2024 مارس 19 - تم تعديله في [التاريخ]

النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬ينتهك‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬وفي‭ ‬عموم‭ ‬البلاد‭ ‬ويتحدى‭ ‬العالم


العلم الإلكترونية - الرباط 

‬تجدد‭ ‬طرح‭ ‬قضية‭ ‬انتهاك‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‮ ‬،‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬55‭ ‬لمجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ ‬التابع‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬حين‭ ‬استنكرت‭ ‬منظمتان‭ ‬غير‭ ‬حكوميتين‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الجسيمة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬،‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬المتحدثين‭ ‬باسم‭ ‬الشبكة‭ ‬الأفريقية‭ ‬للتنمية‭ ‬والحكامة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬،‭ ‬ومنظمة‭ (‬إل‭ ‬سينا‭ ‬كولو‭)‬،‭ ‬خلال‭ ‬النقاش‭ ‬العام‭ ‬‮ ‬الخاص‭ ‬بتحديث‭ ‬تقرير‭ ‬المفوض‭ ‬السامي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية‭ ‬لمجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬وقد‭ ‬أجمع‭ ‬المتحدثان‭ ‬باسم‭ ‬المنظمتين‭ ‬في‭ ‬كلمتيهما،‭ ‬على‭ ‬التنديد‭ ‬بصمت‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أمام‭ ‬الفظائع‭ ‬الرهيبة‭ ‬المرتكبة‭ ‬دون‭ ‬عقاب‭ ‬ضد‭ ‬المواطنين‭ ‬المغاربة‭ ‬الصحراويين‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬العار‭ ‬والبؤس‭ ‬والقهر‭ ‬والإرهاب،‭ ‬تحت‭ ‬نفوذ‭ ‬ميليشيات‭ ‬البوليساريو‭ ‬الإنفصالية‭ ‬والجيش‭ ‬الجزائري‭ ‬بقيادة‭ ‬ضباط‭ ‬من‭ ‬الاستخبارات‭ ‬العسكرية‭ ‬الجزائرية‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬استنكرت‭ ‬المنظمتان‭ ‬غير‭ ‬الحكوميتين،‭ ‬بقوة‭ ‬‮ ‬تمادي‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬الحاضن‭ ‬والداعم‭ ‬و‭ ‬المؤازر‭ ‬للجبهة‭ ‬الانفصالية،‭ ‬والتغاضي‭ ‬الدولي‭ ‬عن‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الخطيرة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬الدولة‭ ‬الجزائرية،‭ ‬دون‭ ‬حسيب‭ ‬أو‭ ‬رقيب،‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬سكان‭ ‬المخيمات‭ ‬من‭ ‬مواطنينا‭ ‬الذين‭ ‬لُعب‭ ‬بهم‭ ‬وخدعوا‭ ‬و‭ ‬فرض‭ ‬عليهم،‭ ‬بالإكراه‭ ‬والإرهاب،‭ ‬الفرار‭ ‬من‭ ‬أراضيهم،‭ ‬إلى‭ ‬ولاية‭ ‬تندوف‭ ‬التابعة‭ ‬للتراب‭ ‬الجزائري،‭ ‬لينزلوا‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬البؤس‭ ‬باعتبارهم‭ ‬لاجئين،‭ ‬وماهم‭ ‬بلاجئين‭ ‬،‭ ‬وإنما‭ ‬هم‭ ‬محتجزون‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬إرادتهم‭.‬
 
