2025 أغسطس/أوت 18 - تم تعديله في [التاريخ]

المغرب‭ ‬الواثق‭ ‬المطمئن‭ ‬الصامد‭ ‬والجزائر‭ ‬المذعورة‭ ‬المصدومة‭ ‬



تتوالى‭ ‬المؤشرات‭ ‬الدالة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الذعر‭ ‬والارتباك‭ ‬والتخبط‭ ‬لم‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بهذه‭ ‬الدرجة‭ ‬من‭ ‬الحدة‭ ‬والتأثير‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬الداخل،‭ ‬وعلى‭ ‬علاقاته‭ ‬الخارجية‭. ‬وجاءت‭ ‬الرسالة‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬سربها‭ ‬الكاتب‭ ‬الفرنسي‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬جزائري‭ ‬بوعلام‭ ‬صنصال،‭ ‬من‭ ‬سجنه‭ ‬بالجزائر،‭ ‬فضح‭ ‬فيها‭ ‬ديكتاتورية‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري،‮ ‬والانتهاكات‭ ‬الجسيمة‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬السلطات‭ ‬في‭ ‬حق‮ ‬‭ ‬‮ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬جاءت‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬نشرتها‭ ‬الصحافة‭ ‬الفرنسية‭ ‬والتي‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬أسرار‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬الجار،‭ ‬بمثابة‭ ‬قنبلة‭ ‬انفجرت‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬النظام‭ ‬الاستبدادي،‮ ‬‭ ‬ومفاجأة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتوقعها‭. ‬فقد‭ ‬دعا‭ ‬صاحب‭ ‬الرسالة‭ ‬الذي‭ ‬يقضي‭ ‬حكماً‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬،‭ ‬الشعب‭ ‬الجزائري‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬الصمود‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الديكتاتورية‭ ‬،‭ ‬وعدم‭ ‬تفويت‭ ‬الفرصة‭ ‬المتاحة‭ ‬الآن‭ ‬للتنديد‭ ‬بالسياسة‭ ‬الاستبدادية،‮ ‬‭ ‬وللتعبير‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭ ‬الوطني‭ ‬الواحد‭ ‬ضد‭ ‬العصابة‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬الجزائر،‭ ‬حسب‭ ‬عبارته‭ . ‬وهو‭ ‬نداء‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬السجن‭ ‬إلى‭ ‬استئناف‭ ‬الحراك‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬يعبر‭ ‬الشعب‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬عن‭ ‬رفضه‭ ‬للحكم‭ ‬القائم،‭ ‬وعن‭ ‬مطالبه‭ ‬بالتغيير‭ ‬و‭ ‬محاسبة‮ ‬‭ ‬المسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬أوصلوا‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬الوضع‭ ‬المتأزم‭ ‬الحالي‭.‬
 
لقد‭ ‬وجد‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬نفسه‭ ‬أمام‭ ‬المجهول،‭ ‬حينما‭ ‬تزايد‭ ‬الاعتراف‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬وتوالى‭ ‬الدعم‭ ‬الدولي‭ ‬لمخطط‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬الإعلان‭ ‬الرسمي‭ ‬عن‭ ‬الموقف‭ ‬السيادي‭ ‬لفرنسا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬الداعم‭ ‬لعدالة‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬عقب‭ ‬تجديد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لموقفها‭ ‬المعترف‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬والداعم‭ ‬لمخطط‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القصيرة‭ ‬الماضية،‭ ‬آخرها‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وأيده،‭ ‬بمناسبة‭ ‬عيد‭ ‬العرش‭ ‬المجيد،‭ ‬والتي‭ ‬نزلت‭ ‬على‭ ‬حكام‭ ‬الجزائر‭ ‬كالصاعقة،‭ ‬وأربكت‭ ‬حساباتهم‭ ‬إرباكاً‭ ‬شديداً،‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الداخلي‭ ‬والخارجي،‭ ‬منها‭ ‬التصعيد‭ ‬الخطير‭ ‬في‭ ‬التوترات‭ ‬التي‭ ‬شابت‭ ‬العلاقات‭ ‬الجزائرية‭ ‬الفرنسية‭ ‬ووصلت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬القطيعة‭.‬
 
في‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء‭ ‬من‭ ‬الذعر‭ ‬الشديد‭ ‬ومن‭ ‬المخاوف‭ ‬المرعبة‭ ‬التي‭ ‬تقض‭ ‬مضاجع‭ ‬حكام‭ ‬الجزائر،‭ ‬يعيش‭ ‬البلد‭ ‬الجار‭ ‬الشرقي،‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬جد‭ ‬مضطرب،‭ ‬نتيجة‭ ‬لإفلاس‭ ‬الدولة،‭ ‬ولإخفاق‭ ‬دبلوماسيتها،‭ ‬ولانكشاف‭ ‬خططها‭ ‬الانفصالية،‭ ‬ولقيام‭ ‬أدلة‭ ‬كثيرة‭ ‬على‭ ‬رعايتها‭ ‬للإرهاب‮ ‬‭ ‬الذي‭ ‬تنخرط‭ ‬فيه‭ ‬ميليشيا‭ ‬البوليساريو‭ ‬التي‭ ‬تؤويها‭ ‬وتحميها‭ ‬فوق‭ ‬ترابها‭.‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الجزائر‭ ‬مذعورة‭ ‬ومصدومة‭ ‬تقف‭ ‬أمام‭ ‬المجهول‭.‬
 
‮ ‬وعندما‭ ‬تفتقد‭ ‬الدولة‭ ‬أسباب‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلم‭ ‬الأهلي،‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬الإفلاس،‭ ‬وتوشك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬معزولة‭ ‬عن‭ ‬العالم‭. ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬التوصيف‭ ‬العلمي‭ ‬والسياسي‭ ‬أيضاً،‭ ‬للنظام‭ ‬الجزائري‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬تسبق‭ ‬التسوية‭ ‬السياسية‭ ‬النهائية‭ ‬للنزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭.‬
 
فالجزائر‭ ‬في‭ ‬وضعها‭ ‬الحالي،‭ ‬على‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬المغرب،‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬قياس‭ ‬عليه‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬المغرب‭ ‬واثق‭ ‬كل‭ ‬الوثوق‭ ‬من‭ ‬عدالة‭ ‬قضيته‭ ‬المركزية،‭ ‬ومطمئن‭ ‬منتهى‭ ‬الاطمئنان‭ ‬إلى‭ ‬قرب‭ ‬حل‮ ‬‭ ‬هذا‭ ‬النزاع‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬أمده،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وإلى‭ ‬اقتراب‭ ‬موعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية،‭ ‬وإلى‮ ‬‭ ‬بشائر‭ ‬النصر‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬تبدو‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ . ‬وإلى‭ ‬ذلك‭ ‬فالمغرب‭ ‬صامد‮ ‬‭ ‬‮ ‬ثابت‭ ‬فوق‭ ‬صحرائه‭ ‬الجنوبية‭ ‬لا‭ ‬يريم‭ ‬ولا‭ ‬يتزعزع،‭ ‬يذود‭ ‬عن‭ ‬وحدته‭ ‬الترابية،‭ ‬و‭ ‬يبني‭ ‬النهضة‭ ‬الحضارية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬أقاليمه‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وقبل‭ ‬أيام‭ ‬احتفل‭ ‬بذكرى‭ ‬استرجاع‭ ‬إقليم‭ ‬وادي‭ ‬الذهب،‭ ‬بما‭ ‬يليق‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬الاحتفال‭. ‬وصمود‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬المحررة،‭ ‬هو‭ ‬صمود‭ ‬في‭ ‬مواقفه‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والسياسية‭ ‬الثابتة‭ ‬التي‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬حقوقه‭ ‬المشروعة‭ ‬ومصالحه‭ ‬العليا‭ ‬وسيادته‭ ‬واستقلاله‭ ‬الوطني‭.‬
 
 

 



في نفس الركن