2024 فبراير 13 - تم تعديله في [التاريخ]

المغرب‭ ‬يعد‭ ‬العدة‭ ‬لمواجهة‭ ‬موجة‭ ‬الجفاف‭ ‬وصعوبات‭ ‬الإمدادات‭ ‬من‭ ‬القمح‭ ‬بأنواعه

الحكومة‭ ‬تضاعف‭ ‬الجهود‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مخزون‭ ‬استراتيجي‭ ‬من‭ ‬القمح‭ ‬اللين‭ ‬لتأمين‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬قنطار


العلم الإلكترونية - عزيز اجهبلي 

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬التساقطات‭ ‬المطرية‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬ستحدث‭ ‬انفراجات‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬اجتماعيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬وفلاحيا،‭ ‬لأن‭ ‬المغرب‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬المعقدة‭ ‬المرتبطة‭ ‬بموجة‭ ‬الجفاف‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬التأثير‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يخلفه‭ ‬الحظر‭ ‬الأوروبي‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭ ‬النفطية‭ ‬الروسية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الصعوبات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بإمداداتها‭ ‬من‭ ‬الحبوب‭ ‬وخاصة‭ ‬القمح‭ ‬بأنواعه‭.‬
 
وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬المعقدة،‭ ‬تسلط‭ ‬البيانات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الأخيرة‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬واردات‭ ‬القمح‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭. ‬ويتغذى‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬للتعويض‭ ‬عن‭ ‬التراجع‭ ‬في‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية‭ ‬الوطنية‭. ‬
 
ووفقا‭ ‬لإحصاءات‭ ‬رسمية،‭ ‬فإن‭ ‬واردات‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬القمح‭ ‬زادت‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬20٪‭ ‬مقارنة‭ ‬بالسنة‭ ‬الماضية،‭ ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬الضرورة‭ ‬الملحة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬بها‭ ‬البلاد‭ ‬لضمان‭ ‬إمدادات‭ ‬مستقرة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المورد‭ ‬الحيوي‭.‬
 
وتم‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬حكومية‭ ‬جديدة‭ ‬لتكوين‭ ‬مخزون‭ ‬استراتيجي‭ ‬من‭ ‬القمح‭ ‬اللين‭ ‬بهدف‭ ‬ضمان‭ ‬تأمين‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬قنطار‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭. ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬خلقها‭ ‬الانخفاض‭ ‬النسبي‭ ‬في‭ ‬الأسعار،‭ ‬مما‭ ‬يوفر‭ ‬سياقا‭ ‬مناسبا‭ ‬لإنشاء‭ ‬التخزين‭ ‬الاستراتيجي‭.‬
 
ويكثف‭ ‬المكتب‭ ‬الوطني‭ ‬المهني‭ ‬للحبوب‭ ‬والقطاني‭ (‬ONICL‭) ‬جهوده‭ ‬لتكوين‭ ‬مخزون‭ ‬استراتيجي‭ ‬من‭ ‬القمح‭ ‬اللين‭. ‬وبالفعل،‭ ‬فقد‭ ‬كشف‭ ‬الأخير‭ ‬للتو‭ ‬عن‭ ‬تطبيق‭ ‬نظام‭ ‬جديد‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬إنشاء‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬المخزون‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المستوردين‭. ‬ويؤدي‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬إلى‭ ‬منح‭ ‬مكافأة‭ ‬تخزين‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مكافأة‭ ‬استيراد‭ ‬بمعدل‭ ‬ثابت‭. ‬والهدف‭ ‬هو‭ ‬تأمين‭ ‬احتياطي‭ ‬قدره‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬قنطار‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭. ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬عملية‭ ‬التخزين‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬الثالثة‭ ‬التي‭ ‬يطلقها‭ ‬المكتب‭ ‬الوطني‭ ‬المهني‭ ‬للحبوب‭ ‬والقطاني‭.‬
 
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬تغطي‭ ‬الحكومة‭ ‬الآن‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬التكاليف‭ ‬المرتبطة‭ ‬بإنشاء‭ ‬مخزونات‭ ‬القمح‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المستوردين،‭ ‬وهي‭ ‬ممارسة‭ ‬يفترضها‭ ‬المستوردون‭ ‬تقليديًا‭. ‬ويهدف‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬تعزيز‭ ‬الواردات‭ ‬وتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬للبلاد‭.‬
 
ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الحكومية،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬مخاوف‭ ‬داخل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬لمطاحن‭ ‬الدقيق‭. ‬والواقع‭ ‬أن‭ ‬الظروف‭ ‬الجوية،‭ ‬التي‭ ‬اتسمت‭ ‬بالجفاف‭ ‬المستمر،‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭.‬
 
ولا‭ ‬يكفي‭ ‬المخزون‭ ‬الوطني‭ ‬المتوفر‭ ‬حالياً‭ ‬سوى‭ ‬لشهرين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الاستهلاك،‭ ‬مما‭ ‬يثير‭ ‬المخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬كفاية‭ ‬إمدادات‭ ‬القمح‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬التوزيع‭ ‬غير‭ ‬المتوازن‭ ‬بين‭ ‬المستوردين‭ ‬يخلق‭ ‬تفاوتات‭ ‬في‭ ‬إمدادات‭ ‬القمح،‭ ‬مما‭ ‬يبرز‭ ‬التحديات‭ ‬اللوجستية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بهذا‭ ‬الوضع‭.‬
 
ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬زيادة‭ ‬واردات‭ ‬القمح‭ ‬ليست‭ ‬سوى‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬استجابة‭ ‬المغرب‭ ‬للأزمة‭ ‬الزراعية‭ ‬المستمرة‭. ‬وتقوم‭ ‬البلاد‭ ‬أيضًا‭ ‬بتنفيذ‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬تدابير‭ ‬التكيف‭ ‬والتخفيف‭ ‬لدعم‭ ‬الفلاحين‭ ‬المحليين‭ ‬لمنع‭ ‬حدوث‭ ‬أزمة‭ ‬غذائية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنتشر‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭. ‬وتشمل‭ ‬هذه‭ ‬التدابير‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬التقنيات‭ ‬الزراعية‭ ‬المبتكرة،‭ ‬وبرامج‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المياه،‭ ‬والحوافز‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تشجيع‭ ‬تنويع‭ ‬المحاصيل‭ ‬وتعزيز‭ ‬قدرة‭ ‬البوادي‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الصدمات‭ ‬المناخية‭.‬



في نفس الركن