العلم الإلكترونية - محمد كماشين
شهدت قاعة السعادة يوم الجمعة 4 يوليو 2025 تنظيم الملتقى الجهوي حول "المهندس المغربي فاعل أساسي في أوراش التنمية الوطنية"، بحضور بارز للأخ الأمين العام لحزب الاستقلال، الأستاذ نزار بركة، ورئيس رابطة المهندسين الاستقلاليين، الأستاذ عزيز هلالي، وأعضاء المكتب الوطني للرابطة ، وفروعها بالجهة، بالإضافة إلى مفتش الحزب بالعرائش الأخ حسن عامر ، و ممثل عن مجلس الجهة.
افتتح الملتقى بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم قراءة الفاتحة ترحما على أرواح من غادرونا من الاستقلاليين، تلتها تحية العلم والنشيد الحزبي، في أجواء مهيبة تعكس عمق الانتماء والوفاء.
تولى تنسيق فقرات الملتقى الدكتور العربي السطي، عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال، الذي رحب بكافة الحاضرين، وفي مقدمتهم الأخ الأمين العام للحزب ورئيس رابطة المهندسين الاستقلاليين، بالإضافة إلى البرلمانيين ورؤساء الجماعات. وقد توجه بالشكر الخاص للأمين العام على ترؤسه لهذا اللقاء النوعي، مؤكدا على أهمية الموضوع المحوري للملتقى.
جدد الأخ كريم العتابي، ممثل رابطة المهندسين الاستقلاليين بإقليم العرائش، الترحيب بالحاضرين، مستعرضا سياق هذا اللقاء الذي يندرج ضمن سلسلة الأنشطة الوطنية للرابطة، وأثنى " العتابي" على إشراك الكفاءات في مسار التغيير الذي تشهده بلادنا، مؤكدا أن هذا الاجتماع دليل على الإيمان الجماعي بأن الهندسة ليست تقنية فحسب، بل هي انخراط في أوراش التنمية وخدمة للصالح العام، واعتبر المهندس فاعلا استراتيجيا وعنصرا أساسيا في السياسات العمومية، بالانخراط في مجالات:
- البيئة الخضراء.
- التخطيط الترابي.
- الاستغلال الأمثل للبعد الرقمي.
كما شدد الأخ " كريم العتابي" على ضرورة الاهتمام بالموارد البشرية من المهندسين، سواء في القطاعين العام والخاص، وتعزيز حضورهم في مراكز القرار والتخطيط الاستراتيجي.
من جانبه، أعرب السيد عزيز هيلالي، رئيس رابطة المهندسين الاستقلاليين، عن اعتزازه بالتواجد بإقليم العرائش كقلعة استقلالية، معتبرا حضور الأمين العام للحزب، الأستاذ نزار بركة، إشارة تحمل دلالات عميقة، أبرزها دعم حركية رابطة المهندسين الاستقلاليين، وشكر الهيلالي اللجنة التحضيرية على توفير الأجواء المناسبة لنجاح اللقاء، واصفا المناسبة بـ "لحظة هندسة" بامتياز.
وأشار هيلالي إلى أن هذا اللقاء يأتي بعد النتائج الباهرة التي حققها المؤتمر الثامن عشر لحزب الاستقلال، وما حمله من حمولة فكرية والتفاف حول الأستاذ نزار بركة الذي بصم المشهد الاستقلالي بدينامية جديدة تبشر بكثير من النتائج الإيجابية، ثم تناول هيلالي البرنامج الذي سطره المكتب الوطني لرابطة المهندسين الاستقلاليين في إطار الحراك الهندسي الذي بمقدوره الإجابة على كثير من الاستفسارات.
وعرف " هيلالي " بدور المهندس في:
- مشاريع البنية التحتية.
- تحسين جودة الحياة.
- الانخراط في الابتكار والتكنولوجيا.
- تجويد المشاريع وزيادة الإنتاجية.
- المجال البيئي والتوازنات البيئية.
- بناء مجتمع أكثر استدامة.
- البحث عن حلول مبتكرة.
ليخلص إلى أن المهندس هو شريك أساسي في تحقيق التنمية المستدامة.
كما تحدث هيلالي عن التكوين الهندسي بالمغرب وضعف البحث العلمي، مشددا على ضرورة تنظيم المهنة وتحفيز الاستثمار الوطني، وتنظيم ممارسة المهنة على المستويين العام والخاص، والتفاعل مع المطالب، وتجويد النظام الأساسي، والتكوين المستمر، وتوفير ظروف العمل المهنية الملائمة.
وفي ختام كلمته، أشار إلى اهتمام الحكومة بملف المهندسين، وبحث الرابطة عن حلول لهم بالتنسيق مع الاتحاد الوطني للمهندسين والنقابة وباقي الشركاء في أحزاب الأغلبية.
الأستاذ نزار بركة، بواقعيته وجديته بشر بمشاريع تنموية مندمجة.... فبعدما ذكر بأدوار المهندس الأساسية نحو تحولات إقلاع حقيقي، أكد أن المهندس محوري في كافة المشاريع على أصعدة البنيات التحتية للمشاريع الكبرى كقطاعات الماء، الطاقة، التحولات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، وربط كل ذلك بخدمة هويتنا وأخلاقنا من أجل تنمية مستدامة.
واعتبر" بركة" أن بلادنا تعيش تحولات كبرى وتتيح فرصا متعددة وكبيرة للعمل تحتاج لتكوينات كبيرة، مقدما مثالا على ذلك ( وزارة التجهيز والماء), وعن تمويل تلك المشاريع، حددها المتحدث في توقيع شراكات مع الجهات ومع القطاع الخاص، وأخرى مع مؤسسات عمومية، بالإضافة إلى الميزانية العامة.
قسم الأخ " بركة" مداخلته للحديث عن قطاعات استراتيجية، بدأها بقطاع الماء، وذكر بالتوجيهات الملكية في هذا الشأن والداعية إلى توفير الماء الشروب لكافة المواطنين. وتمت الإشارة في كلمته إلى التحولات الكبرى في هذا المجال، وأبرزها:
- تطوير الموارد المائية التقليدية، ووصفها بـ "سياسة تركيبية للموارد المائية على المدى الطويل".
- التضامن المائي بين المدن والجهات.
- اعتماد سياسة السدود بتوزيع إقليمي.
- إنشاء الطرق السيارة للماء.
- تحلية مياه البحر التي أصبحت حلا ضروريا، واستعرض بعض المحطات لها في طنجة، الشرق، سوس ماسة، الرباط، الدار البيضاء، كلميم، طانطان، الصويرة، وبوجدور.
كل ذلك في إطار توجه جديد بمنطق مندمج.
وفي حديثه عن شبكة الطرق بالمغرب، أشار إلى اعتماد وزارته على منطق الاستدامة عبر العناية والصيانة دون تمييز بين الوسطين الحضري والقروي، مع إشراك الجهات في ذلك وإعمال العدالة المجالية لفك العزلة، وأشار في كلمته إلى برنامج الطرق السريعة بالمغرب الذي يطمح إلى إنجاز 3000 كيلومتر.
كما أشار إلى سياسة الموانئ ونجاح تجربة الميناء المتوسطي وآفاق ميناء الناظور وميناء الداخلة الأطلسي.
وخصص جزءا من مداخلته للنقل السككي والجوي الجهوي، والبنية الرياضية التي ترافق تنظيم المغرب لكأس العالم 2030، وما يرافق ذلك من بنية صحية ومجالية، وغيرها، مؤكدا أن أساس كل ذلك هو كفاءة المهندس المغربي.