2024 مارس 13 - تم تعديله في [التاريخ]

الدعائم‭ ‬الأساس‭ ‬للمشروع‭ ‬المجتمعي‭ ‬في‭ ‬مواكبته‭ ‬للتطورات‭ ‬وتجاوبه‭ ‬مع‭ ‬المستجدات‭ ‬وملاءمته‭ ‬للمتغيرات


العلم الإلكترونية - الرباط 

المشروع‭ ‬المجتمعي‭ ‬المتجدد‭ ‬لحزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬تنكب‭ ‬على‭ ‬تركيبه‭ ‬و‭ ‬صياغته‭ ‬و‭ ‬إعداده‭ ‬،‭ ‬لجنة‭ ‬التنسيق‭ ‬للجنة‭ ‬التحضيرية‭ ‬الوطنية‭ ‬للمؤتمر‭ ‬العام‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬لحزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬،‭ ‬له‭ ‬دعائم‭ ‬ثابتة‭ ‬يقوم‭ ‬عليها‭ ‬،‭ ‬وركائز‭ ‬راسخة‭ ‬يستند‭ ‬إليها‭ ‬،‭ ‬وقيم‭ ‬روحية‭ ‬و‭ ‬ثقافية‭ ‬و‭ ‬حضارية‭ ‬وتاريخية‭ ‬ينبني‭ ‬على‭ ‬قاعدتها‭ ‬،‭ ‬وسمات‭ ‬و‭ ‬خصائص‭ ‬وطنية‭ ‬لا‭ ‬ينفصل‭ ‬عنها‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬قطعاً‭ ‬أن‭ ‬يفرط‭ ‬فيها‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬يتخلى‭ ‬عنها‭ ‬،‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التفريط‭ ‬أو‭ ‬التخلي‭ ‬أو‭ ‬القطيعة‭ ‬،‭ ‬لأنها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الكل‭ ‬،‭ ‬وروح‭ ‬للدولة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬منذ‭ ‬القرن‭ ‬الثاني‭ ‬للهجرة‭ ‬النبوية‭ . ‬فهذا‭ ‬المشروع‭ ‬‮ ‬ذو‭ ‬طابع‭ ‬تاريخي‭ ‬وحضاري‭ ‬،‭ ‬قاعدتُه‭ ‬الدينُ‭ ‬الإسلامي‭ ‬،‭ ‬وسياجُه‭ ‬الملكيةُ‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬وسقفُه‭ ‬الوحدةُ‭ ‬الوطنية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬مقوماته‭ ‬الحريةُ‭ ‬و‭ ‬الكرامةُ‭ ‬والاعتزازُ‭ ‬بالوطن‭ ‬و‭ ‬حمايتُه‭ ‬والحفاظُ‭ ‬على‭ ‬سيادته‭ ‬و‭ ‬استقلاله‭ ‬و‭ ‬الاستعدادُ‭ ‬الدائم‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬وحدته‭ ‬الترابية‭ . ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬قوامُ‭ ‬المشروع‭ ‬المجتمعي‭ ‬الذي‭ ‬تأسس‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬على‭ ‬أساسه‭ ‬‮ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬مبادئ‭ ‬الحزب‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬تأسس‭ ‬في‭ ‬خريف‭ ‬سنة‭ ‬1937‭ ‬،‭ ‬والذي‭ ‬هو‭ ‬وريثٌ‭ ‬لكتلة‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1934‭ ‬،‭ ‬وقدمت‭ ‬دفتر‭ ‬مطالب‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬إلى‭ ‬سلطات‭ ‬الحماية‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬1‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬نفسها‭ ‬1934‭ .‬
 
فهذا‭ ‬العمق‭ ‬الوطني‭ ‬والامتداد‭ ‬التاريخي‭ ‬يعطيان‭ ‬للمشروع‭ ‬المجتمعي‭ ‬لحزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬،‭ ‬طابع‭ ‬الأصالة‭ ‬و‭ ‬صفة‭ ‬المشروعية‭ ‬وعنوان‭ ‬الاستمرار‭ ‬والبعد‭ ‬التجديدي‭ ‬‮ ‬المنسجم‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬الكفاح‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬قاده‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬‮ ‬‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يقوده‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬العصرية‭ ‬الآخذة‭ ‬بأسباب‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬المندمجة‭ ‬في‭ ‬تيارات‭ ‬التطور‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬التاريخية‭ ‬المتميزة‭ .‬
 
إن‭ ‬لحزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬قِيَماً‭ ‬خالدةً‭ ‬ومقوماتٍ‭ ‬ثابتةً‭ ‬وتاريخاً‭ ‬مشعاً‭ ‬النضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواطنين‭ ‬أحرار‭ ‬في‭ ‬وطن‭ ‬حر‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬الشعار‭ ‬الذي‭ ‬رفعه‭ ‬الزعيم‭ ‬علال‭ ‬الفاسي‭ ‬و‭ ‬اختزل‭ ‬به‭ ‬العمقَ‭ ‬النضالي‭ ‬للحزب‭ . ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬المشروع‭ ‬المجتمعي‭ ‬‮ ‬المتجدد‭ ‬لحزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬،‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الدعائم‭ ‬الأساس‭ ‬الراسخة‭ ‬والضاربة‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬تاريخ‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية‭ .‬
 
