Quantcast
2021 نونبر 24 - تم تعديله في [التاريخ]

«العلم» تكشف خبايا التطورات الأخيرة في المنطقة العازلة

الجزائر تحترق بالنيران التي أشعلتها ومكاسب المغرب السياسية والاقتصادية زادت


العلم الإلكترونية - الرباط 

تكشف التطورات الأخيرة التي عرفتها منطقة الجدار الأمني المغربي عن حقائق مهمة تخفيها الحسابات السياسية و التجارية للسلطات الجزائرية . فقد فجر احتراق شاحنتين جزائريتين في المنطقة العازلة المتاخمة للجدار الأمني المغربي معطيات هامة و خطيرة . ذلك أن الشاحنتين احترقتا في موقع جغرافي أثار العديد من الشكوك كما أكدت على ذلك بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية ، و قد كشفت السلطات المغربية في حينها أن الاحتراق كان نتيجة مرور الشاحنتين فوق ألغام ، و أنهما كانتا محملتين بحمولة خاصة بجبهة البوليساريو .
 
أولا يجب التذكير بأن جبهة البوليساريو الانفصالية هي المسؤولة المباشرة عن التصعيد في المنطقة ، بعدما أعلنت عن انسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار ، و أعلنت استئناف الحرب ضد المغرب . و هو المعطى الذي أعطى الشرعية الكاملة للمغرب في اتخاذ ما يراه و يقدره مناسبا لحماية مصالحه و الدفاع عن ترابه ، و بالتالي فان المنطقة العازلة انتقلت إلى وضع آخر ، باعتبارها منطقة حرب مكشوفة ، و في ضوء ذلك فإن أي تحرك بشري أو لوجستيكي أصبح محفوفا بكثير من المخاطر ، و هذه حقيقة مسلم بها لا يعقل أن يتجاهلها أيا كان .
 
و من ناحية أخرى فإن انتقال المنطقة العازلة إلى منطقة حرب بسبب القرار الأحادي للجبهة الانفصالية ، و بسبب قرار السلطات الجزائرية الأحادي أيضا و القاضي بقطع العلاقات الديبلوماسية مع المغرب ، كل هذا تسبب في أضرار بليغة جدا للجزائر نفسها ، خصوصا على المستوى الاقتصادي و هي التي كانت تمني النفس بمنافسة المغرب اقتصاديا في القارة الأفريقية . و في هذا السياق تكشف المعطيات الجغرافية أن وصول الجزائر إلى أقرب دولة في الساحل الإفريقي عن طريق البحر يتطلب مدة زمنية لا تقل عن ثلاثة أسابيع على الأقل ، و هذا مكلف ماديا من حيث تسخير السفن و استهلاك الوقود و كراء الحاويات ، كما أن أغلب السلع ذات الطبيعة الاستهلاكية ستكون معرضة للاتلاف و الضياع . و كانت الجزائر تمني النفس و تتطلع إلى قيام دويلة في الجنوب المغربي تسمح لها باختصار المدة الزمنية للوصول إلى المحيط الأطلسي ، لكن الحلم تبخر ، و لذلك فكر خبراؤها في التعويض عن ذلك باستخدام طريق برية تكون مختصرة . و سارع المسؤولون الجزائريون إلى مجاملة الحكومة الموريتانية و استمالتها لتوقيع اتفاق يقضي بفتح معبر من الجنوب الجزائري إلى التراب الموريطاني ، لكن تبين بعد ذلك أن هذه الخطوة لم تكن محسوبة بشكل دقيق ، و لم تخضع لدراسة جدوى عميقة ، حيث تبين أن البنية التحتية للمنطقة لم تكن قادرة و لا مؤهلة لضمان نجاح هذا المعبر. فالجزء الغالب من هذه الطريق غير معبد ، وهو في شكل طريق في رمال الصحراء . و تبين أنه لكي تصل الشاحنات الجزائرية إلى أقرب نقطة في التراب الموريطاني يلزمها تسعة أيام كاملة من السير في فيافي الصحراء .و أمام هذه الصعوبة التي جعلت تنقل هذه الشاحنات شبه مستحيل، التجأ سائقو الشاحنات الجزائرية ، و كثير من المهربين الجزائريين إلى محاولة اختصار الطريق باختراق التراب المغربي شرق الجدار الأمني بهدف ضمان العبور مباشرة إلى منطقة ( عين بيتلي ) الموريتانية ، و بعد ذلك يواصلون سيرهم نحو الزويرات و من ثمة إلى نواكشوط . و هم بذلك يخترقون منطقة مشمولة بالحرب التي أعلنتها قوى معادية للمغرب بالتنسيق مع السلطات الجزائرية ، و في ضوء ذلك أضحت منطقة لا يحق لأي شخص مدني أو عسكري الوصول إليها لأنه بذلك يعرض نفسه إلى الخطر ، و يعطي الحق للجيش المغربي في التدخل بالشكل و بالطريقة التي يراهما مناسبين درءا لأي خطر محتمل .
 
