2020 نونبر 18 - تم تعديله في [التاريخ]

الدكتور امحمد امحور يكتب | | «اللص والكلاب» والعملية التعليمية التعلمية2/2

إن قراءة المتعلم لهذا المؤلف برؤية نقدية واضحة كفيلة بان تزوده بالمهارات والخبرات الضرورية، التي سوف يستعين بها في حياته العلمية والعملية عندما يندمج في محيطه الاجتماعي والثقافي.


المدرس أثناء نقله لدرس المؤلفات ملزم باستحضار الأنواع والمبادئ النظرية التي تنطلق منها اللسانيات ومعرفة الفروق الدقيقة بين الديداكتيك المعيارية والديداكتيك الوظيفية

 

هذه المفاهيم ينبغي أن تتخذ مسارا بيداغوجيا في عرض تقنيات تحليل النص السردي، مع الحرص على تجنب الخوض في التفاصيل و الخلافات النظرية، لأن من شان ذلك أن يصعب من مهمة المتعلم في مواجهته للنص السردي، و يجعله يتيه في منعرجات النص مستندا على الحدس فاقدا للإستراتيجية المنهجية التي يفترض فيها أن تكون مضبوطة المقاييس واضحة المعالم، ثم إن المفاهيم السردية حينما تكون واضحة وإجرائية تسهل لا محالة عملية القراءة الكلية والشمولية للنص موضوع التحليل، إذا رغب المتعلم فعلا في إدراك تشكلات بنيته ومدى انسجامها.


 

إن المتأمل للمشهد اللغوي في هذا المؤلف يجد مستويات للغة العربية، فبعض النصوص كتبت بلغة عربية فصيحة، وبعضها كتبت بلغة وسطى، ولا نستثني النصوص التي وظفت مستويات اللغة الشعبية؛ وهذه المسالة تحتاج إلى تدبير من لدن الباحث اللساني والديداكتيكي على حد سواء، فالأول ملزم بالبحث في المستويات المتعددة  للغة، والثاني ملزم باقتراح مناهج وطرائق جديدة تعين على النقل الديداكتيكي لهذه المستويات التي تطرح مشكل التواصل (communication)، فقطب المتعلم قد يتواصل مع النص العربي الخالص، ويصعب عليه أحيانا كثيرة التواصل مع النصوص المتعددة المستويات.
 

لقد حرص المؤلف على التنوع اللغوي، ولم يقتصر على اللغة باعتبارها مجرد أداة للتواصل، بل إنها لغة تشي بحمولات فكرية، ووجدانية، وسياسية، واقتصادية، تحفز الباحث اللساني والباحث الديداكتيكي على اقتراح تقنيات التواصل لتدبير مسالة اللغة بشكل ينسجم وما يرومه نظام التربية والتكوين، وهو تعزيز تعليم اللغة العربية وتحسينه كما ينص على ذلك الميثاق الوطني للتربية والتكوين.
 

إن المدرس أثناء نقله لدرس المؤلفات ملزم باستحضار الأنواع والمبادئ النظرية التي تنطلق منها اللسانيات، ومعرفة الفروق الدقيقة بين الديداكتيك المعيارية والديداكتيك الوظيفية ليتسنى له بشكل صمني استضمار عملية تعليم اللغة، والتي لها علاقة بالألسنية باعتبارها تهتم بوصف وتحليل الظاهرة اللغوية اعتمادا على القواعد الألسنية التي تتفرع إلى ألسنية عامة وسوسيو ألسنية والسيكو ألسنية؛ هذه القواعد تعين المدرس على اختيار المادة والمنهجية التي تسعفه في عملية تفكيك الخطاب السردي بالنظر إلى الحاجيات التربوية، ومن ثم لا يمكن الحديث عن استراتيجيات تدريس المؤلفات من غير استحضار اللسانيات كبعد من أبعاد بناء هذه الاستراتيجيات.
 

إن النقل الديداكتيكي لمؤلف سردي يقتضي استحضار اللسانيات كبعد من أبعاد تشييد البرامج والتخطيطات والسيناريوهات والمدونات المسعفة على إقامة الحدود الفاصلة،
 

 ودراسة لغة السرد دراسة وصفية موضوعية في ذاتها، ومن أجل ذاتها، اعتمادا على اللسانيات البنيوية الوصفية التي أسست مفاهيم مناهج أغنت مناهج وطرق التدريس...
 

 ولا يمكن  للمتعلم أن ينمي كفاياته  وقدراته اللغوية إلا إذا استحضر البعد اللساني

 والبعد الديداكتيكي لأن هذين البعدين في انسجامهما يجعلانه يتصرف بذكاء إن على المستوى العاطفي أو العقلي لمواجهة الوضعيات المشكلة التي يطرحها المؤلف السردي في علاقته بالمحلي والكوني.

الأستاذ الباحث الدكتور امحمد امحور
 




في نفس الركن