2025 أغسطس/أوت 26 - تم تعديله في [التاريخ]

المحليون يعبرون لنهائي "الشان" على حساب السنغال وعينهم على الثالثة

نصف نهائي كأس أمم افريقيا للمحليين (كينيا أوغندا تنزانيا 2024): أسود الأطلس يطيحون بحامل اللقب ويواجهون مدغشقر في المباراة الختامية


العلم الإلكترونية - بوشعيب بنقرايو 
 
نجح المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، في بلوغ نهائي كأس أمم إفريقيا للأمم للمحليين، التي تحتضنها كل من كينيا، أوغندا وتنزانيا، خلال الفترة الممتدة ما بين 02 و30 غشت2025، عقب فوزه على المنتخب السنغالي بالركلات الترجيح (5 -3)، بعد نهاية المباراة في وقتها الأصلي والإضافة بالتعادل الايجابي (1ـ1)، خلال المباراة التي جمعت بينهما الثلاثاء على أرضية ملعب "مانديلا الوطني" الواقع في العاصمة الاوغندية، كامبالا، لحساب دور نصف نهائي كأس أمم إفريقيا للمحليين.
 
ولم تكن المباراة سهلة، بل كانت ملحمة كروية جسدت الروح القتالية والصلابة التي يتميز بها أسود الأطلس، ليثبتوا مرة أخرى أنهم قوة لا يستهان بها في القارة السمراء، حيث انطلقت المواجهة التي قادها الحكم الجنوب إفريقي جيلي ألفريد شافاني، بيد من حديد، في أجواء مشحونة بالندية والحماس على ملعب مانديلا الوطني في العاصمة الأوغندية كمبالا، إذ لم يقدم أي من المنتخبين تنازلات، فكانت السيطرة متبادلة والهجمات خطيرة من كلا الجانبين، رغم تقدم المنتخب السنغالي بالهدف الأول في الدقيقة 16 عن طريق اللاعب جوزيف لايوس سامب، لكن الرد العناصر المغربية لم يتأخر كثيرا، حيث أعاد اللاعب صابر بوغرين المباراة إلى نقطة البداية بهدف التعادل في الدقيقة 23 بتسديدة رائعة من خارج مربع العمليات ، بعد ذلك استمرت المباراة سجالا قويا، وتبادل الفريقان الهجمات، مع تركيز أسود الأطلس كثيرا على الكرات الهوائية لتهديد مرمى أسود التيرانغا، لكن ذلك لم ينفع في شيء بالنظر لطول قامة العناصر السنغالية، التي عادت لتنتشر بشكل جيد في الملعب، وهددت في أكثر من مناسبة مرمى الحرار.
 
ومع بداية الشوط الثاني، بدا اللعب متكافئا مرة أخرى، مع أفضلية طفيفة للمنتخب السنغالي الذي عاد للضغط، ليقع المشخشخ في خطأ سوء تغطية ساهم في طرد زميله لوادني الذي حاول إيقاف هجوم خاطف لأسود التيرنغا، قبل أن يعدل الحكم الجنوب إفريقي جيلي ألفريد شافاني عن قراره ويعود لمنح اللاعب المغربي بطاقة صفراء، بعد العودة إلى غرفة الفار.
 
وساهمت تدخلات الحارس المهدي لحرار في أكثر من مناسبة في الحفاظ على شباك المنتخب المغربي، خاصة في الوقت الذي تراجعت فيه العناصر الوطنية للخلف، وهو الأمر الذي استغله أبناء المنتخب السنغال، ليواصلوا الزحف في مناطق الفريق الوطني الذي حاول جاهدا امتصاص اندفاع لاعبي خصمه.
 
وعمد طارق السكتيوي على إجراء بعض التغييرات لإعادة التوازن لخطوط المنتخب المغربي، حيث أقحم خيري ورحولي مكان المشخشخ وبابا، ومع اقتراب نهاية الشوط الثاني حاول العناصر الوطنية الصعود أكثر للأمام بالاعتماد على تسربات رحولي دون أن يتمكن من التسجيل، قبل أن يعلن حكم المباراة عن نهاية اللقاء في وقته القانوني بالتعادل الإيجابي هدف لمثله.
 