‮ ‬وليست‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تطرح‭ ‬فيها‭ ‬قضية‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬سواء‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بجنيف،‭ ‬أو‭ ‬أمام‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بحيث‭ ‬عرف‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬الأوضاع‭ ‬المزرية‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬المواطنون‭ ‬المغاربة‭ ‬الصحراويون‭ ‬المحتجزون‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬لا‭ ‬تليق‭ ‬بالبشر،‭ ‬تحت‭ ‬الرقابة‭ ‬المشددة‭ ‬للجيش‭ ‬الجزائري‭ ‬ومعه‭ ‬قيادات‭ ‬البوليساريو‭ ‬المجرمون‭ ‬الطغاة‭. ‬ففي‭ ‬‮ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬‮ ‬كشفت‭ ‬السيدة‭ ‬منى‭ ‬الوزاني‭ ‬مستشارة‭ ‬البعثة‭ ‬الدائمة‭ ‬للمغرب‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬تدخل‭ ‬لها‭ ‬أمام‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬المختصة‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬عن‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬الجزائر‭ ‬ضد‭ ‬سكان‭ ‬المخيمات‭ ‬بولاية‭ ‬تندوف‭ ‬،‭ ‬فقالت‭ ‬في‭ ‬عبارات‭ ‬قوية‭ (‬إن‭ ‬وضعية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬أفضل‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬وفي‭ ‬مخيماتها‭ ‬بتندوف‭). ‬وتوجهت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬بالسؤال‭ ‬إلى‭ ‬المندوب‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬الأممية‭ (‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬بلادكم‭ ‬منشغلة‭ ‬حقاً‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحمايتها،‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬بشيء‭ ‬يذكر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحسين‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ (‬أي‭ ‬الدولة‭ ‬الجزائرية‭) ‬الحاضنة‭ ‬لها،‭ ‬استجابة‭ ‬لقرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬على‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬تواصل‭ ‬انتهاك‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الأساس‭ ‬للسكان‭ ‬المحتجزين‭ ‬رغماً‭ ‬عن‭ ‬إرادتهم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المخيمات؟‭). ‬فبهت‭ ‬المندوب‭ ‬وسكت‭ ‬فلم‭ ‬يجد‭ ‬ما‭ ‬يرد‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬أفحمته‭ ‬بالحجة‭.‬
 
والكلام‭ ‬عن‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يرتبط‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬الانتهاكات‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬عموم‭ ‬التراب‭ ‬الجزائري،‭ ‬لأن‭ ‬ضباط‭ ‬الأمن‭ ‬العسكري‭ ‬من‭ ‬قيادات‭ ‬الاستخبارات‭ ‬العسكرية‭ ‬الجزائرية،‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يشرفون‭ ‬على‭ ‬الانتهاكات‭ ‬والاعتداءات‭ ‬الجنسية‭ ‬والاغتصاب‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬في‭ ‬المخيمات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قيادات‭ ‬الجماعة‭ ‬الانفصالية،‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬المدعو‭ ‬إبراهيم‭ ‬غالي،‭ ‬وجرائم‭ ‬الإعدام‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬القانون،‭ ‬وجرائم‭ ‬التعذيب‭ ‬الذي‭ ‬يمارس‭ ‬على‭ ‬المنشقين‭ ‬عن‭ ‬قيادة‭ ‬البوليساريو‭ ‬الفاسدة‭ ‬في‭ ‬المخيمات‭. ‬فالنظام‭ ‬الجزائري‭ ‬هو‭ ‬المتورط‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬متورط‭ ‬في‭ ‬‮ ‬انتهاكات‭ ‬جسيمة‭ ‬المرتكبة‭ ‬ضد‭ ‬المواطنين‭ ‬الجزائريين‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬الأراضي‭ ‬الجزائرية‭. ‬‮ ‬فالجيش‭ ‬الجزائري‭ ‬إذن،‭ ‬وهو‭ ‬يشرف‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الفظائع‭ ‬الرهيبة‭ ‬،‭ ‬مسؤول‭ ‬كامل‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬تتواصل‭ ‬في‭ ‬المخيمات‭ ‬السكنية‭ ‬الخمسة‭ ‬التي‭ ‬يتفشى‭ ‬فيها‭ ‬البؤس،‭ ‬والمطوقة‭ ‬بالكامل‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الجيش‭ ‬الجزائري،‭ ‬والتي‭ ‬يعيش‭ ‬فيها‭ ‬مواطنونا‭ ‬الصحراويون‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أشرس‭ ‬أنواع‭ ‬القمع‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬قيادة‭ ‬البوليساريو‭ ‬والجيش‭ ‬الجزائري‭ .‬
 
إن‭ ‬استمرار‭ ‬وضعية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬وفي‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬على‭ ‬ترابها،‭ ‬تمثل‭ ‬وصمة‭ ‬عار‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتحرك،‭ ‬بالقدر‭ ‬الكافي،‭ ‬لوقف‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭. ‬وحان‭ ‬الوقت‭ ‬لتحرك‭ ‬المنظمات‭ ‬الأممية‭ ‬المعنية،‭ ‬من‭ ‬المفوضية‭ ‬السامية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬إلى‭ ‬المفوضية‭ ‬السامية‭ ‬للاجئين،‭ ‬إلى‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭. ‬



في نفس الركن