فالدعامة‭ ‬الأولى‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع‭ ‬الحضاري‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬الحنيف‭ ‬،‭ ‬تنبني‭ ‬عليها‭ ‬الدعامة‭ ‬الثانية‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬‮ ‬‭. ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬الإسلام‭ ‬متفتحاً‭ ‬ومستنيراً‭ ‬بأنوار‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬العزيز‭ ‬وسنة‭ ‬نبيه‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬،‭ ‬وليس‭ ‬بغيرها‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬قد‭ ‬تجدد‭ ‬منذ‭ ‬العقد‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬ملكية‭ ‬دستورية‭ ‬ديمقراطية‭ ‬واجتماعية‭ ‬،‭ ‬طبقاً‭ ‬للفصل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الباب‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الدستور‭ . ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬التجديد‭ ‬المواكب‭ ‬لروح‭ ‬العصر‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬امتداداته‭ ‬و‭ ‬آلياته‭ ‬وتجلياته‭ ‬،‭ ‬صاغ‭ ‬المغرب‭ ‬استراتيجية‭ ‬تطوير‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬‮ ‬بنى‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬المشروع‭ ‬المجتمعي‭ ‬الذي‭ ‬يتبناه‭ ‬،‭ ‬ويقيم‭ ‬على‭ ‬قاعدته‭ ‬استراتيجيتَه‭ ‬لتجديد‭ ‬البناء‭ ‬الحضاري‭ ‬للمغرب‭ ‬الجديد‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الرؤية‭ ‬المستنيرة‭ ‬والحكيمة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ونصره‭ . ‬فرؤية‭ ‬حزبنا‭ ‬في‭ ‬أبعادها‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬والفكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬،‭ ‬تنبثق‭ ‬من‭ ‬‮ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬المتطور‭ ‬والمنحى‭ ‬التجديدي‭ . ‬ولذلك‭ ‬يكتسي‭ ‬المشروع‭ ‬المجتمعي‭ ‬لحزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬،‭ ‬طابع‭ ‬التجديد‭ ‬المتواصل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬عند‭ ‬مرحلة‭ ‬محددة‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬التوقف‭ ‬يتنافى‭ ‬مع‭ ‬منطق‭ ‬التجديد‭ ‬المطرد‭ . ‬وبذلك‭ ‬يكون‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬حزباً‭ ‬يحمل‭ ‬مشعل‭ ‬التجديد‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬الآفاق‭ ‬الواسعة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬ينخرط‭ ‬في‭ ‬جولات‭ ‬التجديد‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬،‭ ‬ويخوض‭ ‬معارك‭ ‬التجديد‭ ‬والتطوير‭ ‬و‭ ‬التحديث‭ ‬للدولة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬برؤية‭ ‬يستمدها‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬المثلى‭ ‬للحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬أسسها‭ ‬و‭ ‬قاد‭ ‬معاركها‭ ‬السياسية‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬المرحلتين‭ ‬،‭ ‬الأولى‭ ‬الاستعمارية‭ ‬،‭ ‬والثانية‭ ‬الوطنية‭ ‬الاستقلالية‭ . ‬فهي‭ ‬إذن‭ ‬رؤية‭ ‬أصيلة‭ ‬،‭ ‬يقوم‭ ‬عليها‭ ‬مشروع‭ ‬مجتمعي‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬أصالة‭ ‬الرؤية‭ ‬و‭ ‬المنبع‭ ‬والمصدر‭ ‬،‭ ‬وبين‭ ‬حداثة‭ ‬التطور‭ ‬الفكري‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬السياسي‭ ‬و‭ ‬الأيديولوجي‭ . ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬الخصائص‭ ‬المميزة‭ ‬للمشروع‭ ‬المجتمعي‭ ‬المتجدد‭ ‬لحزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬تعكف‭ ‬على‭ ‬إنجازه‭ ‬و‭ ‬تركيبه‭ ‬و‭ ‬إعداده‭ ‬،‭ ‬اللجنة‭ ‬المختصة‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬اللجنة‭ ‬التحضيرية‭ ‬الوطنية‭ ‬للمؤتمر‭ ‬العام‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬لحزب‭ ‬الاستقلال‭ .‬
 
ولعل‭ ‬المناسبة‭ ‬تلزمنا‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬وثيقة‭ ‬التعادلية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬حزب‭ ‬الاستقال‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬11‭ ‬يناير‭ ‬سنة‭ ‬1963‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬،‭ ‬يرحمه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬والتي‭ ‬جاء‭ ‬فيها‭ ‬إن‭ ‬الهدف‭ ‬الأساس‭ ‬لحزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬التعادلية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬،‭ ‬وواجب‭ ‬الدولة‭ ‬هو‭ ‬رفع‭ ‬مستويات‭ ‬المعيشة‭ ‬للمواطنين‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إحداث‭ ‬تقارب‭ ‬بينها‭ ‬،‭ ‬بتوزيع‭ ‬عادل‭ ‬للدخل‭ ‬القومي‭ . ‬وهو‭ ‬مبدأ‭ ‬وطني‭ ‬يشكل‭ ‬البعد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للمشروع‭ ‬المجتمعي‭ ‬المتجدد‭ ‬باطرادٍ‭ ‬وتناغمٍ‭ ‬مع‭ ‬خصوصيات‭ ‬المجتمع‭ ‬المغربي‭ ‬‮ ‬‭.‬
 



في نفس الركن