مقابل كل ذلك ترى السلطات الجزائرية بقلق و بامتعاض كيف أن المغرب لا تفصله عن موريتانيا يوى مسافة أربعة كيلومترات عبر معبر الكركرات ، و هي تعض على النواجد بقوة ندما على الخطإ الفادح الذي ارتكبته بتحريض مليشيات البوليساريو على احتلال هذا المعبر قبل سنة من اليوم ، مما أعطى مبررا قانونيا للسلطات المغربية للتدخل بهدف تحرير المعبر ، و الذي أصبح بعد ذلك خاضعا للسيطرة المغربية . و مسافة الأربعة كيلومترات معبدة و قام المغرب بإصلاحها بعد تحرير المعبر من الفلول ، و أصبح طريقا سالكا و مريحا أمام الشاحنات المغربية التي تصل إلى العمق الافريقي في أسرع وقت ممكن .
 
و مما يزيد من غضب و حنق السلطات الجزائرية أن الطريق السريع الرابط ما بين أكادير ( مصدر أكثر السلع المغربية ) و الداخلة أصبح شبه جاهز ، و هو في مراحله الأخيرة ، و هذه الطريق ستزيد من تقليص مدة تنقل الشاحنات و ستسهل عملية السير ، ناهيك أن مسافة التنقل بحرا من أكادير إلى الداخلة قصيرة جدا مما يسهل التواصل مع التراب الموريتاني ، إضافة إلى أن هذه البنية ستتعزز بميناء ضخم يجري الاستعداد لبداية تشييده بمدينة الداخلة التي ستتحول إلى موقع استراتيجي للتجارة في المنطقة مما سيعزز تواصل المغرب مع عمقه الإفريقي .
 
جميع هذه المعطيات تكشف أن الجزائر هي الخاسرة الرئيسية فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في هذه المنطقة ، و أن جميع القرارات التي اتخذتها ، سواء المتعلقة بقطع العلاقات الديبلوماسية مع المغرب ، أو تلك المتعلقة بتحريض و تسخير مليشيات البوليساريو على استهداف المغرب عادت بالأضرار البليغة عليها .
 
و في المقابل فان منهجية الحزم التي يسلكها المغرب في تعامله مع التطورات هناك زادت من حجم هذه الأضرار، و عمقت عزلة الجزائر جغرافيا ، و لنا أن نستدل بالشاحنات الجزائرية التي يحتج سائقوها على حكومتهم لأنها ألقت بهم في مخاطر كبيرة غير محسوبة العواقب ، و تركت شاحناتهم تحترق أو تغرق في رمال الصحراء كما غرقت الجزائر إلى أخمص قدميها من خلال التورط في افتعال نزاع للتشويش على المغرب .
 

              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار