2024 فبراير 16 - تم تعديله في [التاريخ]

النمر والتنمر على الفنان نعمان لحلو.. غاب الحياء وفتح باب التفاهة على مصراعيه فصارت الأعراض تباع بكثرة المشاهدات


*العلم الإلكترونية: إيطاليا – عبد اللطيف الباز*

الفنان المثقف نعمان لحلو، استضافه برنامج تليفزيوني، للحديث عن سيرته وعن نفسه (كما فهمت)، وسرد حكاية قال فيها ان ذات يوم غنى لنمر سيبيري حتى جاءه النعاس، وهذه حقيقة كما ظهرت في الفيديو الذي نشره لاحقا!

لكن جانبا من المغاربة سامحهم الله، بحسهم المتنمر، تركوا كل القضايا التي تهم الرأي العام، ولم يتوقفوا عند الواقعة الطريفة بشكل إيجابي، بل وجدوها فرصة للنيل من الرجل وجعله مادة للسخرية بشكل انتقائي..

نتفهم طبيعة مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتمد بشكل أساسي على التنذر وصناعة الـ"BUZZ"، لكن أن ينصرف الجمهور إلى مواضيع تافهة، ويترك كل ما حكاه الفنان جانبا، ليُصيبوه بسهامهم السامة، فقط، لأنهم يرونه متميزا عنهم أو ربما يفوق كثيرا منهم ثقافة وتجربة وخبرة في الحياة وفي مجاله أيضاَ ووووو...

قد لا يكون الفنان محبوبا لدى كثيرين، وهذا حقهم والأذواق لا تناقش، لكن ما الذي يضرهم من لحظة بوح عابرة يستأنس بها جمهور يضع الموسيقار المغربي في مرتبة رموز الغناء المغربي الهادف؟! ويهمهم جدا معرفة تفاصيل حياته كما يرويها، يستفيدون منها أو يستمتعون بها!

بعد هذا، من حقنا على المتنمرين أن يجيبونا عن سؤال: هل أشفوا غليلهم بعد هذا التسفيه الذي تعرض له الفنان؟ وهل هذا الزمن لم يعد فيه متسع للرموز؟ وهل علينا أن نجعل الناس تعساء إذا ما قرروا يوماً أن يتقاسموا معنا لحظة من لحظات فرحهم العابرة؟ 

خِتَامًا، يجب أن ندعو جميعا إلى تسريع وتيرة تخليق الفضاء الرقمي، وجعله في وعاء القانون لا خارجه. 



في نفس الركن