2023 أبريل 3 - تم تعديله في [التاريخ]

المغرب يتفوق على الدول الإفريقية في امتصاص صدمات الأزمة الاقتصادية

المغرب‭ ‬يخلف‭ ‬وراءه ‬الجزائر‭ ‬وجنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬ويواجه‭ ‬المخاطر‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بمرونة‭ ‬وذكاء‭ ‬


العلم الإلكترونية - عزيز اجهبلي 

يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المراكز‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬تولي‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬‮«‬أليانس‭ ‬تريد‮»‬‭ ‬Allianz Trade‭ ‬وهي‭ ‬شركة‭ ‬دولية‭ ‬للتأمينات‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬أخيرة‭ ‬لها،‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬أظهر‭ ‬مرونة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الموجات‭ ‬المتتالية،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬اقتصاده،‭ ‬وأوضحت‭ ‬الدراسات‭ ‬ذاتها‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تصنيفه‭ ‬العام‭ ‬‮«‬B3‮»‬‭ ‬في‭ ‬خريطة‭ ‬مخاطر‭ ‬الدولة‭ ‬الجديدة‭ ‬2023‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬المملكة‭ ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬ضمن‭ ‬ثلاث‭ ‬دول‭ ‬أفريقية‭.‬
 
وفي‭ ‬إطار‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الجديدة‭ ‬حول‭ ‬تحليل‭ ‬مخاطر‭ ‬البلدان‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬،‭ ‬منحت‭ ‬شركة‭ ‬Allianz Trade‭ ‬للمغرب‭ ‬تصنيف‭ ‬‮«‬B3‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬أفضل‭ ‬التصنيفات‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬سمح‭ ‬له‭ ‬بتجاوز‭ ‬تلك‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ (‬C3‭) ‬والجزائر‭ (‬C3‭) ‬وكينيا‭ (‬C3‭) ‬وغانا‭ (‬C4‭) ‬ونيجيريا‭ (‬D3‭) ‬ومصر‭ (‬D4‭) ‬وإثيوبيا‭ (‬D4‭).‬
 
وفقًا‭ ‬لخريطة‭ ‬‮«‬أليانس‭ ‬تريد‮»‬‭ ‬للمخاطر،‭ ‬يحتل‭ ‬المغرب‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬بين‭ ‬البلدان‭ ‬الأفريقية،‭ ‬بعد‭ ‬بوتسوانا‭ (‬BB1‭) ‬ويشترك‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬مرتبة‭ ‬موريشيوس‭ (‬B3‭). ‬وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجموعة‭ ‬تقوم‭ ‬بتقييم‭ ‬الدول‭ ‬المعنية‭ ‬وتمنح‭ ‬التصنيفات‭ ‬وفقًا‭ ‬لمعايير‭ ‬محددة،‭ ‬وهي‭ ‬اختلالات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الكلي،‭ ‬وبيئة‭ ‬الأعمال،‭ ‬والاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬،‭ ‬والمخاطر‭ ‬التجارية‭ ‬والمالية‭. ‬ويعتبر‭ ‬تصنيف‭ ‬الدولة‭ ‬تقييما‭ ‬متوسط‭ ‬​​المدى‭ ‬يتراوح‭ ‬من‭ ‬AA‭ ‬إلى‭ ‬D‭ (‬أعلى‭ ‬درجة‭ ‬خطورة‭).‬
 
وفقًا‭ ‬لهذه‭ ‬الدراسة،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يُظهر‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المغربي‭ ‬نموًا‭ ‬سنويًا‭ ‬يقارب‭ + ‬3٪‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬ضعف‭ ‬نمو‭ ‬الطلب‭ ‬في‭ ‬شركائه‭ ‬التجاريين‭ ‬الرئيسيين،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬منطقة‭ ‬اليورو‭. ‬وتضيف‭ ‬المجموعة‭ ‬أن‭ ‬تصدير‭ ‬المنتجات‭ ‬الزراعية‭ ‬والفوسفاط‭ ‬والسلع‭ ‬المصنعة‭ ‬سيقلل‭ ‬من‭ ‬العجز‭ ‬الخارجي‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الضغوط‭ ‬التضخمية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالغذاء‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭.‬
 
وتذكر‭ ‬جميع‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬مست‭ ‬اقتصاد‭ ‬المملكة‭ ‬بشدة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الجفاف‭ ‬والإجهاد‭ ‬المائي‭ ‬والتضخم‭ ‬السنوي‭ ‬الذي‭ ‬بلغ‭ ‬6‭.‬6٪‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬وأسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬بنسبة‭ ‬11‭.‬0٪‭ ‬وأسعار‭ ‬المواد‭ ‬غير‭ ‬الغذائية‭ ‬بنسبة‭ ‬3‭.‬9٪‭ ‬مدفوعة‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬بأسعار‭ ‬النقل‭ ‬التي‭ ‬ارتفعت‭ ‬بنسبة‭ ‬12‭.‬2٪‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭.‬
 
ومع‭ ‬ذلك‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬توقعات‭ ‬تسارع‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬تستند‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬إلى‭ ‬توقعات‭ ‬انتعاش‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬،‭ ‬ولكن‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية‭ ‬وندرة‭ ‬المياه‭ ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬للاستهلاك‭ ‬المحلي‭ ‬والإنتاج‭ ‬سوف‭ ‬يؤثر،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬الكهرباء‭ ‬المحلية‭ ‬على‭ ‬المحاصيل‭. ‬وقد‭ ‬يؤخر‭ ‬هذا‭ ‬النمو‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬تحرير‭ ‬سوق‭ ‬الكهرباء‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يسرع‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭.‬
 
وقال‭ ‬التقرير‭ ‬إن‭ ‬مستويات‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬دجنبر‭ ‬الماضي‭ ‬كانت‭ ‬أقل‭ ‬بنسبة‭ ‬24٪‭ ‬من‭ ‬متوسط‭ ‬​​10‭ ‬سنوات‭ ‬وأقل‭ ‬بنسبة‭ ‬8‭.‬4٪‭ ‬عن‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2021‭.‬
 
بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬الخطر‭ ‬الآخر‭ ‬الذي‭ ‬يثقل‭ ‬كاهل‭ ‬التوقعات‭ ‬هو‭ ‬عودة‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الخام‭ ‬التي‭ ‬يستوردها‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬المستويات‭ ‬المعهودة‭. ‬ويعتمد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬واردات‭ ‬الطاقة‭ ‬وبالتالي‭ ‬على‭ ‬تقلب‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭.‬
 
في‭ ‬السنة‭ ‬الماضية،‭ ‬تضاعفت‭ ‬فاتورة‭ ‬الطاقة‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الوقود‭. ‬تخطط‭ ‬الحكومة‭ ‬للتعبئة‭ ‬لزيادة‭ ‬سعة‭ ‬تخزين‭ ‬الوقود‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2023‭.‬
 
يقول‭ ‬‮«‬أليانوس‮»‬‭ ‬إن‭ ‬السياحة‭ ‬والتحويلات‭ ‬والصادرات‭ ‬تظل‭ ‬المصادر‭ ‬الرئيسية‭ ‬للعملة‭ ‬الصعبة‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬،‭ ‬يُنظر‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬إلى‭ ‬التدابير‭ ‬المتخذة‭ ‬لإصلاح‭ ‬الشركات‭ ‬المملوكة‭ ‬للدولة‭ ‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬تفعيل‭ ‬صندوق‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬وتنفيذ‭ ‬ميثاق‭ ‬الاستثمار‭ ‬الجديد‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬محفزات‭ ‬محتملة‭ ‬للاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭.‬
 
من‭ ‬جهتها‭ ‬أبقت‭ ‬وكالة‭ ‬التصنيف‭ ‬الأمريكية‭ ‬‮«‬ستاندرد‭ ‬آند‭ ‬بورز‮»‬‭ ‬على‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتماني‭ ‬السيادي‭ ‬للمغرب‭ ‬دون‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ (‬بي‭ ‬بي‭ ‬زائد‭/ ‬بي‭)‬،‭ ‬مع‭ ‬نظرة‭ ‬مستقبلية‭ ‬مستقرة‭. ‬وأبرزت‭ ‬الوكالة،‭ ‬في‭ ‬تحديث‭ ‬نشرته‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الإصلاحات‭ ‬الهيكلية‭ ‬للمغرب‭ ‬تمهد‭ ‬الطريق‭ ‬تدريجيا‭ ‬نحو‭ ‬اقتصاد‭ ‬أكثر‭ ‬شمولا‮»‬‭. ‬



في نفس الركن