2025 ماي 13 - تم تعديله في [التاريخ]

الذكرى‭ ‬51‭ ‬لوفاة‭ ‬الزعيم‭ ‬علال‭ ‬الفاسي ‬مناسبة‭ ‬لاستحضار‭ ‬خدماته‭ ‬وتضحياته‭ ‬الجليلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن‭

مواقف‭ ‬مشرفة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحرير‭ ‬والاستقلال‭ ‬وبناء‭ ‬الدولة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الملكية‭ ‬الدستورية..



 ‬*العلم: الرباط*


تحل‭ ‬اليوم‭ ‬الذكرى‭ ‬الحادية‭ ‬و‭‬الخمسون‭ ‬لوفاة‭ ‬زعيم‭ ‬التحرير‭ ‬الأستاذ‭ ‬علال‭ ‬الفاسي،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬لنستحضر،‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الإكبار‭ ‬والإعتزاز،‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬بذلها،‭ ‬والتضحيات‭ ‬الشاقة‭ ‬التي‭ ‬كابدها،‭ ‬والمواقف‭ ‬المشرفة‭ ‬التي‭ ‬اتخذها،‭ ‬والخدمات‭ ‬الجليلة‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬لبلاده،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحرير‭ ‬والاستقلال، وفي‭ ‬سبيل‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬نظام‭ ‬الملكية‭ ‬الدستورية‭ ‬الذي‭ ‬يضمن‭ ‬الحريات‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة‭ ‬وينشئ‭ ‬المؤسسات‭ ‬التمثيلية‭ ‬الوطنية،مما‭ ‬جعله‭ ‬أحد‭ ‬كبار‭ ‬رواد‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬وقطباً‭ ‬من‭ ‬أقطابها،‭ ‬ناضل‭ ‬منذ‭ ‬شبابه‭ ‬المبكر ‬عن‭) ‬عقيدة‭ ‬وجهاد)‭) ‬،‭ ‬مؤسساً‭ ‬لقواعد‭ (‬منهج‭ ‬الاستقلالية، ‭)‬منخرطاً)‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬اليوم‭ ‬والغد،‭ (صامداً‭ (‬دائماً‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭) ‬،‭ ‬واهباً‭ ‬نفسه‭ ‬للكفاح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ (‬وطن‭ ‬حر‭ ‬ومواطنين‭ ‬أحرار‭) ‬،‭ ‬في‭ ‬دأب‭ ‬لم‭ ‬ينقطع،‭ ‬وفي‭ ‬شجاعة‭ ‬نضالية‭ ‬وجسارة‭ ‬فكرية‭ ‬وصمود‭ ‬نادر‭ ‬لم‭ ‬يضعف‭ ‬قط‭ ‬ولم‭ ‬يتراجع‭ ‬فيه‭ ‬أبداً‭ .‬

لقد‭ ‬جمع‭ ‬الزعيم‭ ‬علال‭ ‬الفاسي‭ ‬بين‭ ‬النضال‭ ‬السياسي‭ ‬والسجال‭ ‬الفكري،‭ ‬فكان‭ ‬المكافح‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الجبهات،‭ ‬والمنظر‭ ‬الفكري‭ ‬واضع‭ ‬النظرية‭ ‬الاستقلالية،‭ ‬التي‭ ‬تبلورت‭ ‬في‭ (‬النقد‭ ‬الذاتي‭)‬،‭ ‬ونضجت‭ ‬في‭ (‬وثيقة‭ ‬التعادلية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭) ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬استكمالاً‭ ‬لوثيقة‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬سنة‭ ‬1944‭ ‬،التي‭ ‬وضعها‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال،‭ ‬وريث‭ ‬الحزب‭ ‬الوطني‭ ‬لتحقيق‭ ‬المطالب‭ ‬المستعجلة، لتكون‭ ‬فاتحةً‭ ‬للمرحلة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬النهاية‭ ‬لعهد‭ ‬الحماية‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬غامضة‭ ‬سنة ‭.1912‭ ‬

وجاءت‭ ‬وثيقة‭ ‬التعادلية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬علال‭ ‬الفاسي‭ ‬إلى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬سنة‭ ‬1963،‭ ‬بعد‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬إقرار‭ ‬نظام‭ ‬الملكية‭ ‬الدستورية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬سابع‭ ‬دجنبر‭ ‬سنة‭ ‬1962،‭ ‬مما‭ ‬ربط‭ ‬بين‭ ‬العمل‭ ‬النيابي‭ ‬والسياسي‭ ‬الوطني،‭ ‬وبين‭ ‬نضال‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬التعادلية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تقضي‭ ‬بتمكين‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬المتكافئة،‭ ‬وتحرير‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬الاستغلال،‭ ‬والخروج‭ ‬بالمغرب‭ ‬من‭ ‬التخلف‭ ‬وتشييد‭ ‬مجتمع‭ ‬بلا‭ ‬طبقات‭ ‬متمتعاً‭ ‬بالعدالة‭ ‬الاجتماعية‭ .‬

