2025 يوليو/جويلية 3 - تم تعديله في [التاريخ]

الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬بين‭ ‬الثابت‭ ‬والمتحول


العلم الالكترونية 

تتيح‭ ‬المناظرة‭ ‬الوطنية‭ ‬حول‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬،‭ ‬الفرصة‭ ‬للتفكير‭ ‬الجماعي‭ ‬في‮ ‬‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬ثوابت‭ ‬المجتمع‭ ‬المغربي‭ ‬،‭ ‬وتخل‭ ‬بالتوازن‭ ‬بين‭ ‬الثابت‭ ‬والمتحول‭ ‬،‭ ‬وتحدث‭ ‬خلخلة‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬الأخلاقية‭ ‬و‭ ‬القانونية‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يزعزع‭ ‬دعائم‭ ‬الاستقرار‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬،‭ ‬ويتسبب‭ ‬في‭ ‬تمزيق‭ ‬النسيج‭ ‬المجتمعي‭ ‬،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يواجه‭ ‬بضوابط‭ ‬أخلاقية‭ . ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬فطن‭ ‬إليه‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المناظرة‭ ‬حينما‭ ‬اختاروا‭ ‬شعار‭ ) ‬استراتيجية‭ ‬فعالة‭ ‬وأخلاقية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭(
لقد‭ ‬وعى‭ ‬السيد‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬هذه‭ ‬الأبعاد‭ ‬في‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬إلى‭ ‬المناظرة‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬التحديات‭ ‬الأخلاقية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بمخاطر‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬تزييف‭ ‬المعلومات‭ ‬والتلاعب‭ ‬بالمعطيات‭ ‬،‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬تهدد‭ ‬أسس‭ ‬مجتمعنا‭ ‬،‭ ‬موضحاً‭ ‬أن‭ ‬الانتشار‭ ‬السريع‭ ‬للمحتويات‭ ‬المفبركة‭ ‬والمضللة‭ ‬،‮ ‬‭ ‬يؤثر‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬والقيم‭ ‬الأصيلة‭ ‬للمجتمع‭ . ‬والقيم‭ ‬الأصيلة‭ ‬هي‭ ‬الثوابت‭ ‬الروحية‭ ‬والوطنية‭ ‬و‭ ‬الخصوصيات‭ ‬الثقافية‭ ‬والحضارية‮ ‬‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬نعبر‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬أدبياتنا‭ ‬الفكرية‭ ‬و‭ ‬السياسية‭ .‬
و‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬خياراً‭ ‬سيادياً‭ ‬وليس‭ ‬ترفاً‭ ‬تقنياً‭ ‬ومجرد‭ ‬مواكبة‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬المتسارعة‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬ضمان‭ ‬حماية‭ ‬المعطيات‭ ‬ومنع‭ ‬استخدامها‭ ‬الضار‭ ‬وغير‭ ‬الأخلاقي‭ ‬،‭ ‬ضرورة‭ ‬يقتضيها‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬السيادة‭ ‬الرقمية‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وحماية‭ ‬المعطيات‭ ‬و‭ ‬الأخلاقيات‭ .‬
وانطلاقاً‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬العميق‭ ‬،‭ ‬دعا‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬إلى‭ ‬بذل‭ ‬الجهد‭ ‬الجماعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التفكير‭ ‬والتنسيق‭ ‬بشكل‭ ‬مشترك‭ ‬وشامل‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬تجاهل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬هو‭ ‬،‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬،‭ ‬إهدار‭ ‬للفرص‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الواعدة‭ ‬،‭ ‬بينما‭ ‬اعتماده‭ ‬و‭ ‬تبنيه‭ ‬يفرضان‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭ ‬ووضع‭ ‬بلادنا‭ ‬على‭ ‬سكة‭ ‬التحولات‭ ‬المتسارعة‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬العالم‭ .‬
والحق‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬مراء‭ ‬فيه‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬يوفر‭ ‬لنا‭ ‬الفرص‭ ‬الهائلة‭ ‬لإعادة‭ ‬صياغة‭ ‬اقتصادنا‭ ‬الوطني‭ ‬و‭ ‬تطوير‭ ‬أنماط‭ ‬حياتنا‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬لكننا‭ ‬ندرك‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬،‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يطرحها‭ ‬،‭ ‬والتي‭ ‬تهدد‭ ‬نجاعة‭ ‬استثمارنا‭ ‬في‭ ‬مواردنا‭ ‬البشرية‭ . ‬فالشركات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تدمجه‭ ‬ولاسيما‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مثل‭ ‬تطوير‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬أو‭ ‬الخدمات‭ ‬اللوجستية‭ ‬،‭ ‬مهددة‭ ‬بالتراجع‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬المنافسين‭ ‬الأكثر‭ ‬تسلحاً‭ ‬بالتكنولوجيا‭ .‬‮ ‬‭ ‬ولكن‭ ‬التقنية‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬التفوق‭ ‬على‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬في‭ ‬مهام‭ ‬محددة‭ ‬،‭ ‬تهدد‭ ‬،‭ ‬وبشكل‭ ‬مباشر‭ ‬،‭ ‬استدامة‭ ‬بعض‭ ‬الوظائف‭ . ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬قال‭ ‬السيد‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ .‬
والتهديد‭ ‬المباشر‭ ‬لاستدامة‭ ‬بعض‭ ‬الوظائف‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬إدماج‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬نسيج‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ . ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬نقول‭ ‬إن‮ ‬‭ ‬اعتبار‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬خياراً‭ ‬سيادياً‭ ‬لا‭ ‬ترفاً‭ ‬تقنياً‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يصرفنا‭ ‬عن‭ ‬التفكير‭ ‬،‭ ‬وبشكل‭ ‬جماعي‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬المواءمة‭ ‬بين‭ ‬الثابت‭ ‬والمتحول‮ ‬‭ ‬عند‭ ‬تعاملنا‭ ‬مع‭ ‬تكنولوجيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ . ‬وذلك‭ ‬حتى‭ ‬يبقى‭ ‬هذا‭ ‬الرهان‭ ‬سيادياً‭ ‬حقا‭ ‬وصدقا‭ .‬
ولتكن‭ ‬هذه‭ ‬المناظرة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تعقد‭ ‬تحت‭ ‬الرعاية‭ ‬السامية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬و‭ ‬أيده‭ ‬،‭ ‬البداية‭ ‬لسلسلة‭ ‬من‭ ‬الحلقات‭ ‬البحثية‭ ‬و‭ ‬أوراش‭ ‬العمل‭ ‬التقنية‮ ‬‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬حماية‭ ‬المعطيات‭ ‬ومنع‭ ‬استخدامها‭ ‬الضار‭ ‬وغير‭ ‬الأخلاقي‭ ‬،‭ ‬وذلك‭ ‬تجسيدا‭ ‬لشعار‭ ‬المناظرة‭ ) ‬استراتيجية‭ ‬فعالة‭ ‬و‭ ‬أخلاقية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع.) 
 



في نفس الركن