Quantcast
2025 أغسطس 5 - تم تعديله في [التاريخ]

المغرب‭ ‬يسير‭ ‬نحو‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬التنمية‭ ‬المجالية‭.. ‬نهاية‭ ‬زمن‭ ‬الفوارق‭ ‬وتفاوت‭ ‬السرعات‭

الأزرق‭:‬‭ ‬يجب‭ ‬تفعيل‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬التنمية‭ ‬لمواجهة‭ ‬‮«‬مغرب‭ ‬السرعتين‮»‬‭ ‬

الجعفري‭:‬‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬تدشن‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬لتوحيد‭ ‬سرعة‭ ‬النمو‭ ‬بين‭ ‬جهات‭ ‬المملكة


المغرب‭ ‬يسير‭ ‬نحو‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬التنمية‭ ‬المجالية‭.. ‬نهاية‭ ‬زمن‭ ‬الفوارق‭ ‬وتفاوت‭ ‬السرعات‭

العلم‭- ‬ليلى‭ ‬فاكر
 
في‭ ‬خطابه‭ ‬السامي‭ ‬بمناسبة‭ ‬عيد‭ ‬العرش‭ ‬المجيد‭ ‬لسنة‭ ‬2025،‭ ‬رسم‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬نصره‭ ‬الله‭ ‬ملامح‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬مغرب‭ ‬الغد‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬العدالة‭ ‬المجالية‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬الجهات،‭ ‬وعلى‭ ‬تجاوز‭ ‬منطق‭ ‬‮«‬مغرب‭ ‬السرعتين‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬عمّق‭ ‬الفوارق‭ ‬بين‭ ‬مراكز‭ ‬النمو‭ ‬والمناطق‭ ‬الهامشية‭.‬
 
وشدد‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬التفاوتات‭ ‬الترابية‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مقبولا‭ ‬في‭ ‬مغرب‭ ‬اليوم،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬التنموية‭ ‬أكثر‭ ‬نجاعة،‭ ‬وأشد‭ ‬ارتباطا‭ ‬بخصوصيات‭ ‬المجالات‭ ‬الترابية،‭ ‬مع‭ ‬إرساء‭ ‬دينامية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬تنزيل‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬للمملكة،‭ ‬في‭ ‬انسجام‭ ‬مع‭ ‬آليات‭ ‬الجهوية‭ ‬المتقدمة،‭ ‬والميثاق‭ ‬الجديد‭ ‬للاستثمار،‭ ‬وتحديات‭ ‬التوازن‭ ‬الديمغرافي‭ ‬والاجتماعي‭.‬
 
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أفاد‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الدكتور‭ ‬بدر‭ ‬الزاهر‭ ‬الأزرق‭ ‬أن‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬الأخير‭ ‬حمل‭ ‬إشارات‭ ‬واضحة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬إطلاق‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬التنمية،‭ ‬يوجه‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يُعرف‭ ‬بـ»المغرب‭ ‬العميق‮»‬،‭ ‬تعويضا‭ ‬عن‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الاختلالات‭ ‬المجالية‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تكريس‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬مغرب‭ ‬السرعتين‮»‬‭.‬
 
وأوضح‭ ‬الأزرق‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬اليوم‭ ‬يعيش‭ ‬مفارقة‭ ‬صارخة‭ ‬بين‭ ‬‮«‬مغرب‭ ‬الواجهة‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬نرى‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬الكبرى‭ ‬والقطارات‭ ‬الفائقة‭ ‬السرعة‭ ‬والمستشفيات‭ ‬الجامعية،‭ ‬و»مغرب‭ ‬الظل‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬والخدمات‭ ‬الأساسية،‭ ‬كمناطق‭ ‬آيت‭ ‬بوكماز‭ ‬ومسيرات‭ ‬العطش،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬‮«‬أصبح‭ ‬غير‭ ‬مقبول‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭.‬
 
وأكد‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التنمية‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬فقط‭ ‬بالبنيات‭ ‬الكبرى،‭ ‬بل‭ ‬تتطلب‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬شغل،‭ ‬وتحسين‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الطبقة‭ ‬المتوسطة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬القروي،‭ ‬مضيفاً‭ ‬أن‭ ‬الإشكال‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يوماً‭ ‬في‭ ‬نقص‭ ‬البرامج‭ ‬أو‭ ‬الاستراتيجيات،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬ضعف‭ ‬التنزيل‭ ‬والتفعيل،‭ ‬رغم‭ ‬توفر‭ ‬آليات‭ ‬كالميثاق‭ ‬الجديد‭ ‬للاستثمار،‭ ‬ومشروع‭ ‬الجهوية‭ ‬الموسعة،‭ ‬وتوصيات‭ ‬تقرير‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الجديد‭.‬
 
