2025 نونبر 11 - تم تعديله في [التاريخ]

الرئيس الألماني يقود جهودا أوروبية للإفراج السريع عن الكاتب بوعلام صنصال

الكاتب الفرنسي من أصول جزائرية أدين بخمس سنوات سجنا بعد تصريحه بأن فرنسا ألحقت أراضي مغربية بالجزائر


العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
 
دخل الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير على خط قضية الكاتب الجزائري الفرنسي المرموق بوعلام صنصال و هو من الأسماء البارزة في الأدب الفرنسي المعاصر و المسجون منذ سنة بالجزائر على خلفية تصريح له شكك من خلاله في الحدود الحقيقية لبلاده الأصلية الجزائر .
 
بلاغ صحفي نشر الاثنين بالموقع الرسمي للرئاسة الاتحادية الألمانية أفاد أن الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير ناشد نظيره الجزائري عبد المجيد تبون باتخاذ إجراء إنساني يهم العفو عن الكاتب بوعلام صنصال كما عرض عليه السماح لصنصال بالسفر إلى ألمانيا لتلقي الرعاية الطبية.
 
الرئاسة الجزائرية تفاعلت بسرعة مع الطلب الانساني للرئيس الألماني و أعلنت عنه في نفس اليوم مؤكدة عبر بيان صادر عن قصر المرادية أن الرئيس الألماني طلب من الرئيس تبون “لفتة إنسانية تتضمن العفو عن الكاتب بوعلام صنصال المسجون منذ سنة”.
 
سرعة التفاعل تفيذ في نظر المتتبعين أن الجزائر ستتجاوب في الغالب مع الطلب الألماني حيث تحدثت صحف فرنسية عن قرار إفراج وشيك عن الكاتب الفرنسي الجزائري المعتقل في الجزائر منذ 16 نونبر 2024 . في المقابل اكتفى الاعلام الجزائري بتداول بلاغ الرئاسة الجزائري على نطاق واسع دون الخوض في أي تفاصيل حول مخرجات الملف الذي يلغم العلاقات الثنائية بين الجزائر و باري 
 
و كان أعضاء البرلمان الأوروبي قد صوتوا بأغلبية ساحقة ,بداية السنة الجارية على قرار يدعو السلطات الجزائرية إلى إطلاق سراح الكاتب بوعلام صنصال إلى جانب معارضين آخرين للحكومة الجزائرية.
 
من جهته كشف رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي، نيكولا ليرنر، أول أمس الاثنين، عن تلقّي باريس إشاراتٍ من الجزائر تفيد باستعدادها لمعاودة الحوار بعد أكثر من عامٍ من أزمة دبلوماسيةٍ بلغت ذروتها بانهيار التعاون الأمني، واعتقال مواطنين فرنسيين، وطرد متبادل للدبلوماسيين، وهي الازمة الأعمق منذ استقلال الجزائر عام 1962.
 
وفي حديثٍ لإذاعة فرانس إنتر، أوضح ليرنر أن تلك الإشارات "علنية وغير علنية على السواء"، رابطا أي تقدّمٍ ملموسٍ بتحقيق "مطلبٍ واضح: إطلاق سراح مواطنَينا"، في إشارةٍ إلى الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال والصحافي كريستوف غليز، الذي ينتظر محاكمته الاستئنافية في الثالث من ديسمبر/كانون الأول، بعد حكمٍ ابتدائي بسجنه سبع سنوات بتهمة "تمجيد الإرهاب".
 
يذكر أن الكاتب بوعلام صنصال المزداد بالجزائر لأم جزائرية وأب مغربي ,يقبع في أحد سجون العاصمة الجزائرية منذ منتصف شهر نونبر من السنة الماضية , بعد أن أختطف بمطار الهواري بومدين ثم أدين في مارس من السنة الجارية بخمس سنوات سجنا بتهمة "المساس بوحدة الوطن", بعد أن أكد في لقاء تلفزيوني بقناة فرنسية أن فرنسا اقتطعت خلال الفترة الاستعمارية أراضي من المملكة المغربية وضمّتها إلى الجزائر.
 
جدير بالذكر أن الجنرال الفرنسي شارل دوغول عندما قرر بداية الستينات من القرن الماضي منح الاستقلال للجزائر كان يدرك جيدا أن هناك مشكلة حدودية واضحة مع المغرب , وبما أن الجنرال كان صديقاً للملك محمد الخامس، الذي وشحه دوغول بوسام « رفيق التحرير »، فقد اقترح على الأخير أن يتم حل هذه المسألة عن طريق المفاوضات الثنائية المباشرة.لكن السلطان المغربي رفض المقترح الفرنسي و رد بأن :" كل مفاوضات مع الحكومة الفرنسية في حينه بشأن مطالب وحقوق المغرب ستعتبر طعنة في ظهر أصدقائنا الجزائريين الذين يقاتلون، وأنه يفضل انتظار استقلال الجزائر ليطرح مع إخوانه الجزائريين الخلاف الحدودي ".
 
و قد أشار الدبلوماسي المغربي المرحوم عبد الهادي بوطالب في كتابه "نصف قرن في السياسة" إلى أن فرنسا قامت أثناء استعمارها الجزائر بترسيم حدود جديدة في الجنوب الغربي، أدت إلى ضم مناطق شاسعة من الصحراء الكبرى، مثل تندوف وبشار إلى الجزائر، رغم أن المغرب كان يعتبرها امتداداً طبيعياً لأراضيه التاريخية.
 
وبعد استقلال المغرب عام 1956، بدأ المغرب يطالب باسترجاع هذه المناطق، لكن "الأولوية لديه آنذاك كانت هي دعم الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي"، وهو ما جعل الملك محمد الخامس يؤجل المطالب الحدودية انتظاراً لحصول الجزائر على استقلالها.



في نفس الركن