العلم الالكترونية
تتيح المناظرة الوطنية حول الذكاء الاصطناعي ، الفرصة للتفكير الجماعي في المخاطر التي تهدد ثوابت المجتمع المغربي ، وتخل بالتوازن بين الثابت والمتحول ، وتحدث خلخلة في المنظومة الأخلاقية و القانونية ، على النحو الذي يزعزع دعائم الاستقرار على جميع المستويات ، ويتسبب في تمزيق النسيج المجتمعي ، ما لم يواجه بضوابط أخلاقية . وهو ما فطن إليه القائمون على هذه المناظرة حينما اختاروا شعار ) استراتيجية فعالة وأخلاقية في خدمة المجتمع(
تتيح المناظرة الوطنية حول الذكاء الاصطناعي ، الفرصة للتفكير الجماعي في المخاطر التي تهدد ثوابت المجتمع المغربي ، وتخل بالتوازن بين الثابت والمتحول ، وتحدث خلخلة في المنظومة الأخلاقية و القانونية ، على النحو الذي يزعزع دعائم الاستقرار على جميع المستويات ، ويتسبب في تمزيق النسيج المجتمعي ، ما لم يواجه بضوابط أخلاقية . وهو ما فطن إليه القائمون على هذه المناظرة حينما اختاروا شعار ) استراتيجية فعالة وأخلاقية في خدمة المجتمع(
لقد وعى السيد عزيز أخنوش رئيس الحكومة هذه الأبعاد في الكلمة التي وجهها إلى المناظرة ، حيث قال إن التحديات الأخلاقية المرتبطة بمخاطر الذكاء الاصطناعي في تزييف المعلومات والتلاعب بالمعطيات ، هي ما تهدد أسس مجتمعنا ، موضحاً أن الانتشار السريع للمحتويات المفبركة والمضللة ، يؤثر سلباً على الرأي العام والقيم الأصيلة للمجتمع . والقيم الأصيلة هي الثوابت الروحية والوطنية و الخصوصيات الثقافية والحضارية ، كما نعبر عنها في أدبياتنا الفكرية و السياسية .
و إذا كان الرهان على الذكاء الاصطناعي خياراً سيادياً وليس ترفاً تقنياً ومجرد مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة التي يعرفها العالم في الألفية الثالثة ، فإن ضمان حماية المعطيات ومنع استخدامها الضار وغير الأخلاقي ، ضرورة يقتضيها الحفاظ على السيادة الرقمية والعدالة الاجتماعية وحماية المعطيات و الأخلاقيات .
وانطلاقاً من هذا المفهوم العميق ، دعا رئيس الحكومة في كلمته إلى بذل الجهد الجماعي من خلال التفكير والتنسيق بشكل مشترك وشامل ، لأن تجاهل الذكاء الاصطناعي هو ، بكل تأكيد ، إهدار للفرص الاقتصادية الواعدة ، بينما اعتماده و تبنيه يفرضان إعادة تشكيل سوق الشغل ووضع بلادنا على سكة التحولات المتسارعة التي يعرفها العالم .
والحق الذي لا مراء فيه ، أن الذكاء الاصطناعي يوفر لنا الفرص الهائلة لإعادة صياغة اقتصادنا الوطني و تطوير أنماط حياتنا ، و لكننا ندرك ، في الوقت نفسه ، التحديات التي يطرحها ، والتي تهدد نجاعة استثمارنا في مواردنا البشرية . فالشركات التي لا تدمجه ولاسيما في مجالات مثل تطوير تكنولوجيا المعلومات أو الخدمات اللوجستية ، مهددة بالتراجع تحت ضغط المنافسين الأكثر تسلحاً بالتكنولوجيا . ولكن التقنية القادرة على التفوق على العنصر البشري في مهام محددة ، تهدد ، وبشكل مباشر ، استدامة بعض الوظائف . حسب ما قال السيد عزيز أخنوش رئيس الحكومة .
والتهديد المباشر لاستدامة بعض الوظائف ، هو من المخاطر المترتبة على إدماج الذكاء الاصطناعي في نسيج النشاط الاقتصادي في بلادنا . ومن هنا نقول إن اعتبار الرهان على الذكاء الاصطناعي خياراً سيادياً لا ترفاً تقنياً ، لا ينبغي أن يصرفنا عن التفكير ، وبشكل جماعي ، في المواءمة بين الثابت والمتحول عند تعاملنا مع تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي . وذلك حتى يبقى هذا الرهان سيادياً حقا وصدقا .
ولتكن هذه المناظرة الوطنية التي تعقد تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله و أيده ، البداية لسلسلة من الحلقات البحثية و أوراش العمل التقنية ، من أجل ضمان حماية المعطيات ومنع استخدامها الضار وغير الأخلاقي ، وذلك تجسيدا لشعار المناظرة ) استراتيجية فعالة و أخلاقية في خدمة المجتمع.)