العلم:الرباط
تشهد العلاقات المغربية–الهندية منذ سنوات دينامية متصاعدة، تعكسها سلسلة من الزيارات والاتفاقيات التي جعلت من التعاون بين الرباط ونيودلهي نموذجاً متقدماً في الانفتاح على الشراكات المتعددة. فمنذ الزيارة الملكية إلى الهند سنة 2015 ولقاء جلالة الملك محمد السادس برئيس الوزراء ناريندرا مودي، أضحى التعاون الثنائي يسير بوتيرة متسارعة، يلامس مجالات الدفاع والصناعة والتجارة والتكنولوجيا.
تشهد العلاقات المغربية–الهندية منذ سنوات دينامية متصاعدة، تعكسها سلسلة من الزيارات والاتفاقيات التي جعلت من التعاون بين الرباط ونيودلهي نموذجاً متقدماً في الانفتاح على الشراكات المتعددة. فمنذ الزيارة الملكية إلى الهند سنة 2015 ولقاء جلالة الملك محمد السادس برئيس الوزراء ناريندرا مودي، أضحى التعاون الثنائي يسير بوتيرة متسارعة، يلامس مجالات الدفاع والصناعة والتجارة والتكنولوجيا.
وفي هذا السياق، يرتقب أن يقوم وزير الدفاع الهندي، راجناث سينغ، بزيارة رسمية إلى المملكة المغربية يومي 22 و23 من الشهر الجاري، بدعوة من عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني.
البرنامج الرسمي للزيارة يتضمن عقد اجتماعات ثنائية بين الجانبين ولقاءات موسعة على مستوى الوفود، لبحث سبل تقييم حصيلة التعاون الدفاعي ورسم آفاق جديدة. وستركز المباحثات على تطوير الصناعات الدفاعية المشتركة، وبناء القدرات، وتبادل الخبرات في مجال التكنولوجيا والتدريب العسكري.
وبحسب بيان للسفارة الهندية في الرباط، فإن الطرفين سيناقشان أيضاً قضايا أمنية ذات اهتمام مشترك، من بينها أمن البحار والتصدي للقرصنة البحرية، إلى جانب التمارين العسكرية المشتركة وتبادل التكوين بين الضباط المغاربة والهنود.
ومن أبرز محطات الزيارة المرتقبة، تدشين منشأة صناعية جديدة لشركة Tata Advanced Systems Ltd بمدينة برشيد (جهة الدار البيضاء–سطات)، مخصصة لإنتاج المدرعة ذات العجلات (WhAP 8×8) . هذا المشروع يعكس، وفق التمثيلية الدبلوماسية الهندية، عمق التناغم بين الصناعات الدفاعية في البلدين، ويجسد الالتزام المشترك بإنجاز مشاريع إنتاجية مشتركة.
المنشأة الجديدة ستوفر، بحسب المعطيات الرسمية، أكثر من 100 فرصة عمل لفائدة كفاءات مغربية خضعت لتكوين متخصص في الهند، على أن يتم تصنيع هذه المدرعات بشكل مشترك وبأيادٍ مغربية، ما يعزز القيمة المضافة الصناعية للمغرب في مجال الدفاع.
ولا يقتصر جدول الزيارة على التعاون الدفاعي فقط، إذ من المرتقب أن يجتمع الوزير الهندي مع رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة المغربي، لمناقشة آفاق أوسع للشراكة الصناعية والتجارية. المباحثات ستتناول قضايا مثل نقل التكنولوجيا، المشاريع المشتركة، وتوسيع الولوج إلى الأسواق، مع تركيز خاص على القطاعات الإستراتيجية التي تهم البلدين.
السفير الهندي بالرباط، سانجاي رانا، أكد أن الزيارة ستتوج بتوقيع اتفاقيات جديدة في المجال العسكري، مشدداً على أنها تشكل خطوة إضافية في مسار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وأبرز أن ما سيتم التوصل إليه يأتي في سياق دينامية متواصلة منذ سنة 2015، ويترجم الرغبة المشتركة في توسيع نطاق التعاون ليشمل مختلف المجالات.
وتعتبر هذه الزيارة، بما تتضمنه من تدشين مشاريع صناعية وتوقيع اتفاقيات جديدة، محطة نوعية في مسار العلاقات المغربية الهندية، إذ تؤكد أن الرباط ونيودلهي لا تكتفيان بمجرد تعاون تقليدي، بل تسعيان إلى بناء شراكة استراتيجية متكاملة تشمل الدفاع والأمن والصناعة والتجارة، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الاستقرار الإقليمي.