2024 يناير 11 - تم تعديله في [التاريخ]

الذكرى 80 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال مناسبة لاستحضار الأهداف التي ناضل من أجلها الرعيل الأول ملكا وشعبا


تسليم الوثيقة بداية فعلية لثورة الملك والشعب ستبلغ ذروتها في 20 من شهر غشت 1953

*العلم الإلكترونية - بقلم: الأستاذ شيبة ماء العينين*

يخلد حزب الاستقلال والشعب المغربي قاطبة، هذه الأيام  الذكرى 80 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال التي تم إعدادها في حينها، بتنسيق تام وسري بين قيادة الحركة الوطنية وجلالة السلطان (محمد الخامس) محرر البلاد رحمه الله، فشكلت هذه الخطوة في ذلك التاريخ حدا فاصلا بين مرحلة النضال من أجل العمل السري في سبيل المطالبة بالإصلاحات العادية والمستعجلة في ظل  الحماية إلى المطالبة بالاستقلال الناجز، وبذلك تكون، في اعتقادي الشخصي، هذه  الخطوة التاريخية هي في الواقع  البداية الفعلية لثورة الملك والشعب التي ستبلغ ذروتها في 20 من شهر غشت من سنة 1953.

يقول الزعيم علال الفاسي عدم مطالبة فرنسا بالإصلاحات:

«معنى هذا أن فرنسا لاحق لها في الخوض في الأمور الخاصة بالإصلاحات التي تطلبها البلاد، إنها من اختصاص الشعب الذي يستعد للقيام بكل ما يلزم لإنهاضه في ميادين التعليم والنظم بتوجيه من ملكه ورعايته وتضافر جهود النخب المحلية»…

واعتبارا لأهمية هذا الحدث التاريخي فقد أصبح هذا اليوم يوم عطلة رسمية مؤدى عنها بمبادرة من جلالة الملك المرحوم الحسن الثاني الموحد والباني لتستحضر الأجيال الصاعدة الأهداف التي ناضل من أجلها الرعيل الأول ملكا وشعبا مؤطرا برجالات الحركة الوطنية  وخاصة بقيادة حزب الاستقلال.

وبالرجوع إلى ديباجة هذه الوثيقة والمطالب التي تضمنتها: نجد بوضوح الجهات التي أصدرتها والأسباب التي توختها، والتي مازالت تثبت راهنيتها وتتطلب من كل المغاربة أن يظلوا متشبثين بها، مع العلم أن بلادنا قد حققت الكثير وراكمت إنجازات هامة على مستوى الحريات والنمو الاقتصادي والثقافي إلا أنه لا ينبغي أن نغمض أعيننا أو نتجاهل ما يُبيته خصوم وحدتنا الترابية وأعداء إنسيتنا ومحاولة طمس هويتنا وقتل روح المواطنة في الأجيال الصاعدة.

إن إحياء هذه الذكرى، ونحن على عتبة تخليد بداية السنة الأمازيغية التي أصبحت بدورها يوم عطلة مؤدى عنه بقرار من جلالة الملك محمد  السادس نصره الله، واستجابة لشرائح هامة من شعبه الوفي يجدد في أذهاننا (يناير الفلاحي) جميعا وحدة الشعب المغربي بكل أعراقه وانتماءاته بعيدا عن كل أشكال الصراعات أو الطائفية التي تعصف بالغير.

لقد جعل حزب الاستقلال تاريخ 11 يناير تاريخا له دلالته الرمزية مرتبطا بأهم الأحداث الوطنية التي لها علاقة بمضامين وثيقة المطالبة بالاستقلال وهكذا ينبغي أن نسجل بالخصوص التواريخ التالية:

11 يناير 1963 قدم الحزب وثيقة التعادلية الاجتماعية.

في11 يناير1973 قدمت الشبيبة الاستقلالية وثيقة المطالبة باسترجاع أقاليم الساقية الحمراء ووادي الذهب.

في 11 يناير 2019 قدم الحزب المذكرة المتعلقة بالبرنامج التنموي المتجدد الذي دعا له جلالة الملك محمد السادس نصره الله.

وقد قدمت الوفود نص الوثيقة إلى جلالة السلطان وإلى المقيم العام الفرنسي وإلى ممثلي الدول الأجنبية الموجودين.

وتجدر الإشارة إلى أن الغاية من تخليد مثيلات هذه المحطات النضالية ليس الوقوف عندها فقط بل المقصود، بالأساس، من ذلك هو استخلاص العبر والدروس لمواجهة تحديات وصعوبات الحاضر، إن كانت، ومواجهتها بما يضمن ربح رهانات وتحديات المستقبل.



في نفس الركن