2025 يونيو/جوان 16 - تم تعديله في [التاريخ]

النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬الملاذ‭ ‬الآمن‭ ‬لجبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬الإرهابية‭ ‬


العلم الالكترونية‭: ‬الرباط
تواترت‭ ‬التقارير‭ ‬الصحافية‭ ‬عن‭ ‬انخراط‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬الانفصالية‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬بمنطقة‭ ‬الساحل،‭ ‬وذلك‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬تقارير‭ ‬استخباراتية،‭ ‬منها‭ (‬مركز‭ ‬أليسون‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭) ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬و‭(‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬للاستخبارات‭) ‬في‭ ‬مدريد،‭ ‬وتجمع‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬عناصر‭ ‬متطرفة‭ ‬تنتمي‭ ‬للجبهة‭ ‬الانفصالية‭ ‬الناشطة‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬في‭ ‬الجزائر،‭ ‬قد‭ ‬انضمت‭ ‬إلى‭ ‬تنظيمات‭ ‬إرهابية‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ (‬القاعدة‭) ‬و‭(‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭/‬داعش‭). ‬وجاء‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬نشره‭ ‬الخبير‭ ‬الأمني‭ ‬الأمريكي‭ ‬روبرت‭ ‬جرينواي‮ ‬‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ (‬تي‭. ‬دايلي‭ ‬سيجنال‭)‬،‭ ‬أن‭ ‬مقاتلي‭ ‬البوليساريو‭ ‬يستخدمون‭ ‬طائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬إيراني،‭ ‬يتشاركون‭ ‬ممرات‭ ‬صحراوية‭ ‬مع‭ ‬قوافل‭ ‬الإمداد‭ ‬الخاصة‭ ‬بالوكلاء‭ ‬الروس‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تغذي‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ . ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤشر‭ ‬لتفاقم‭ ‬التهديدات‭ ‬بضرب‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الأطلسية‭ ‬الأفريقية،‭ ‬والذي‭ ‬يؤكد‭ ‬تورط‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬حمايته‭ ‬للإرهاب،‭ ‬باعتباره‭ ‬ملاذاَ‭ ‬آمناً‭ ‬لجبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬الإرهابية،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتحرك‭ ‬إلا‭ ‬تحت‭ ‬مراقبة‭ ‬جهاز‭ ‬الاستخبارات‭ ‬العسكرية‭ ‬للجيش‭ ‬الجزائري‭.‬

ويذهب‭ ‬المراقبون‭ ‬المطلعون‭ ‬على‭ ‬خفايا‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجبهة‭ ‬الانفصالية‭ ‬تعتمد‭ ‬أساساً‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬دعائم‭ ‬توفرها‭ ‬لها‭ ‬الجزائر،‭ ‬أولاها‭ ‬دعم‭ ‬عسكري‭ ‬ولوجيستي‭ ‬إيراني‭ ‬عبر‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني،‭ ‬وثانيتها‭ ‬شبكة‭ ‬نفوذ‭ ‬روسية‭ ‬متنامية،‭ ‬وثالثتها‭ ‬اقتصاد‭ ‬غير‭ ‬مشروع‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬التجارة‭ ‬في‭ ‬المخدرات‭ ‬وفي‭ ‬التهريب‭ ‬وفي‭ ‬البشر‭.‬

على‭ ‬هذا‭ ‬الأساس،‭ ‬يكون‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري،‭ ‬الذي‭ ‬يحتضن‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬ويؤازرها‭ ‬ويدعمها،‭ ‬راعياً‭ ‬للإرهاب،‭ ‬بكل‭ ‬دلالات‭ ‬الكلمة‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬تهديدات‭ ‬مباشرة‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية،‭ ‬ويحول‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬إلى‭ ‬بؤرة‭ ‬للإرهاب‮ ‬‭ ‬تحت‭ ‬سمع‭ ‬النظام‭ ‬الحاكم‭ ‬وبصره‭ .‬

إن‭ ‬الانفصاليين‭ ‬المرتزقة‭ ‬الذين‭ ‬خانوا‭ ‬أرض‭ ‬الآباء‭ ‬و‭ ‬الأجداد‭ ‬وباعوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬لحكام‭ ‬الجزائر‭ ‬رعاة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬محتجزون‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لهم‭ ‬ممارسة‭ ‬أي‮ ‬‭ ‬نشاط‭ ‬إرهابي‭ ‬خارج‭ ‬الإطار‭ ‬المرسوم‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬ضباط‭ ‬الاستخبارات‭ ‬العسكرية‭ ‬الجزائرية،‭ ‬وليس‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬يخرجوا‭ ‬عن‭ ‬الطوق‭ ‬المضروب‭ ‬حولهم،‭ ‬فإذا‭ ‬تحركوا،‭ ‬بهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬ترصدها‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬فسيكون‭ ‬ذلك‭ ‬بتخطيط‭ ‬استخباراتي‭ ‬جزائري‭ . ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يقطع‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬الجزائري‭ ‬ضليع‭ ‬في‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الإرهابيين،‭ ‬و‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬بصريح‭ ‬العبارة،‭ ‬انخراط‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬ودعمه‭ ‬للجماعات‭ ‬الجهادية‭ ‬القتالية،‭ ‬ومنها‭ ‬القاعدة‭ ‬وداعش‭ ‬المهددتان‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬شتى‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والقارة‭ ‬الأفريقية‭ .‬

والسؤال‭ ‬الآن،‭ ‬كيف‭ ‬تكون‭ ‬جمهورية‭ ‬الوهم‭ ‬التي‭ ‬أسستها‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو،‭ ‬عضواَ‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي،‭ ‬والحال‭ ‬أنها‭ ‬ضليعة‭ ‬في‭ ‬الإرهاب‭ ‬الإقليمي‭ ‬؟

لقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لطرح‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‮ ‬،‭ ‬وعلى‭ ‬دول‭ ‬نافذة‮ ‬،للاعتراف‭ ‬بجبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬كتهديد‭ ‬حقيقي‭ ‬يعمل‭ ‬كوكيل‭ ‬لأطراف‭ ‬معادية‭ .‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬الراعي‭ ‬للإرهاب‭ ‬في‭ ‬منجاة‭ ‬من‭ ‬الإدانة‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭.‬



في نفس الركن