2025 نونبر 27 - تم تعديله في [التاريخ]

المغرب‭ ‬قدم‭ ‬لإفريقيا‭ ‬نموذج‭ ‬التدبير‭ ‬الترابي‭ ‬المستدام‭ ‬والتماسك‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الصاعد


الافـتتاحية


تعد‭ ‬الكلمة‭ ‬العميقة‭ ‬والمستوعبة‭ ‬لمضامين‭ ‬المخطط‭ ‬التنموي‭ ‬للأقاليم‭ ‬الجنوبية‭‬،‮ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬‬الدكتور‭ ‬نزار‭ ‬بركة‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لحزب‭ ‬الاستقلال، ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬أشغال‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬السنوية‭ ‬العاشرة‭ ‬لشبكة‭ ‬البرلمانيين‭ ‬الأفارقة‭ ‬لتقييم‭ ‬التنمية، ‬تعد‭‬، ‬وبكل‭ ‬المقاييس‭ ‬العلمية‭ ‬والمعايير‭ ‬المنهجية‭‬، ‬مرافعةً‭ ‬عظيمة‭ ‬الشأن‭ ‬عن‭ ‬التطور‭ ‬الشامل‭ ‬والتغيير‭ ‬الكبير‭‬، ‬اللذين‭ ‬يشكلان‭ ‬مرجعاً‭ ‬للتحول‭ ‬الأفريقي‭ ‬المستدام‭ ‬والتماسك‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الصاعد‭‬، ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬المتبصرة‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬إحداث‭ ‬دينامية‭ ‬مستدامة‭‬، ‬بفضل‭ ‬انسجام‭ ‬الرؤية‭ ‬الترابية‭ ‬مع‭ ‬المشاركة‭ ‬المحلية‭ ‬والحكامة‭ ‬الاستباقية‭ ‬والإندماج‭ ‬القطاعي‭ .‬

وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬عنه‭ ‬‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للحزب‭‬، ‭‬إنه‭ ‬يتميز‭ ‬بوضوح‭ ‬منهجيته‭ ‬المهيكلة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬تجلياتها‭ ‬مؤشرات‭ ‬قابلة‭ ‬للقياس، ‬تتيح‭ ‬تقييم‭ ‬نتائجه‭ ‬وتأثيره‭ ‬على‭ ‬الأرض، ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬أم‭ ‬تحسين‭ ‬ظروف‭ ‬المعيشة، ‬أم‭ ‬إحداث‭ ‬الفرص‭‬، ‬أم‭ ‬تقليص‭ ‬الفوارق‭ ‬المجالية‭.‬ وذلك‭ ‬إعمالاً‭ ‬للتوجه‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬بتعميق‭ ‬ثقافة‭ ‬النتائج‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬العمومية، ‬وفي‭ ‬برامج‭ ‬التنمية‭ ‬الترابية‭ ‬المحلية‭ ‬المندمجة‭ .

‬وهو‭ ‬المنحى‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬يتلاءم‭ ‬مع‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة، ‬ويستجيب‭ ‬لمتطلبات‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات، ‬ويعبر‭ ‬عن‭ ‬الطبيعة‭ ‬المميزة‭ ‬لمرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬31‭ ‬أكتوبر‭ ‬،2025الذي‭ ‬انبثق‭ ‬فيه‭ ‬المغرب‭ ‬الموحد‭ ‬تحت‭ ‬سيادة‭ ‬العرش‭ ‬العلوي‭ ‬المجيد، ‬بصدور‭ ‬القرار‭ ‬الأممي‭ ‬رقم‭ ‬2797‭ ‬الذي‭ ‬كرس‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭ ‬باعتباره‭ ‬الحل‭ ‬الأكثر‭ ‬جدوى‭ ‬للنزاع‭ ‬المفتعل‭.‬

لقد‭ ‬أكد‭ ‬‬بركة‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬البليغة‭ ‬أمام‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإفريقي‭ ‬المهم‭‬، ‭‬أن‭ ‬المخطط‭ ‬التنموي‭ ‬للأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية، ‭‬نموذج‭ ‬فريد‭ ‬من‭ ‬نوعه‭‬،‭‬ للتدبير‭ ‬الترابي‭ ‬المستدام‭‬، ‬وللتماسك‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الصاعد‭‬، ‬وللإندماج‭ ‬الأفريقي‭ ‬الواعد،‭ ‬وخلص‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬موضوعية‭ ‬جامعة‭ ‬ووافية، ‬صاغها‭ ‬في‭ ‬العبارات‭ ‬ذات‭ ‬الدلالات‭ ‬التالية (‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬أفريقية‭ ‬والسعي‭ ‬نحو‭ ‬تكامل‭ ‬ثرواتها‭ ‬ومؤهلاتها‭‬، ‬مدخل‭ ‬أوحد‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬بإفريقيا)‭.

واحتل‭ ‬ميناء‭ ‬الداخلة‭ ‬الأطلسي‭ ‬مكان‭ ‬الصدارة‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬الأخ‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الميناء‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية، ‬يمثل‭‬، ‬بحق‭ ‬وحقيق، ‬قاطرةً‭ ‬قاريةً‭ ‬ومنشأة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لممارسة‭ ‬نشاط‭ ‬اقتصادي‭ ‬شامل‭ ‬تندمج‭ ‬فيه‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬غير‭ ‬الأطلسية‭.‬

وحيث‭ ‬إن‭ ‬كلمة‭ ‬‬بركة‭ ‬قد‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يتميز‭ ‬به‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬في‭ ‬أقاليمنا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬فقد‭ ‬أعلن‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬مميزات‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي،‭ ‬تحديده‭ ‬لأهداف‭ ‬ومؤشرات‭ ‬رقمية‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬قياس‭ ‬نجاعة‭ ‬النتائج‭ ‬بعد‭ ‬إنجاز‭ ‬مختلف‭ ‬الأوراش‭ ‬و‭‬المشاريع، ‬وخاصة‭ ‬مضاعفة‭ ‬الناتج‭ ‬الداخلي‭ ‬الخام‭ ‬للجهات‭ ‬الثلاث‭‬، ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الفقر‭ ‬بدرجة‭ ‬ملموسة‭‬، ‬وإرساء‭ ‬توازنات‭ ‬اجتماعية‭ ‬أكثر‭ ‬عدالة، ‬وإيجاد‭ ‬120‭ ‬ألف‭ ‬فرصة‭ ‬شغل‭ ‬جديدة، ‬وتخفيض‭ ‬معدل‭ ‬البطالة‭.‬ وهي‭ ‬منجزات‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭‬، ‬ومؤشرات‭ ‬عالية‭ ‬المستوى، ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬كلمة‭ ‬‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للحزب‭‬، ‬وثيقة‭ ‬تتجاوز‭ ‬المناسبة‭ ‬التي‭ ‬ألقيت‭ ‬فيها،‭ ‬إلى‭ ‬الاستدامة‭ ‬التي‭ ‬تناسب‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭ ‬و‭‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬المراحل‭ ‬القادمة‭ .‬وذلك‭ ‬هو‭ ‬الطابع‭ ‬المميز‭ ‬للوثيقة‭ ‬التاريخية‭‬، ‬وفق‭ ‬المعايير‭ ‬العلمية‭ ‬للتوثيق‭ ‬السياسي‭ ‬والتنميط‭ ‬المرجعي‭ ‬و‭‬نجاعة‭ ‬الخطاب‭ ‬المناسب‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬المناسب‭ ‬وباللغة‭ ‬المناسبة‭ .‬
 
العلم



في نفس الركن