2023 ماي 18 - تم تعديله في [التاريخ]

القمة العربية في الزمان المناسب والمكان الملائم

تعقد جامعة الدول العربية الاجتماع الثاني والثلاثين على مستوى القمة يومه الجمعة 19 ماي، بمدينة جدة عروس البحر الأحمر بالمملكة العربية السعودية.



وهو رابع مؤتمر قمة عربي يستضيفه هذا البلد العضو المؤسس للجامعة العربية في سنة 1945، فقد عقدت بالرياض القمة العربية السادسة في سنة 1976، والقمة العربية الحادية والعشرون في سنة 2007، بينما عقدت القمة العربية التاسعة والعشرون بالظهران في سنة 2018، إضافة إلى القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي عقدت بالرياض في سنة 2013. 

وخرجت هذه القمم الخمس بنتائج إيجابية كانت لها آثارها على دعم العمل العربي المشترك في ظروف دقيقة مر بها العالم العربي، لم يقع استثمارها بالقدر المطلوب لتحقيق الأهداف القومية المنشودة، نظراً إلى عوامل ضاغطة تعود لطبيعة العراقيل التي  تعاني منها الجامعة العربية وتحول دون أدائها للمهام التي من المفترض أن تنهض بها إعمالاً لمقتضيات ميثاقها الذي يعبر عن الإرادة الجماعية للدول الأعضاء.

وعلى الرغم من أن القمة العربية الثانية والثلاثين تنعقد في ظروف قلقة على المستويات الثلاثة، العربي والإقليمي والدولي، إلا أن رئاسة المملكة العربية السعودية لها  تجعلها قمةً غير عادية من حيث طبيعة القضايا المطروحة على جدول الأعمال، ومن  حيث التحديات التي تواجه المنطقة العربية، ومن ناحية الثقل السياسي للدولة المستضيفة، ونجاعة الدبلوماسية التي تتبعها، ومصداقية السياسة العربية التي تنهجها، مما يعزز الثقة في قدراتها على القيام بدور فاعل ومؤثر من شأنه أن يُحدث تغييراً إيجابياً في المشهد العربي، ويفتح المجال للانتقال من مرحلة الجمود والتعثر التي يشوبها عدم اليقين، إلى مرحلة جديدة غير مسبوقة من الحركية في الموقف والدينامية في الفعل والجدية في المعالجة للقضايا والواقعية في النظر إلى المشكلات القائمة والحكمة في التعامل مع المتغيرات والتكيف مع المستجدات، وهو الأمر الذي ينتظر أن يُحدث ما يمكن أن يوصف بأنه نقلة نوعية للعمل العربي المشترك.

إن المركز الذي تشغله المملكة العربية السعودية داخل جامعة الدول العربية لاعتبارات عديدة، والأدوار التي تؤديها في الساحات الإقليمية والدولية على الأصعدة كافة، يُضفي على القمة العربية الأهمية الكبرى، خصوصاً في هذه المرحلة المفصلية التي يجتازها الإقليم ويمر بها العالم كله. ولذلك نقول إن قمة جدة تعقد في الزمان المناسب وفي المكان المناسب، نظراً لما تتوفر عليه المملكة العربية السعودية من إمكانات وقدرات تنبع من السياسة الواقعية التي تنهجها في معالجة القضايا وتسوية النزاعات وحل المشاكل، وهي الأدوات المطلوبة اليوم، بمنتهى الإلحاح، للتعامل مع  الأزمات التي تشق الصف العربي وتعرقل مسار العمل العربي المشترك وتؤخر الوصول إلى تحقيق الآمال المعقودة والأهداف المنشودة على مؤتمر القمة العربي الثاني والثلاثين الذي تستضيفه مدينة جدة، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وهذا الاعتبار في حد ذاته عامل مهم للغاية يضمن نجاح قمة جدة، ويحملنا على التفاؤل، ويقوي فينا الأمل في غدٍ مزدهرٍ يسود فيه سلام المنطقة العربية والعالم أجمع.

العلم



في نفس الركن