العلم
في لحظة تعكس التحول الاستراتيجي العميق الذي يشهده الاقتصاد المغربي داخل القارة الإفريقية، كشف التصنيف السنوي لمنصة «أفريكان بيزنس « لأفضل 100 بنك في إفريقيا لعام 2025 عن حضور لافت للبنوك المغربية ضمن المراكز المتقدمة.
في لحظة تعكس التحول الاستراتيجي العميق الذي يشهده الاقتصاد المغربي داخل القارة الإفريقية، كشف التصنيف السنوي لمنصة «أفريكان بيزنس « لأفضل 100 بنك في إفريقيا لعام 2025 عن حضور لافت للبنوك المغربية ضمن المراكز المتقدمة.
وأظهر التصنيف أن منطقة شمال إفريقيا تمتلك العمق الأكبر في القطاع البنكي الإفريقي، مع تموقع المغرب ومصر على رأس القائمة، إذ تصدر البنك الوطني المصري الترتيب برأسمال من الفئة الأولى بلغ 7.3 مليار دولار، يليه مباشرة التجاري وفا بنك المغربي برأسمال 6.2 مليار دولار، ثم البنك المركزي الشعبي برأسمال 5.2 مليار دولار، فيما حل بنك مصر برأسمال 4.8 مليار دولار.
ورغم أن الاقتصاد المصري يفوق نظيره المغربي بأكثر من الضعف ويضم عدد سكان يتجاوز ثلاثة أضعاف سكان المغرب، فإن البنوك المغربية تمكنت من تحقيق حضور استراتيجي وازن في القارة عبر سياسة توسع ذكية، انطلقت من غرب إفريقيا الفرنكوفونية ووصلت إلى أسواق أعمق في وسط وشرق القارة، ما عزز مداخيلها وساهم في توسيع روابطها الاقتصادية داخل المجال الإفريقي.
وفي سياق الأداء المالي، أعلن البنك الشعبي عن تحقيق صافي ربح في النصف الأول من عام 2025 بلغ 3.5 مليار درهم (386 مليون دولار)، بزيادة16.8 في المائة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، في حين ارتفع صافي الدخل إلى 2.9 مليار درهم (320 مليون دولار) بزيادة 12.8 في المائة، ويستند جزء مهم من هذا النمو إلى حضور البنك في 32 دولة، بينها 18 دولة إفريقية، مما مكنه من تكوين قاعدة زبناء تناهز 10 ملايين عميل. كما واصل بنك إفريقيا تعزيز انتشاره في 32 سوقًا، مما رفع موقعه داخل المشهد البنكي القاري.
من جهته، حقق بنك CIH قفزة نوعية داخل التصنيف بعدما انتقل من الرتبة 20 سنة 2024 إلى الرتبة 13، عقب رفع رأسماله من 691 مليون دولار إلى 1.1 مليار دولار، وتحقيق صافي ربح بلغ 966 مليون درهم (96.6 مليون دولار) بارتفاع 24.3 في المائة، ووفق المنصة، يستعد البنك لمواصلة توسعه عبر زيادة رأسماله بـ 1.5 مليار درهم (161 مليون دولار) من خلال إصدار أسهم جديدة مع الحفاظ على حقوق المساهمين الحاليين.
وفي الجانب المصري، سجل كل من البنك الوطني المصري وبنك مصر تراجعًا في رأس المال خلال العام الماضي، بينما حققت بنوك أخرى نموًا محدودًا، أبرزها البنك العربي الإفريقي الدولي الذي ارتفع رأسماله من 2 مليار دولار إلى 2.3 مليار دولار مدفوعًا بتوسع مهم في دول الخليج وافتتاح أول فرع له في السعودية.
أما في الجزائر، فقد واصلت البنوك الحكومية تعزيز حضورها ضمن المراكز الأولى، إذ حل البنك الخارجي الجزائري والبنك الوطني الجزائري في المرتبتين الخامسة والسادسة، مع ارتفاع عدد البنوك الجزائرية ضمن قائمة المئة الأوائل إلى ثمانية بنوك مقارنة بأربعة فقط سنة 2022.
وفي تونس، جاء البنك الوطني الفلاحي ضمن قائمة أفضل عشرين بنكًا في شمال إفريقيا، محتلاً المرتبة 20 برأسمال بلغ 694 مليون دولار، في أداء يعكس صلابة جزء من القطاع البنكي التونسي رغم التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد.