للسيادة الوطنية للمملكة المغربية وللمخطط المغربي للحكم الذاتي . وهو ما يؤكد أن الدبلوماسية المغربية، عرفت كيف تستثمر انعقاد الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة ، وتقوم بدور شديد الأهمية عظيم التأثير ، فتح أمامها آفاقاً واسعة لمزيد من التحرك على جميع المستويات ، من أجل إحراز نجاحات عالية السقف ، تقوي من دينامية التحرك الدبلوماسي في الاتجاه الذي يحقق الأهداف الاستراتيجية والمصالح العليا لبلادنا.
ومن خلال المتابعة المستمرة ومواصلة التحليل العلمي للمكاسب التي يجنيها المغرب ، نستطيع أن نقول إن الدبلوماسية المغربية صارت تطوي المرحلة الأخيرة من هذه الرحلة الشاقة الطويلة ، بدينامية فائقة السرعة ، تستند إلى الرؤية الملكية المتبصرة والحكيمة ، التي أطلقت الدينامية الدولية من أجل حشد الدعم لمبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية للمملكة ووحدتها الترابية ، كأساس وحيد لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية .
إن المشاركة المغربية في اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة ، وبهذا المستوى العالي من الفعالية و الدينامية والحركية، تسجل في تاريخ الدبلوماسية المغربية ، لما تحقق خلالها من انتصارات لحقوق المغرب وتعزيزات لعدالة قضية الصحراء المغربية أمام المحافل العالمية .
فما من شوط يقطعه المغرب على طريق ترسيخ وحدته الترابية وحماية سيادته وسلامته الإقليمية ، إلا وهو من تجليات الرؤية الملكية المستنيرة ، ومن ثمرات السياسة الخارجية الناجعة التي هي من صياغة جلالة الملك ، نصره الله .
نصر في إثر نصر ، ونجاح يعقبه نجاح ، و مكاسب دبلوماسية تتلاحق ، وتتعزز بها الدينامية الفاعلة والمؤثرة التي أطلقها جلالة الملك ، وفقه الله ، من سنة 2007 ، إلى يومنا هذا .