وهذا‭ ‬المزج‭ ‬بين‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬وبين‭ ‬النضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خدمة‭ ‬الجماهير‭ ‬الشعبية‭ ‬ومصلحة‭ ‬الأمة،‭ ‬هو‭ ‬الخاصية‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬شخصية‭ ‬الزعيم‭ ‬علال‭ ‬الفاسي،‭ ‬وهو‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬القاعدة‭ ‬الراسخة‭  ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬مبادئ‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬أمس‭ ‬واليوم‭ ‬وغداً،‭ ‬لأنها‭ ‬طاقة‭ ‬دائمة‭ ‬التجدد‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬تفتر‭ ‬وتيرتها‭ ‬عن‭ ‬الحركة‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬تخمد‭ ‬لها‭ ‬شعلة،‭ ‬ولا‭ ‬ينضب‭ ‬لها‭ ‬معين‭ .‬

وكذلك‭ ‬كان‭ ‬الزعيم‭ ‬علال‭ ‬الفاسي‭ ‬طيلة‭ ‬حياته‭ ‬الحافلة‭ ‬بالتضحيات‭ ‬والبطولات،‭ ‬طاقة‭ ‬متجددة‭ ‬للوطنية‭ ‬الخلاقة‭ ‬والمبدعة‭ ‬التي‭ ‬تواكب‭ ‬تطورات‭ ‬العصر،‭ ‬وتساير‭ ‬المتغيرات‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ . ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الأفكار‭ ‬البناءة‭ ‬للتقدم‭ ‬الصانعة‭ ‬للنهضات‭ ‬الحضارية‭ ‬المتوالية،‭ ‬هي،‭ ‬بتعبير‭ ‬منهجي‭ ‬دقيق،‭ ‬طاقات‭ ‬متجددة‭ ‬تتوالى‭ ‬وتنتقل‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬فتدفع‭ ‬نحو‭ ‬الأمام،‭ ‬لبناء‭ ‬الحاضر‭ ‬المتقدم‭ ‬ولصناعة‭ ‬المستقبل‭ ‬المتطور،‭ ‬استجابةً‭ ‬لتطلعات‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات‭ ‬ولآمالهم‭ ‬وأشواقهم،‭ ‬وارتقاءً‭ ‬بوطننا‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬مراتب‭ ‬السمو‭ ‬و‭ ‬المجد‭ ‬والمكانة‭ ‬الرفيعة‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭.‬

‬لقد‭ ‬كان‭ ‬علال‭ ‬الفاسي‭ ‬زعيماً‭ ‬ملهماً‭ ‬وقائداً‭ ‬محنكاً‭ ‬،‭ ‬خدم‭ ‬بلاده‭ ‬فأخلص‭ ‬في‭ ‬خدمتها،‭ ‬وكان‭ ‬مضرب‭ ‬المثل‭ ‬في‭ ‬التضحية‭ ‬والثبات‭ ‬على‭ ‬المبدإ‭ ‬والتفاني‭ ‬في‭ ‬البذل‭ ‬والعطاء‭. ‬وهي‭ ‬القيم‭ ‬المثلى‭ ‬التي‭ ‬نتشبث‭ ‬بها‭ ‬ونحافظ‭ ‬عليها،‭ ‬التي‭ ‬تعلمناها‭ ‬من‭ ‬زعيمنا‭ ‬علال‭ ‬الفاسي،‭ ‬بالقول‭ ‬والفعل،‭ ‬ونقتدي‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬،‭ ‬ونبني‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬برامجنا‭ ‬و‭ ‬خططنا‭ ‬وخياراتنا‭ ‬واستراتيجيتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬نجعلها‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭   ‬نعمل‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ .‬

إن‭ ‬أفكار‭ ‬علال‭ ‬الفاسي‭ ‬في‭ ‬تجدد‭ ‬مستمر،‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬يبني‭ ‬للمستقبل،‭ ‬برؤية‭ ‬شفافة‭ ‬نافذة،‭ ‬وبفكر‭ ‬متحرر‭ ‬مستنير،‭ ‬وبعقيدة‭ ‬ثابتة،‭ ‬ووفق‭ ‬منهج‭ ‬استقلالي‭ ‬واضح‭ ‬المعالم‭. ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬الوطنية‭ ‬الخلاقة‭ ‬المنبثقة‭ ‬من‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة،‭ ‬والبانية‭ ‬للتقدم‭ ‬و‭ ‬الصانعة‭ ‬للرقي‭ ‬الإنساني‭ ‬المبدع‭ ‬للحضارة‭ .‬

وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬تنظم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬والندوات‭ ‬المخلدة‭ ‬لهذه‭ ‬الذكرى،وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬تجمع‭ ‬وطني‭ ‬كبير‭ ‬ينظمه‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬نهاية‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬الجاري‭. ‬




في نفس الركن