ولفت‭ ‬الأزرق‭ ‬إلىأن‭ ‬‮«‬المشكل‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬المقترحات،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬السرعة‭ ‬والفعالية‮»‬،‭ ‬مبرزاً‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بطئاً‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬مختلف‭ ‬المشاريع،‭ ‬ما‭ ‬يحرم‭ ‬المناطق‭ ‬الهامشية‭ ‬من‭ ‬ثمار‭ ‬التنمية‭. ‬وذكّر‭ ‬بأن‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬دعا‭ ‬منذ‭ ‬ثلاث‭ ‬أو‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬المقاولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬القروي،‭ ‬وخلق‭ ‬طبقة‭ ‬متوسطة،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تفعيل‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬اليوم‭.‬
 
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يستحضر‭ ‬خصوصية‭ ‬المناطق‭ ‬الهشة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التمييز‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬الاستثمار‭ ‬العمومي،‭ ‬وتعبئة‭ ‬الكفاءات‭ ‬المحلية‭ ‬وتعزيزها‭ ‬بكفاءات‭ ‬وطنية،‭ ‬كما‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬الجهوية‭ ‬الموسعة،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬مبدأ‭ ‬التضامن‭ ‬بين‭ ‬الجهات،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬قوي‭ ‬للحاق‭ ‬بركب‭ ‬التنمية‭.‬
 
وأبرز‭ ‬الأزرق‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬تجاوز‭ ‬الطابع‭ ‬الفلاحي‭ ‬الهش‭ ‬للعالم‭ ‬القروي،‭ ‬والانتقال‭ ‬إلى‭ ‬قطاعات‭ ‬واعدة‭ ‬مثل‭ ‬السياحة،‭ ‬والصناعات‭ ‬التحويلية‭ ‬والغذائية،‭ ‬والطاقات‭ ‬المتجددة،‭ ‬والصناعات‭ ‬الاستخراجية،‭ ‬معتبراً‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القطاعات‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬شغل‭ ‬وتنمية‭ ‬محلية‭ ‬متكاملة‭.‬
 
وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬مسألة‭ ‬‮«‬ضبط‭ ‬السرعة‮»‬‭: ‬سرعة‭ ‬التنزيل‭ ‬بين‭ ‬الجهات،‭ ‬وسرعة‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬الوزارات،‭ ‬وسرعة‭ ‬استجابة‭ ‬السياسات‭ ‬العمومية‭ ‬للتحديات‭ ‬الراهنة،‭ ‬خاصة‭ ‬ونحن‭ ‬نقترب‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2030،‭ ‬ومع‭ ‬نهاية‭ ‬الولاية‭ ‬الحكومية‭ ‬الحالية،‭ ‬واستعداد‭ ‬البلاد‭ ‬لاستحقاقات‭ ‬كبرى‭ ‬مثل‭ ‬تنظيم‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭.‬
 
وختم‭ ‬الأزرق‭ ‬تصريحه‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬التنموية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬وطنية‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم،‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬التمييز‭ ‬الإيجابي،‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬جهوية‭ ‬خاصة،‭ ‬تشمل‭ ‬إحداث‭ ‬وكالات‭ ‬لتنمية‭ ‬المناطق‭ ‬الجبلية‭ ‬والصحراوية،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬توفر‭ ‬إرادة‭ ‬سياسية‭ ‬قوية‭ ‬تترجم‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬فعلي‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬يراعي‭ ‬الإكراهات‭ ‬الديمغرافية،‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬والمناخية،‭ ‬والثقافية‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬اليوم‭ ‬معالم‭ ‬المغرب‭ ‬الجديد‭.‬
 
وفي‭ ‬نفس‭ ‬الإطار‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬محسن‭ ‬الجعفري،‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬السياسي‭ ‬والاستثمار،‭ ‬بأن‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬بمناسبة‭ ‬عيد‭ ‬العرش‭ ‬المجيد‭ ‬قد‭ ‬دشّن‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬تقليص‭ ‬الفوارق‭ ‬المجالية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬معالم‭ ‬سياسة‭ ‬عمومية‭ ‬تتوخى‭ ‬العدالة‭ ‬الترابية‭ ‬والمجالية،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬تسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬النمو‭ ‬بشكل‭ ‬منصف‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬جهات‭ ‬المملكة‭.‬
 
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬تفرض‭ ‬تفعيل‭ ‬مسؤولية‭ ‬جماعية،‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬المركزية،‭ ‬بل‭ ‬تمتد‭ ‬لتشمل‭ ‬الإدارة‭ ‬الترابية،‭ ‬والجماعات‭ ‬المحلية،‭ ‬وكذا‭ ‬الفاعلين‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬والأقاليم،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬حمل‭ ‬في‭ ‬طيّاته‭ ‬دعوة‭ ‬صريحة‭ ‬لتجاوز‭ ‬منطق‭ ‬التفاوتات‭ ‬البنيوية‭ ‬التي‭ ‬ظلت‭ ‬لعقود‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬التنموي‭.‬
 
ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬أبرز‭ ‬الجعفري‭ ‬أن‭ ‬الدينامية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬المملكة،‭ ‬والتي‭ ‬انعكست‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحولات‭ ‬هيكلية‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬لاسيما‭ ‬ارتفاع‭ ‬مساهمة‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬واتساع‭ ‬رقعة‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية،‭ ‬تُعد‭ ‬فرصة‭ ‬حقيقية‭ ‬لتوسيع‭ ‬قاعدة‭ ‬التنمية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬آثارها‭ ‬ظلت‭ ‬مركزة‭ ‬في‭ ‬الحزام‭ ‬الساحلي‭ ‬الممتد‭ ‬بين‭ ‬طنجة‭ ‬والجرف‭ ‬الأصفر‭.‬
 
وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التقدم‭ ‬الصناعي،‭ ‬يرى‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬أن‭ ‬المبادرات‭ ‬خارج‭ ‬هذا‭ ‬المحور‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬محتشمة،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬ترقَ‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬الإمكانات‭ ‬والموارد‭ ‬التي‭ ‬تزخر‭ ‬بها‭ ‬باقي‭ ‬جهات‭ ‬المملكة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستدعي‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬سياسات‭ ‬التموقع‭ ‬الصناعي‭ ‬ومقاربة‭ ‬الاستثمار‭ ‬الترابي‭.‬
 
في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬لفت‭ ‬الجعفري‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬المجالية‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬خيارًا،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة‭ ‬تفرضها‭ ‬التفاوتات‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬الدخل‭ ‬ومستويات‭ ‬العيش،‭ ‬مبرزًا‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬أقطاب‭ ‬تنموية‭ ‬جهوية‭ ‬ترتبط‭ ‬بمقدرات‭ ‬كل‭ ‬منطقة،‭ ‬وتعكس‭ ‬أولويات‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الجديد،‭ ‬وتستفيد‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬التجربة‭ ‬الناجحة‭ ‬بالأقاليم‭ ‬الجنوبية‭.‬
 
وتابع‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬الجنوبي‭ ‬قد‭ ‬أثبت‭ ‬فعاليته،‭ ‬لا‭ ‬فقط‭ ‬بفضل‭ ‬التمويل‭ ‬العمومي،‭ ‬وإنما‭ ‬أيضًا‭ ‬بفعل‭ ‬الانسجام‭ ‬الحاصل‭ ‬بين‭ ‬الإدارة‭ ‬الترابية‭ ‬والمنتخبين‭ ‬والنسيج‭ ‬المقاولاتي،‭ ‬وهي‭ ‬تجربة‭ ‬يمكن‭ ‬استنساخها‭ ‬وفق‭ ‬خصوصيات‭ ‬كل‭ ‬جهة،‭ ‬شرط‭ ‬توفر‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬والتنظيم‭ ‬المؤسساتي‭ ‬المناسب‭.‬
 
كما‭ ‬شدد‭ ‬الجعفري‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬نجاح‭ ‬مستقبلي‭ ‬لهذا‭ ‬الورش‭ ‬يتوقف‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬نوعية‭ ‬النخب‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬ستفرزها‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقبلة،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬اختيار‭ ‬كفاءات‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬ترجمة‭ ‬التوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬إلى‭ ‬مشاريع‭ ‬واقعية،‭ ‬عبر‭ ‬برلمانات‭ ‬ومجالس‭ ‬منتخبة‭ ‬ذات‭ ‬كفاءة‭ ‬ونجاعة‭.‬
 
واستطرد‭ ‬قائلاً‭ ‬إن‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬توجيهًا‭ ‬عامًا،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬بمثابة‭ ‬مقياس‭ ‬جديد‭ ‬للسرعة‭ ‬التنموية،‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬انسجامًا‭ ‬بين‭ ‬التخطيط‭ ‬المركزي‭ ‬والتنزيل‭ ‬الترابي،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تحديات‭ ‬متزايدة‭ ‬ترتبط‭ ‬بالتحولات‭ ‬الديمغرافية،‭ ‬وتقلص‭ ‬اليد‭ ‬العاملة،‭ ‬والتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬والرهانات‭ ‬الطاقية‭ ‬والرقمية‭.‬
 
وختم‭ ‬تصريحه‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬تتطلب‭ ‬تحولاً‭ ‬في‭ ‬منطق‭ ‬العمل‭ ‬العمومي،‭ ‬قائمًا‭ ‬على‭ ‬الالتقائية‭ ‬بين‭ ‬الاستراتيجيات،‭ ‬والمساءلة‭ ‬حول‭ ‬الأثر،‭ ‬وتسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬الإنجاز،‭ ‬حتى‭ ‬يسير‭ ‬قطار‭ ‬التنمية‭ ‬بالمملكة‭ ‬على‭ ‬سكة‭ ‬موحدة‭ ‬لا‭ ‬تترك‭ ‬أي‭ ‬منطقة‭ ‬خلف‭ ‬الركب‭.

              

















MyMeteo




Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار