العلم الإلكترونية - محمد الورضي
من قلب العاصمة الرباط، وبمركب مولاي الحسن المعلمة الكروية المحدث اخيرا، عاشت الجماهير الإفريقية أمسية كروية مميزة، وذلك بمناسبة المباراة التي جمعت بين المنتخبين الجزائري والسوداني برسم أولى جولات المجموعة الثالثة من كأس أمم افريقيا 2025 التي تحتضنها بلادنا هذه الأيام. و شهدت المواجهة حضورا جماهيريا غفيرا بلغ 16115 متفرجا ملأت مدرجات الملعب الذي تصل حمولته الاجمالية 22000 متفرج .
المدرجات كانت لوحة إفريقية خالصة، بحضور جماهيري مغربية وجزائرية وسودانية، إضافة إلى عشاق الكرة من مختلف الجنسيات الإفريقية والعالمية والتي تتابع البطولة عن قرب، وتميزت مختلف لحظات اللقاء بأجواء عكست روح الأخوة والتعايش التي تميز كرة القدم الإفريقية، وجعلت من اللقاء أكثر من مجرد مباراة، بل احتفالا رياضيا وإنسانيا بامتياز.
الملعب، الذي يعد معلمة رياضية حديثة في قلب الرباط، أكد مرة أخرى جاهزية المغرب للعالية، و يضاهي ملعب مولاي الحسن أكبر الملاعب العالمية من حيث البنية التحتية وجودة الأرضية والتنظيم، ولم تتأثر مرافقه ولا سير المباراة بالتساقطات المطرية التي عرفتها العاصمة، في دليل واضح على مستوى الاستعداد المغربي لاحتضان أكبر التظاهرات القارية.
الجماهير الجزائرية أبدت سعادتها الكبيرة بحفاوة الاستقبال وحسن التنظيم، سواء داخل الملعب أو خارجه، وهو ما ترك انطباعا إيجابيا لدى كل الجماهير والوفود الإفريقية، وعزز صورة المغرب كبلد ضيافة ورياضة بامتياز.
وعلى المستوى الرياضي، انتهت المباراة بفوز مستحق للمنتخب الجزائري بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل صفر، في لقاء أظهر فيه الخضر جاهزية تقنية وبدنية، مقابل أداء قتالي ومحترم من المنتخب السوداني، الذي حظي بدوره بتشجيع كبير من الجماهير.
وهكذا يواصل المغرب، من خلال عرس“كان المغرب 25"، تقديم دروس في التنظيم والاحترافية، مؤكدا أن كرة القدم ليست فقط تنافسا داخل المستطيل الأخضر، بل جسرا للتواصل بين الشعوب وفضاء لتكريس القيم الإفريقية المشتركة.