2025 نونبر 24 - تم تعديله في [التاريخ]

المغرب‭ ‬قطب‭ ‬للإشعاع‭ ‬الإفريقي‭ ‬ولبناء‭ ‬المستقبل‭ ‬الواعد‭ ‬للقارة‭ ‬السمراء


 
 في أيام متقاربة ، استضافت المملكة المغربية ثلاثة مؤتمرات أفريقية تؤسس لطفرة إنمائية ولنهضة حضارية واعدة تضعان القواعد لبناء المستقبل المزدهر والآمن للقارة الأفريقية بسواعد قادتها البناة وأبنائها  الحماة لسيادتها ولمقوماتها ولخصوصيات شعوبها الأباة المتطلعة إلى الحرية والكرامة والاندماج في تنمية شاملة مستدامة. وقد اجتمعت هذه المؤتمرات الثلاثة، التي عقدت في كل من الرباط والعيون والداخلة، في إطار رؤية ملكية متبصرة وحكيمة ، جعلت من المغرب قطباً للإشعاع الأفريقي ، ومنصةً للحوار والتعايش و التفاهم بين شعوب تسعى إلى التقدم والازدهار ، في ظل الأمن والسلم واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

 ففي مقر البرلمان بالرباط، عقدت الدورة الأولى للمنتدى الأفريقي لبرلمان الطفل، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله وأيده، وبالرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل. وفي مدينة العيون عقدت أشغال الجمعية العامة السنوية العاشرة لشبكة البرلمانيين الأفارقة لتقييم التنمية. بينما عقدت في مدينة الداخلة الدورة الأولى لمنتدى (الداخلة أفريقيا لوجستيك)  الرامي إلى تسريع الاندماج الاقتصادي الأفريقي عبر اللوجستيك. و على الرغم من الاختلاف في عناوين هذه المؤتمرات وفي القضايا الحيوية التي بحثتها وانتهت فيها إلى مخرجات عملية قابلة للولوج إلى مرحلة التطبيق، فإن التأمل في عمق الموضوعات التي نوقشت، و في الأهداف التي حددت لها، يفضي إلى الوصول للهدف الاستراتيجي في أبعاده المتعددة، الذي يدور حول الاستثمار في الإنسان الأفريقي من جهة، وإرساء الأسس للتنمية الأفريقية المستدامة من جهة أخرى. وهذان المحوران هما من أهم الشروط الموضوعية لصناعة المستقبل، ولبناء السلام،  ولتعزيز الاستقرار، وللنهوض بالمجتمعات الأفريقية من النواحي كافة.

 إن انعقاد الدورة الأولى للمنتدى الأفريقي لبرلمان الطفل في الرباط، هو إحدى المبادرات ذات الشأن العظيم، التي يبتكرها المرصد الوطني لحقوق الطفل، وتبدعها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم رئيسة هذا المرصد الذي هو في الحقيقة من المنجزات الرائدة للمملكة المغربية. واختيار شعار (مشاركة الأطفال في تنمية أفريقيا، يؤكد البعد المستقبلي لهذا المنتدى الأول من نوعه على المستويات الثلاثة، الإقليمي، والقاري، والدولي، باعتبار الأهداف السامية التي يعمل لتحقيقها، في ظل مناخ أفريقي متوتر يذهب ضحيته الأطفال الذين يجدون أنفسهم أمام صعوبات وتحديات تحول دون انخراطهم في عمليات التنمية الشاملة المستدامة في بلدانهم.

 ولا يمكن النظر إلى الأدوار التي تقوم بها شبكة البرلمانيين الأفارقة لتقييم التنمية، من دون أن نربطها بشعار (أفريقيا متصلة مستدامة وذات سيادة) الذي عقد تحته منتدى (الداخلة أفريقيا لوجستيك). كذلك يتعذر  إدماج الأطفال في تنمية أفريقيا، ما لم  نستوعب الأهداف البعيدة لهذه المؤتمرات في سياق عام واحد ينتظمها جميعاً .

وهذا هو المفهوم العلمي والمدلول العملي لجعل المغرب قطباً للإشعاع الأفريقي، بكل دلالات هذا التعبير الذي نراه وافياً بالقصد.  فلقد أرست بلادنا القواعد لإفريقيا المستقبل، عبر ترسيخها لركائز التعاون المشترك بين الدول الأفريقية، من أجل التنمية ذات الأبعاد المتعددة، التي تبدأ بالتربية المدنية للأطفال في إطار برلمانهم، الذي صار له منتدى يجمعه ، وتمكينهم من المشاركة في تنمية أفريقيا، وتمر عبر تعزيز فعالية السياسات العمومية وتطوير آليات التقييم لضمان حكامة شاملة ومستدامة على مستوى القارة ، ولا تنتهي بالاندماج الاقتصادي الأفريقي عبر اللوجستيك في مجالات النقل والتجارة الخارجية والاستثمار. لأن مجالات العمل الأفريقي المشترك واسعة التعدد .

وهكذا يواصل المغرب أداء الأدوار المتقدمة التي  تخدم حاضر أفريقيا و تبني مستقبله، لكونه صار، بحق وعن جدارة، قطباً للإشعاع الأفريقي، ومنصةً لبناء المستقبل المزدهر للقارة السمراء.
 



في نفس الركن