2021 نونبر 18 - تم تعديله في [التاريخ]

المستشارة البرلمانية فتيحة خورتال تطرح ظاهرة "أُفول دُور الشباب"

فتيحة خورتال.. إعادة فتح دور الشباب ضروري أمام موجة التسطيح والاستلاب


المستشارة البرلمانية فتيحة خورتال
العلم الإلكترونية - سمير زرادي

طرحت المستشارة البرلمانية فتيحة خورتال عضو فريق الاتحاد العام للشغالين بالمغرب إشكالية حقيقية خلال استفسارها عن استراتيجية وزارة الشباب والثقافة والتواصل في تفعيل دور الشباب، حيث كشفت أن دُور الشباب لعبت دورا تاريخيا في تأطير أجيال من الكفاءات والأطر الوطنية، بيد أن التحولات المجتمعية وأخرى مرتبطة بالسياسات المتبعة في القطاع ساهمت فيما يمكن وصفه "أُفول دور الشباب" لتتساءل عن الاستراتيجية القطاعية لتفعيل دور الشباب.

محمد مهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل أفاد أن الشباب من الموارد اللامادية التي تتوفر عليها بلادنا التي يجب جعلها مصدر قوة، وأن المطلب الأول للشباب هو الشغل والدخل وفق ما وصلت إليه جل الدراسات.

وتحدث عن مشروع طموح لا يوجد مثيله في القارة الافريقية يتمثل في جواز الشباب، سيمكن من ولوج مزايا وخدمات بانخراط القطاع الخاص والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، مشيرا إلى أن الشباب يحتاج الى فضاءات ثقافية وفنية وترفيهية تسمح باكتشاف المواهب، وقد تم وضع برنامج لفتح أكبر عدد ممكن من دور الشباب وبكافة المناطق لتسهيل الاختلاط بين كل الطبقات المجتمعية، وإحداث مكتبات وقاعات عرض سينمائية في عدد من دور الشباب وتشجيع القراءة والفن، عوض قضاء الوقت في الشارع فيما لا يفيد، أو فيما يخلف آثارا نفسية وتهديدات من آفات اجتماعية.

 الأخت فتيحة خورتال أكدت في تعقيبها أن دور الشباب شكلت أحد المشاتل التي ساهمت في تأطير أجيال من الكفاءات والأطر الوطنية، وكانت تلك الدور حاضنة لهم وللجمعيات التي كانت تحتضنهم، وهو الأمر الذي ساهم في انخراطهم القوي في الحياة الوطنية وفي تعزيز ارتباطهم بالثوابت الجامعة للأمة.

ومن المؤكد على أن عوامل عدة ساهمت في أن تلعب دور الشباب ذلك الدور التاريخي في تلك المهمة التربوية العظيمة، ومن أبرزها أن ذلك الزمن لم يكن يعرف ثورة التكنولوجيا ولا سطوة الإعلام الاجتماعي، وكان يتميز بفورة الجمعيات والمنظمات سليلة الأحزاب والنقابات الوطنية، علاوة على السباق الثقافي العام، الذي تميز بانخراط قوي للمثقف في ولوج الحياة الوطنية ورهاناتها وأسئلتها الشائكة.

وأضافت في نفس السياق "اليوم، صحيح أن الزمن لم يعد هو الزمن، وشباب الأمس ليس هو شباب اليوم، والسياق ليس هو السياق، ولكن الحاجة إلى إعادة إحياء ذلك الدور ماسة وملحة أمام حالة التسطيح السائدة، وأمام الاستلاب الذي أصبح يمارسه الإعلام الاجتماعي على شبابنا اليوم.

ومن المؤكد أن طرح حالة دور الشباب، لا يمكن أن يتم بمعزل عن التذكير بأن الحكومة السابقة فشلت في إخراج السياسة المندمجة للشباب التي دعا إليها جلالة الملك نصره الله في خطابه السامي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية في أكتوبر 2017، لذلك فإن هذه الحكومة مطالبة بالإسراع في ذلك دون إبطاء.

وصحيح أن دور الشباب اليوم أصبحت هي الهواتف المحمولة التي يتأبطها الشاب، وصحيح أن التحولات المجتمعية فعلت في شبابنا فعلتها ولكن الوزارة الوصية مدعوة إلى الإبداع والابتكار في صون هذا التراث الشبابي والجمعوي الذي مثلته "دور الشباب"، وهو الأمر الذي يتطلب كذلك شروع المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي في مهامه الدستورية، كما يتطلب جرأة وسرعة حكومية في وضع استراتيجية مندمجة للشباب قائمة على التكوين والتشغيل كما دعا وأكد جلالة الملك في العديد من الخطب السامية".
 



في نفس الركن