2021 أغسطس/أوت 4 - تم تعديله في [التاريخ]

السيادة الصحية للمغرب

حماية للأمن الاستراتيجي


العلم الإلكترونية - الرباط 

أكد جلالة الملك في خطاب العرش على مبدإ مهم من المبادئ المعتمدة في القانون الدولى ، هو أن السيادة الصحية عنصرٌ أساسٌ في تحقيق الأمن الاستراتيجي لبلادنا ، باعتبار أن الأمن الصحي يستدعي توفير البيئة الملائمة والوسائل اللازمة والمناخ المواتي إلى جانب الوعي المجتمعي بضرورة الحفاظ على شروط الصحة واحترام التدابير الوقائية و التقيد بالإجراءات الاحترازية ، مع مواصلة العمل من أجل بناء صناعة طبية على نطاق واسع ، لإنتاج الأدوية بقدرات وطنية و بمهارات محلية تغني عن التوريد من الخارج ، أو التخفيف منه بشكل تدريجي . فهذه هي مقومات الاكتفاء الذاتي الذي هو القاعدة الصلبة للسيادة الصحية.
 
لقد سلك المغرب منذ ظهور وباء كوفيد 19، الطريق نحو اكتساب المناعة الجماعية و مواجهة الوباء بالأساليب العملية و التصدي لتداعياته بكل عزم وحزم ، منتهجاّ سياسة حكيمة خطط لها وأبدعها و قادها جلالة الملك ، فكان لها نتائج ملموسة وآثار محمودة . وهو ما عبر عنه خطاب العرش بالعبارات القوية التالية ( من حقنا اليوم أن نعتز بنجاح المغرب في معركة الحصول على اللقاح ، التي ليست سهلة على الإطلاق ، وكذا بحسن سير الحملة الوطنية للتلقيح والانخراط الواسع للمواطنين فيها ) .
 
وتقوم الاستراتيجية الصحية التي يعتمدها المغرب على الموازاة بين العمل الميداني المكثف للقضاء على الوباء ، وبين السعي الحثيث من أجل وضع القواعد لتأسيس صناعة دوائية تلبي احتياجاتنا ، وقد تصدر منتوجاتها إلى الدول الأفريقية وغيرها. وهو الأمر الذي أبرزه خطاب العرش في هذه الفقرة ( لقد أطلقنا مشروعاّ رائداّ في مجال صناعة اللقاحات و الأدوية والمواد الطبية الضرورية بالمغرب ). وهذا مجال مفتوح على آفاق واسعة ، بحيث سيكون المغرب دولة مصدرة للقاحات والأدوية والمواد الطبية الضرورية ، مما سيؤدي إلى تطوير الاقتصاد الوطني ، وبالتالي سيكون له مردود عملي محلي ، إذ سيخفف من تفشي الأمراض المعدية وغير المعدية ، و يعزز من الأمن الصحي في بلادنا . وذلك هو المدلول الواقعي للسيادة الصحية التي وصفها خطاب العرش بأنها عنصرٌ أساسٌ للأمن الاستراتيجي لبلادنا.
 



في نفس الركن