2025 نونبر 20 - تم تعديله في [التاريخ]

النموذج‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬عوض‭ ‬التوجس‭ ‬التعاون‭ ‬بدل‭ ‬العزلة


العلم

في‭ ‬المنتدى‭ ‬السنوي‭ ( ‬المغرب‭ ‬الدبلوماسي‭ /‬الصحراء‭ ) ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬بمدينة‭ ‬الداخلة‭ ‬،‭ ‬أوضح‭ ‬عمر‭ ‬هلال‭ ‬السفير‭ ‬الممثل‭ ‬الدائم‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬تتجسد‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬شراكات‭ ‬استراتيجية‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬والاستثمارات‭ ‬والالتزام‭ ‬بالعمل‭ ‬الإنساني‭ ‬،‭ ‬خاصة‭ ‬داخل‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭ . ‬وأضاف‭ ‬السفير‭ ‬هلال‭ ‬في‭ ‬مداخلة‭ ‬له‭ ‬،‭ ‬إن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬فلسفة‭ ( ‬العمل‭ ) ‬و‭ ( ‬الفعل‭ ‬الملموس‭ ) ‬،‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭ ‬مساراً‭ ‬استثنائياً‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭ . ‬وهذه‭ ‬الفلسفة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬الواقعية‭ ‬في‭ ‬التنظير‭ ‬و‭ ‬التطبيق‭ ‬،‭ ‬والفعالية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المستجدات‭ ‬وفي‭ ‬استشراف‭ ‬المستقبل‭ ‬،‭ ‬تشكل‭ ‬إحدى‭ ‬الركائز‭ ‬الثابتة‭ ‬للنموذج‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬،‭ ‬وأحد‭ ‬المقومات‭ ‬الراسخة‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬عوض‭ ‬التوجس‭ ‬،‭ ‬وعلى‭ ‬التعاون‭ ‬بدل‭ ‬العزلة‭ ‬،‭ ‬وعلى‭ ‬الاستدامة‭ ‬بديلاً‭ ‬عن‭ ‬الانتهازية‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬كأساس‭ ‬لأية‭ ‬علاقة‭ ‬دولية‭ .‬
 
إن‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬الرئيسَة‭ ‬،‭ ‬وتلك‭ ‬الدعائم‭ ‬القوية‭ ‬،‭ ‬هي‭ ‬المصادر‭ ‬الدائمة‭ ‬للدينامية‭ ‬الفاعلة‭ ‬والنجاعة‭ ‬المؤثرة‭ ‬اللتين‭ ‬تتميز‭ ‬بهما‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬تراكم‭ ‬النجاحات‭ ‬وتحقق‭ ‬المنجزات‭ ‬وتترجم‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬المتبصرة‭ ‬والحكيمة‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬حقائق‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬تعزز‭ ‬الموقف‭ ‬المغربي‭ ‬حيال‭ ‬مجمل‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬المعالجة‭ ‬الذكية‭ ‬والجادة‭ ‬،‭ ‬وتستوجب‭ ‬قدراً‭ ‬عالياً‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭ ‬والرصانة‭ ‬وبعد‭ ‬النظر‭ .‬
 
وبهذه‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الواقعية‭ ‬و‭ ‬الناجعة‭ ‬والفاعلة‭ ‬،‭ ‬استطاع‭ ‬المغرب‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬أهداف‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للمملكة‭ ‬،‭ ‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬العليا‭ ‬للدولة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬ويصل‭ ‬إلى‭ ‬إقناع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬،‭ ‬بعدالة‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية‭ ‬المركزية‭ ‬لبلادنا‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤكده‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬2797‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬بتاريخ‭ ‬31‭ ‬أكتوبر‭ ‬2025‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬كرس‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬باعتباره‭ ‬الحل‭ ‬الأكثر‭ ‬جدوى‭ ‬للنزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ .‬
 
فمن‭ ‬خلال‭ ‬إرساء‭ ‬قواعد‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬عوض‭ ‬التوجس‭ ‬،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬بدل‭ ‬العزلة‭ ‬والانكفاء‭ ‬على‭ ‬الذات‭ ‬،‭ ‬وترسيخ‭ ‬أسس‭ ‬الاستدامة‭ ‬بديلاً‭ ‬عن‭ ‬الانتهازية‭ ‬،‭ ‬استطاع‭ ‬المغرب‭ ‬أن‭ ‬يشق‭ ‬طريقه‭ ‬ويواصل‭ ‬عمله‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات‭ ‬،‭ ‬إقليمياً‭ ‬وقارياً‭ ‬ودولياً‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الذي‭ ‬رسمه‭ ‬حينما‭ ‬قدم‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬إلى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2007‭ .‬
 
وتلك‭ ‬هي‭ ‬تجليات‭ ‬النموذج‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬،‭ ‬ومقومات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬والعناصر‭ ‬الرئيسَة‭ ‬لفلسفة‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬الحكيمة‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬الطي‭ ‬النهائي‭ ‬لملف‭ ‬الصحراء‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ . ‬فهذه‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬المستنيرة‭ ‬،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬صنعت‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬31‭ ‬أكتوبر‭ ‬سنة‭ ‬2025‭ ‬،‭ ‬وستصنع‭ ‬،‭ ‬بعون‭ ‬الله‭ ‬وتوفيقه‭ ‬،‭ ‬مرحلة‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬والوطنية‭ ‬،‭ ‬وصمودها‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬كل‭ ‬محاولة‭ ‬لإعادة‭ ‬عجلة‭ ‬المسار‭ ‬الجديد‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ .‬
 



في نفس الركن