2023 مارس 21 - تم تعديله في [التاريخ]

الدلالات‭ ‬العميقة‭ ‬لإجماع‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬على‭ ‬الإشادة‭ ‬بجهود‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬نصرة‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬القدس


 
العلم الإلكترونية  - الرباط 

البيان‭ ‬الختامي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬الدورة‭ ‬التاسعة‭ ‬والأربعين‭ ‬لمجلس‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬دول‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬،‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬الإرادة‭ ‬الجماعية‭ ‬للعالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬السبع‭ ‬والخمسين‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬التي‭ ‬انبثقت‭ ‬عن‭ ‬مؤتمر‭ ‬القمة‭ ‬الإسلامي‭ ‬الأول‭ ‬المنعقد‭ ‬في‭ ‬الرباط‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬سنة‭ ‬1969‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬المكانة‭ ‬الرفيعة‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬والدولي‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬الحجم‭ ‬الذي‭ ‬تمثله‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬بصفتها‭ ‬ثاني‭ ‬تجمع‭ ‬عالمي‭ ‬بعد‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ .‬
 
فالفقرات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمغرب‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬مجلس‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬دول‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬،‭ ‬تضمنت‭ ‬عبارات‭ ‬قوية‭ ‬وذات‭ ‬دلالات‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬الإشادة‭ ‬بالجهود‭ ‬الحثيثة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬،‭ ‬وبالدور‭ ‬البناء‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬جلالته‭ ‬،‭ ‬نصره‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬خطاب‭ ‬التطرف‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬الهجرة‭ ‬،‭ ‬وتعزيز‭ ‬حوار‭ ‬الحضارات‭ ‬،‭ ‬والتصدي‭ ‬للإسلاموفوبيا‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬محورية‭ ‬المركز‭ ‬الذي‭ ‬يشغله‭ ‬المغرب‭ ‬داخل‭ ‬المجموعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬نجاعة‭ ‬السياسة‭ ‬الحكيمة‭ ‬التي‭ ‬ينهجها‭ ‬على‭ ‬الأصعدة‭ ‬كافة‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬صلة‭ ‬بالأهداف‭ ‬السامية‭ ‬المجمع‭ ‬عليها‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬الإقليمية‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬ناصر‭ ‬بوريطة‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬والمغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬لمجلس‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬لدول‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬،‭ ‬حين‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تمثل‭ ‬إحدى‭ ‬أولويات‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬المغربية‭ ‬و‭ ‬العنوان‭ ‬الأبرز‭ ‬للعمل‭ ‬السياسي‭ ‬و‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والمبادرات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬المغرب‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نصرة‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬وصيانة‭ ‬طابعها‭ ‬الديني‭ ‬ووضعها‭ ‬القانوني‭ ‬وهويتها‭ ‬التاريخية‭ ‬والحضارية‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬سبيل‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬الظروف‭ ‬الحياتية‭ ‬للمواطنين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المقدسيين‭ . ‬وهو‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬عبر‭ ‬وكالة‭ ‬بيت‭ ‬مال‭ ‬القدس‭ ‬الشريف‭ .‬
 
فإذا‭ ‬كانت‭ ‬بيانات‭ ‬الدورات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬لمجلس‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬لدول‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬أبداً‭ ‬من‭ ‬الإشادة‭ ‬بجهود‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬يرعاها‭ ‬ويؤكد‭ ‬عليها‭ ‬ويواكبها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬رعاه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬البيان‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬دورة‭ ‬نواكشوط‭ ‬تختلف‭ ‬ظروفه‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬دلالة‭ ‬التوقيت‭ ‬وعمق‭ ‬الإشارة‭ ‬،‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬الموقف‭ ‬المعيب‭ ‬الذي‭ ‬تتخذه‭ ‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬والأدوار‭ ‬الطلائعية‭ ‬التي‭ ‬ينهض‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬الدولة‭ ‬الوحيدة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬التي‭ ‬تعارض‭ ‬وتهاجم‭ ‬المواقف‭ ‬المغربية‭ ‬المشرفة‭ ‬تجاه‭ ‬القضية‭ ‬المحورية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ . ‬وهذا‭ ‬شذوذ‭ ‬معيب‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الجزائرية‭ ‬بشقيها‭ ‬الداخلي‭ ‬والخارجي‭ ‬،‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬انحراف‭ ‬في‭ ‬الخط‭ ‬الذي‭ ‬تسير‭ ‬فيه‭ ‬الجزائر‭ ‬متوهمةً‭ ‬أنها‭ ‬تخدم‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬،‭ ‬بينما‭ ‬هي‭ ‬تضر‭ ‬إضراراً‭ ‬بالغاً‭ ‬بمصالحه‭ ‬الحيوية‭ .‬
 
من‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬،‭ ‬يعد‭ ‬البيان‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬الدورة‭ ‬التاسعة‭ ‬والأربعين‭ ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬دول‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي،‭ ‬بمثابة‭ ‬رد‭ ‬قوي‭ ‬ومفحم‭ ‬ورادع‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬المنحرفة‭ ‬والشاذة‭ ‬التي‭ ‬تتبعها‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬مؤسسة‭ ‬للعمل‭ ‬الإسلامي‭ ‬المشترك‭ ‬،‭ ‬هي‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬الدولة‭ ‬الأكثر‭ ‬خدمة‭ ‬لمصالح‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬هذا‭ ‬و‭ ‬يشيد‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المناسبات‭ .‬
 
إن‭ ‬الإشادة‭ ‬بالمواقف‭ ‬المغربية‭ ‬حيال‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مؤتمر‭ ‬أو‭ ‬اجتماع‭ ‬يعقد‭ ‬بإدارة‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬،‭ ‬تقلق‭ ‬بل‭ ‬تصدم‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ . ‬ولكن‭ ‬المسار‭ ‬الذي‭ ‬ينهجه‭ ‬العمل‭ ‬الإسلامي‭ ‬المشترك‭ ‬ماضٍ‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬لا‭ ‬يلوي‭ ‬على‭ ‬شيء‭ ‬،‭ ‬والمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬سائرة‭ ‬على‭ ‬النهج‭ ‬نفسه‭ ‬،‭ ‬والعالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬نجاعة‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭ ‬،‭ ‬ورصانة‭ ‬دبلوماسيتها‭ ‬،‭ ‬وحكمة‭ ‬قيادتها‭ ‬،‭ ‬وعدالة‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها‭ .



في نفس الركن