وخلال الشوط الإضافي الاول الإضافي عاد المنتخب المغربي للضغط خاصة مع إقحام مفيد بدل صابر بوكرين، ليمنح السكتيوي الفرصة لبولسكوت للتواجد في خط الوسط، والتحكم في مختلف الخطوط، خاصة خلال الشوط الإضافي الثاني، ورغم الصراع الذي شهده الشوطين الإضافيين، إلا أن المنتخب المغربي والسنغالي لم يظهر أي واحد منهما سيطرته على الآخر، لتصبح ركلات الترجيح هي الفيصل الوحيد لتحديد المتأهل للنهائي.
 
وخلال الضربات الترجيحية، بدا واضحا التركيز الذهني والهدوء الذي يتمتع به لاعبو المنتخب المغربي، إذ وعلى الرغم من الضغط الهائل، نجح "أسود الأطلس" في تسجيل جميع ركلاتهم الترجيحية بنجاح، ليحسموا النتيجة لصالحهم بنتيجة (5-3) ويضمنوا مقعدهم في النهائي للمرة الثالثة في تاريخ البطولة.
 
لم يكن هذا الفوز مجرد نتيجة، بل كان تأكيدا على العمل الجاد والروح الجماعية للفريق. فقد أظهر اللاعبون المحليون إمكانيات فنية وتكتيكية عالية، وقدموا أداء بطوليا يستحق الإشادة. كما أن هذا الانتصار هو بمثابة خطوة مهمة نحو تحقيق لقب جديد يضاف إلى خزينة الكرة المغربية، وإسعاد الجماهير المغربية التي تترقب بشغف رفع الكأس القارية للمرة الثالثة.

​وعقب نهاية اللقاء، عبر طارق السكتيوي، مدرب المنتخب الوطني المغربي، عن سعادته الكبيرة، بتأهل "أسود الأطلس" إلى النهائي، مقرا بصعوبة المواجهة، أمام خصم وصفه بـ «المنظم والقوي بدنيا".
 
وأوضح السكتيوي، أن المباراة كانت قمة في الصعوبة، مع خصم يدافع عن لقبه، ومنتخب قوي وصل إلى نصف النهائي، لم يدخل مرماه سوى هدف واحد، مشيرا أن كل التوقعات كانت تشير إلى أن المهمة شبه مستحيلة. 
 
وأكد السكتيوي، أنه على أرض الملعب، كان هناك شيء آخر يتجاوز حدود اللياقة البدنية والجاهزية الفنية، إذ كان هناك "الرجال"، كما وصفهم، يقاتلون ليس بالقدمين فقط، بل بالقلب وبالروح. لقد عوضوا إرهاقهم الجسدي بحبهم الصادق للراية الوطنية، هذه الراية التي لا تفارقهم، والتي تمثل لهم رمز العزة والكرامة، يضيف السكتيوي.
 
وتابع الناخب الوطني قائلا: "إنها قصة لا تتعلق بكرة القدم وحدها، بل تتجاوزها لتلامس جوهر القيم الإنسانية، في زمن أصبحت فيه الاحترافية تقاس بالأرقام والعقود، يأتي هؤلاء اللاعبون ليذكرونا بأن الروح القتالية وحب الوطن والتواضع هي من أهم مقومات النجاح".
 
وسيواجه المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم للمحليين في نهائي "الشان" الذي سيقام بملعب يكاساراني بالعاصمة الكينية نيروبي، يوم السبت المقبل، منتخب مدغشقر، الذي حجز بطاقة التأهل للمباراة النهائية عقب فوزه المثير على نظيره السوداني بهدف دون رد، في الوقت الإضافي، خلال المباراة  التي جمعت بينهما بملعب "بينجامين مكابا" في مدينة دار السلام التنزانية، والتي دخلها المنتخبان وهدفهما بلوغ النهائي لأول مرة، وكانت الفرص متبادلة طوال الوقت الأصلي من المباراة، لكن دفاع كلا الفريقين وحارسي المرمى تألقوا في التصدي لجميع الهجمات.

وامتدت الإثارة إلى الأشواط الإضافية، حيث كثّف الفريقان هجماتهما، ليتمكن منتخب مدغشقر من فك شفرة الدفاع السوداني وتسجيل هدف الفوز بواسطة البديل توكي راكوتوندراب بهدف في الدقيقة 116، معلنا تأهله إلى النهائي الذي سيقام في العاصمة الكينية، نيروبي.



في نفس الركن